- ℃ 11 تركيا
- 24 ديسمبر 2024
حكاية كوكب الشرق ام كلثوم
فاطمة بنت الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي والمشهورة بأسم أم كلثوم عام 1898 في محافظة الدقهلية في دلتا النيل في مصر.
صوتها المميز جعلها تؤدي في المناسبات المحلية والأعياد الدينية لكن في ملابس صبي وليس فتاة. انتقلت إلى القاهرة عام 1923 لتبدأ مسيرتها المهنية وتتعرف على الملحنين زكريا أحمد ومحمد القصبجي والشاعر أحمد رامي الذي كتب عدداً كبيراً من أغانيها.
وُلدت فاطمة بنت الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي المعروفة باسم أم كلثوم في حوالي عام 1904 في قرية تاماي الزاهرية في محافظة الدقهلية بدلتا النيل في مصر. تربَّت في بيئة فقيرة لأب كان إمام جامع القرية وأمٍّ اهتمت بتربية أم كلثوم وشقيقيها.
بدأت في عمر صغير التجوال مع والدها مؤدية الأغاني في الأعراس ومنشدة الآيات القرآنية في المناسبات الدينية، وكان والدها يقدمها على أنها صبي كونه لا يُسمح للمرأة أن تقرأ القرآن علناً في المناسبات. في عمر السابعة بدأ يذيع صيتها وأخذت تغني في منازل الأثرياء الذين أُعجبوا بقوة صوتها وأدائها لدرجة أنها حصلت في إحدى المرات على عشر قروش كإكرامية، مبلغٌ كان يساوي وقتها نصف مرتب والدها. ولم يطل الأمر حتى بدأت أم كلثوم تجول دلتا النيل لتغني في مختلف المناسبات الدينية والعائلية.
في عمر السادسة عشر لاحظ موهبتها المغني الشهير أبو العلا محمد وعازف العود زكريا أحمد والذي دعاها إلى القاهرة. وفي أوائل عشرينيات القرن الماضي، وتحديداً عام 1923 قبلت الدعوةوانتقلت عائلتها إلى القاهرة ليتاح للنجمة الصغيرة أن تبدأ حياتها المهنية، وبدأت بأخذ دروس الموسيقا وغالباً مع أساتذة خصوصيين لأن النادي الموسيقي الشرقي في القاهرة لم يكن يقبل إناثاً بين طلابه في ذلك الوقت، حيث أشرف أمين بيه المهدي على تعليمها العود.
وبمجرد أن بدأت تقدم العروض الموسيقية كانت ظاهرة مميزة لجمهور القاهرة الغني، والذين لقبوها "البدوية" نظراً لخلفيتها الريفية وأدائها الموسيقي التقليدي بالإضافة إلى ملابسها التي تعكس البيئة التي أتت منها، فقد كانت ترتدي ملابس من تراث بيئتها عبارة عن عباءة فضفاضة طويلة حتى الكاحل ووشاح تلفه حول رأسها، والعديد من حفلاتها كانت تضم أغانٍ ريفية إلى جانب أغاني وأشعار الحب.
المرحلة المحورية في مسيرة أم كلثوم المهنية جاءت عام 1926، حين وقعت عقداً مع شركة تسجيلات لأقراص الغرامافون تضمن راتباً سنوياً لها بالإضافة إلى نسبة على كل قرص يتم بيعه. بعد أن وصلت للأمان الاقتصادي بهذا العقد بدأت تظهر بشكل أكبر كمؤدية محترفة وبملابس عصرية في وقتها من خلال فساتين طويلة.
وفي نفس الفترة تعرفت على الشاعر أحمد رامي الذي كتب لها 137 أغنية وعلى الملحن محمد القصبجي.
على الصعيد الموسيقي، ثمة حدثان هامان حدثا في نفس العام دفعا أم كلثوم إلى النجومية، الأول أنها اتخذت قراراً بألا ترافقها عائلتها مرة أخرى أثناء أدائها الغنائي وأن يتم تعويضهم ب تخت شرقي (فرقة مؤلفة من مجموعة من الموسيقيين والآلات المختلفة) وشكَّلت أم كلثوم هذا التخت من أمهر موسيقيي عصرها، وهو ما نقلها من مغنية شعبية إلى مطربة محترفة مع موسيقى عصرية ومتطورة، الحدث الثاني الهام هو تغييرها لنمط أغانيها من الأغاني التقليدية والدينية إلى الأغاني المعتمدة على أشعار وألحان حديثة وتنافس أهم الشعراء والملحنين في ذلك العصر على إعطائها أعمالهم الفنية.
بحلول عام 1930 أصبحت السينما حديث الشارع المصري وقد حاولت أم كلثوم ترك بصمتها هناك، فأنتجت ومثَّلت في عدد من الأفلام التي حملت طابعاً رومانسياً قريباً لأغانيها ومن هذه الأفلام: "وداد"، و"نشيد الأمل" و"دنانير"، ورغم عدم خبرتها التمثيلية فقد أعطيت الصلاحية في القرارات الهامة في الأفلام التي غالباً ما احتوت فقرات غنائية لكنها كانت قصيرة وبعيدة عن طابع أمسياتها الطويل.
كانت أربعينيات القرن الماضي الفترة الذهبية لأم كلثوم حيث أطلقت فلميها الأشهر "سلامة" و"فاطمة"، الفيلمان اللذان تحدثا عن القيم والأخلاق في المجتمع المصري والتي تنتصر على انعدام الضمير والثروة.
كما حققت نجاحاً باهراً من خلال تقديمها للشعر العربي في حفلاتها بأداء غنائي جميل ولحن أصيل جعل الكثير من الجماهير حتى الأمية منها تحفظ هذا الشعر الصعب عن ظهر قلب. حفلاتها الموسيقية كل خميس والتي كانت تُبث إذاعياً إلى كل أنحاء الشرق الأوسط كانت محط اهتمام الجماهير التي كانت تنصت بانتباه لكل كلمة وتموج في هذا الصوت الجميل، وتحليلات أدائها كانت تحتل مساحة واسعة في نقاشاتهم، مما أكسبها لقب "صوت مصر".
في خمسينيات وستينيات القرن الماضي بدأت صحتها بالتراجع وشُخص لها التهاب الكلية لكنها لم تتوقف عن تقديم حفلاتها، وتزوجت عام 1954 من طبيبها وأحد مستمعيها ومعجبيها الكبار، وفي عام 1967 قدمت للمرة الأولى حفلة خارج العالم العربي في باريس. وفي تلك السنة قامت بجولة عربية شملت مدناً مثل بغداد، دمشق، بيروت وطرابلس لدعم صورة مصر بعد نكسة حزيران حيث حملت جواز سفر دبلوماسياً وكانت تقدم الحفلات وترسل ريعها إلى الخزانة المصرية، كانت بمثابة سفيرة لمصر والعرب.
في عام 1975 استمرت صحتها بالتدهور، وكانت الصحف تتحدث يومياً عن حالتها الصحية. في الثالث من شباط عام 1975 تُوفيت أم كلثوم نتيجة فشل قلبي، حدثٌ هز مصر والعالم العربي لدرجة أن الحشود في جنازتها فاقت جنازة جمال عبد الناصر، أكثر من أربعة ملايين انسان احتشدوا متناقلين نعشها ليعبر المدينة ويرقد في الأرض التي أعطتها صوتها.
نالت العديد من التكريمات والأوسمة ففي خلال عهد الملك فاروق، منحت نيشان الكمال ولقب صاحبة العصمة منعت أغانيها من الإذاعة بعد ثورة الضباط الأحرار، إذ كانت تعتبر من مطربي العهد الملكي وسرعاً ما اعتبهرها العهد الجمهوري رمز مصرياً للحقبة الجدية .
وأصبحت مطربة الثورة
شاهد ))....علي تلفزيون ١٨٠ درجة حكاية كوكب الشرق ام كلثوم