طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة - سبوبة الزنازين

profile
طارق مهني كاتب صحفي
  • clock 30 سبتمبر 2021, 8:48:16 م
  • eye 113165
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

فى  19  سبتمبر عام 2020 أجرت قناة الحوار المعارضة لقاء أظنه الأهم فى تاريخ الفضائيات المعارضة من الخارج .

 بل أعتبره نقطة فارقة فى تاريخ الإعلام المعارض فما سبق هذا الحوار ليس كما جاء بعده .

مدير القناة عزام التميمى أجرى حوار مع إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان كما عرّفته القناة .

فى هذا الحوار أعلن إبراهيم منير عن رغبة واضحة من النظام المصري لإنهاء الصراع السياسي الذي بدأ منذ  يوليو 2013 .

يقول إبراهيم منير :

 حدثت اتصالات مباشرة مع السيسي شخصياً

عرض فيها أن الأمور تُحل 

ويتم الإفراج عن المساجين 

وأن يعود الإخوان للعيش فى مصر 

مقابل أن يعترفوا بشرعية النظام فقط .


أذكر جيداً اليوم الذي شاهدت فيه هذا المقطع , يومها صدمت صدمة شديدة , وأخذت أعيد المقطع مرات ومرات علّي فهمت أمراً بالخطأ . 

هل يمكن أن يكون هذا الكلام قد قيل بالفعل وأن هذه المبادرة قد طرحت بالفعل . نعم هذا فيديو موجود على اليوتيوب وسوف اضع رابط الحوار

لاشك أن هذا الحوار قد غير منظورى بالكامل للأحداث منذ اليوم الأول للثورة .. 

ظننت أنه مجتزء أو مفبرك لكن الفيديو سليم . جعلت أسوق لنفسى المبررات لكنها لم تتسق أبدا مع الواقع .. 

وقتها صرخت بأعلى صوتى عن أي شرعية تتحدثون .. أي صنم هذا الذى تذل له رقاب الشباب والبنات فى السجون وأرواحهم على المشانق . 


الله عز وجل أمر نبيه أن يرجع عن قتال أهل مكة حفاظا على أرواح مسلمين لا يعرفونهم هناك , وأنهم لو تزيلوا يعنى تميزوا أو انفصلوا عن كفار قريش لأمرهم بقتالهم.

وكان هذا بين مسلمين وكفار فما بالك حينما يكون الأمر بين أبناء الدين الواحد والوطن الواحد .  

ابو بكر الصديق رضى الله عنه أنفق جل ماله لعتق الرقاب من أيدى من يعذبونهم .

أليست رقاب المساجين وأرواحهم أولى بالعتق ..؟  

النبي صلى الله عليه وسلم يقول " لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه ؟ قال: يتعرض من البلاء ما لا يطيق."

أي شرعية التى يمكنك أن تنقذ بها رقاباً تنتظر المشانق , شباب وبنات ورجال ونساء  بلغوا عامهم الثامن فى السجون .

عشرات الآلاف من المساجين حسب إحصاء قنوات المعارضة نفسها يقبعون خلف الأسوار ثمانى سنوات بسبب هذه الشرعية . وهنا استخدم لفظ المساجين بدلاًمن المعتقلين حسب ما ذكر في الحوار نفسه .

ليطرح كل ذلك تساؤلات :

 لماذا أخفيتم هذه المبادرة والمصالحة منذ عام 2017 وظهرت بعد ثلاث سنوات وعرضتموها في  2020.. ؟

لماذا لم تعلن عنها قنواتكم المعارضة في حينها , ويطرحها للنقاش فى برامجكم النمطية المكررة .؟

لماذا لم تطرح المبادرة للاستفتاء العام على شاشاتكم ومواقعكم الالكترونية .. ؟

 لماذا خشيتم عرضها و كذبتم على المشاهد و دلستم على الشعب ..؟


تساؤلات تطأطئون رؤوسكم خجلاً من الإجابة عليها وسأوضح في نهاية المقال لماذا أخفيتم أهم مبادرة لانهاء الصراع  .

لكن عن أي شرعية تتحدثون  وما الفارق ان تعترفو بها أو لا والعالم كله يعترف بشرعية الأمر الواقع بل لا يعترف بكم انتم أصلاً . 

ثمانى سنوات وإعلام المعارضة يبكي ويتباكى على المساجين والمعدومين .


برامج يومية وبروموهات وأغانى وحملات على السوشيال واناشيد عن المساجين والمعدومين ..

(باب الزنزانه و رفيق الحبس ..) وأمثالها من أغانى النواح والتباكي والبرامج والمداخلات  التي تعرض ليلا ونهارا على شاشات مكملين ووطن والشرق والحوار وفضائية قناة التاسعة  وغيرها من المواقع والمنصات الإلكترونية . 

تعملون على صناعة التعاطف من الزنازين ولم يكن أحد يعرف أو يصدق  أن مفتاح الزنزانة كان بيدكم .


كيف يمكن لمشاهدي إعلامكم المعارض أن يثقوا فيكم بعد هذا ..

 فيا أيتها الأم الثكلى 

ويا أيتها الزوجة المترملة 

ويا أيها الابن الذي فقد الاخ والاب

ويا أيتها البنت القابعة خلف الأسوار

يا كل ضحايا الشرعية 

الذين لا يعرفون حتى ما معنى الشرعية.

اعلموا أن مفتاح الزنازين وحبال المشانق  التي حزت رقاب ذويكم كانت بيد من كنتم تلجأون وتبكون إليهم فى فضائيات المعارضة .فكلما زاد بكائكم وصراخكم كلما ذادت ارباحهم وامتلئت خزائنهم بالضبط كما صور الفيلم الكارتونى الشهير "شركة المرعبين المحدودة "

ويا من تجلسون في المكاتب المكيفة في هذه القنوات وتمسكون بالسبحة المزيفة وتتخفى أعينكم وراء نظارات سوداء لا ترون فيها إلا أنفسكم وذويكم. 

سحقا لهذه الأموال التي أُتخمت بها كروشكم وحساباتكم إنها الثمن الذي يُدفع مقابل رقاب وأعمار الشباب والبنات فى السجون وعلى  أعواد المشانق .

مدير قناة وطن السابق الشهير ب "أشك"  يخرج على شاشة قناة وطن المعارضة  ليقول للناس محاولا أن يبرر ما قاله منير " انتو تفتكرو ان المعتقلين عايزين يخرجوا ..؟ ..أشك ..

هو يشك لأنه لم يفقد ما فقدوه ولم يشعر بما شعروا ولم يذل كما ذلو 

هو يشك لأن جدوله المتخم بزوجاته الثلاث لا يكفي لمثل هذا الهراء.

ثم عن أي شرعية تتحدثون ألم تكن الشرعية في يد الملك فاروق فخرجتم عليها .

وألم تكن الشرعية في يد مبارك فخرجتم عليها وصرختم وقتها الشرعية للأرض والشرعية للميدان .

فعن أي شرعية تتحدثون وانتم لا تملكون ارضاً ولا ميداناً ولا حتى انساناً.

أو أنكم تقصدون شرعية الخارج أو شريعة الدولار واليورو والاسترليني

اتقو الله فى رقاب المصريين فى الأمهات والشباب والبنات..

توقفوا عن الكذب .. توقفوا عن التباكي والاستعطاف .. توقفوا عن بزنس المعارضة .


لامنى كثيرون عن ما كتبت فى المقال السابق بزنس المعارضة لصوص مكملين ..

 أقول لهم إنما خرجت يوما من بيتى لقول الحق أينما كان فسأقوله وسأكتب حتى تجف أقلامي أو تعودون للحق.

اكتب ما اكتب لكيانات إعلامية  ظنت أنها بعيدة عن المراقبة والحساب بعيدة عن النقد ومحاولات تصحيح المسار .

.كيانات اصابتها آفات المال والسلطة .. الظلم – الكذب- التزوير- السرقة-الخداع - الرشوة – المحسوبية- الواسطة - الفساد المالي-  والفساد الاخلاقى-  التهديد بالترحيل والاعتقال-  العنف مع من يخالفهم او يطالب بحقه .

 حتى اصبحوا هم ايضا طغاة لديهم سيف المعز وذهبه .. لا يرقبون فى مصري إلا ولا ذمة .. لا يعرفون حقا ولا ينكرون باطلا .

اعجبتهم لعبة اعلام  المعارضة من الخارج استعذبوها وركنوا إليها ..ولما لا فهى لعبة آمنة مربحة وبلا عناء .. 

الأخطر من ذلك أنهم يدفعون بكل ما يستطيعون ليبقى الحال على ماهو عليه ..


 طرف في الداخل وطرف فى الخارج .. عسكر واخوان .. هكذا يريدونها الى الأبد . 


نار تغلي وشعلة لا تنطفئ , وقودها الشعب , وحطبها المساجين والمحكوم عليهم بالإعدام .

طرف فاعل وطرف يتباكى على شاشات الفضائيات  يصنع من كل حدث ذكرى للطمية جديدة و تتجدد كل عام , تلهب المشاعر وتدعو بثارات من شاركوا هم أنفسهم في سجنهم وقتلهم . 

نعم شاركوا في سجنهم وقتلهم .

فحينما تصر على بقائهم فى السجون وعلى أعواد المشانق تحت أي مسمى وبأي حجة  وأنت تملك بيدك مفتاح حبسهم وحبل مشنقتهم .. 

فأنت مشارك في سجنهم وقتلهم .

موضوعات قد تهمك :

مجدي حسين: حان وقت المصالحة الشاملة

مسؤل مكتب تركيا فى الاخوان يماطل فى تسلم المكتب المنتخب

رسالة مسربة لإبراهيم منير للصف داخل الإخوان المسلمين حول التغييرات الأخيرة

إخوان مصر: ملتزمون بقوانين تركيا

إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد الإخوان المسلمين : لا نرفض الحوار مع السيسي

محمد بن سلمان وتميم وطحنون بن زايد في لقاء مثير على البحر الأحمر


مقالات قد تهمك :

طارق مهني يكتب : بزنس المعارضة ..لصوص مكملين

طريقة عمل "الفتوى" الشاذة

لعبة التسريبات.. كيف استخدم السيسي بعض قنوات المعارضة بالخارج لتثبيت حكمه

كيف تحول نشطاء وسياسو الربيع العربي إلى موظفين بإسطنبول

المعارضة المصرية بالخارج .. نهاية لعبة الكفيل شتات اختياري





التعليقات (0)