-
℃ 11 تركيا
-
4 مارس 2025
"إسرائيل" تحاول فرض إطلاق الأسرى على حماس دون الانتقال للمرحلة الثانية وإنهاء الحرب
"إسرائيل" تحاول فرض إطلاق الأسرى على حماس دون الانتقال للمرحلة الثانية وإنهاء الحرب
-
4 مارس 2025, 10:44:11 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
رون بن يشاي - يديعوت أحرونوت
بعد رفض "حماس" القاطع في نهاية الأسبوع طلب إسرائيل تمديد المرحلة الأولى من صفقة "المخطوفين"، وفي الوقت عينه، التفاوض بشأن المرحلة الثانية، المطروح الآن مقترح جديد هو مخطط "دفعتان كبيرتان" المقدم من الموفد الأميركي ستيف ويتكوف.
يقترح المخطط تمديد وقف إطلاق النار الموقت والاستمرار في دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع طوال 50 يوماً حتى نهاية شهر رمضان وعيد الفصح، في مقابل إطلاق سراح كل المخطوفين، الأحياء والأموات، وذلك عبر دفعتين: الأولى، في بداية فترة تمديد وقف النار، والمجموعة الثانية في نهاية فترة وقف إطلاق النار. خلال هذه الفترة، تجري مفاوضات بشأن وقف إطلاق نار دائم، أو هدنة في الحرب.
يلبّي مخطط ويتكوف كل المطالب الإسرائيلية لأنه يسمح بتحرير كل الأسرى على دفعتين، من دون إطالة معاناة عائلات الأسرى الذين تحتجزهم "حماس"، لكنه يؤجل إعلان إسرائيل بشأن وقف إطلاق نار دائم مع ضمانات أمريكية. بالنسبة إلى نتنياهو، هناك ميزة أخرى سياسية للمقترح، لأنه يؤجل المواجهة مع سموتريتش وبن غفير في الائتلاف، ويتيح إقرار ميزانية الحكومة في الشهر الحالي.
هذه الاستراتيجية الجديدة تستخدم عصا طويلة وجزرة صغيرة في مواجهة "حماس". والعصا هي التهديد الفعلي بإعادة احتلال القطاع من خلال عملية خاطفة تنفّذها قوة من الجيش الإسرائيلي مؤلفة من خمس فرق، ينتشر جزء كبير منها، فعلاً، على أطراف القطاع. بالإضافة إلى ذلك، لن تنسحب إسرائيل من محور فيلادلفيا، حسبما تعهدت في نهاية المرحلة الأولى، التي انتهت في الأمس بصورة رسمية.
"الجزرة" هي استعداد إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية والكرفانات إلى القطاع وإصلاح البنى التحتية، وهو ما يخفف من معاناة السكان الذين يزداد شعورهم بالاستياء من "حماس" التي لا تفعل شيئاً للتخفيف من المعاناة.
3 أدوات ضغط
هذه الاستراتيجية التي ينتهجها طاقم برئاسة نتنياهو يستخدم 3 أدوات ضغط: الأولى، هي تخوّف "حماس" الحقيقي من دخول الجيش الإسرائيلي إلى القطاع، بصورة تقضي نهائياً على مراكز القوة المدنية والعسكرية التي بقيت لـ"حماس" في القطاع، وإجبار قيادة الحركة على البقاء تحت الأرض إلى أجل غير مسمى، أو الخروج والاستسلام.
الأداة الثانية، هي السكان الغزّيين الذين يطالبون "حماس" بالتخفيف من المعاناة، وضمن هذا الإطار، تشديد الضغط على "حماس" من خلال إعلان وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع ما دامت "حماس" ترفض مخطط ويتكوف.
الأداة الثالثة والأقوى هي الدعم الذي تحظى به إسرائيل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
حتى الآن، لا توجد دلائل على أن ترامب فقد اهتمامه بإيجاد حلّ للأزمة في الشرق الأوسط، لا بل على العكس، هو يُظهر اهتماماً متزايداً، ومن شبه المؤكد أن السيدة ميريام أدلسون [إسرائيلية – أمريكية، وريثة الملياردير شلدون أدلسون مؤسس صحيفة "يسرائيل هَيوم"] تقوم بدور مهم وحساس هنا. وربما هي سبب دعوة ترامب للناجي من الأسر إيلي شرعابي إلى البيت الأبيض، بعد مشاهدته مقابلة معه أجرتها إيلينا ديان في برنامج "عفوداه".
تلعب "حماس" دور المتشدد، من خلال اعتمادها على المخطوفين لديها بصورة أساسية، وتفترض أن إسرائيل ستمتنع من استئناف القتال في القطاع، خوفاً من إلحاق الضرر بالأسرى، لكن بعد تصريحات نتنياهو وسموتريتش، قد يتكون انطباع لدى "حماس" أنها إذا لم تقبل مطالب إسرائيل، فإن نتنياهو سيضحّي بجزء من المخطوفين الأحياء. أكدت صرخة عائلات المخطوفين في نهاية الأسبوع الأخير لـ"حماس" أن هذا الاحتمال واقعي، مهما كان مروعاً، ولذلك، هي تشعر بالخوف.
هل ستأخذ الخطة العربية زمام المبادرة من "حماس"؟
هناك "سوط" آخر يحوم فوق رأس قيادة "حماس" في القطاع، وفي الخارج، هو القمة العربية التي ستُعقد في القاهرة في نهاية الأسبوع، والتي ستُعرض خلالها خطة "اليوم التالي" في غزة من دون "حماس". هذه الخطة تثير قلق "حماس" أكثر من تجدُّد القتال من طرف إسرائيل، لأنها تهدد بقاء التنظيم "الإرهابي" كقوة مسيطرة في القطاع، حتى لو لم تكن موجودة في السلطة.
بالنسبة إلى "حماس"، إن السيطرة على القطاع هي أكبر إنجاز حققته منذ نشوء الحركة في ثمانينيات القرن الماضي. وإذا خسرت هذه السيطرة الرسمية على القطاع، ولم تعد القوة المهيمِنة عليه، فإنها لا تستطيع الاستمرار في الادّعاء أنها القوة الرائدة في الحركة الفلسطينية، ولن تستطيع السيطرة على الضفة الغربية، وعلى حركة "فتح". تريد "حماس" أن تصبح في القطاع كحزب الله في لبنان. والمقترح العربي يمكن أن يحرمها هذا الإمكان. وتتخوف "حماس" بصورة أساسية من سيطرة السلطة الفلسطينية، ومن نزع سلاحها بواسطة قوة عربية – دولية.
من أجل تعديل المقترح العربي ومنع استئناف إسرائيل للحرب، يمكن أن تقبل "حماس" مخطط ويتكوف، مع بعض التعديلات. حتى لو وافقت "حماس" على المخطط، فستحاول التعويض من خلال زيادة "مفاتيح الإفراج" عن الأسرى الفلسطينيين الأمنيين. أي المطالبة بالإفراج عن عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين، في مقابل كل مخطوف.
لكن من غير المؤكد البتة أن "حماس" ستقبل المخطط، لقد أكد أحد مسؤوليها الرفيعي المستوى أن الحركة لن تخضع للضغط. وإسرائيل تخاطر، إذا ظلت "حماس" مصرّة على رفضها لأنه لن يكون أمامها خيار سوى إرسال الجيش الإسرائيلي للقيام بمناورة قوية في القطاع، ومعنى ذلك تعريض مصير المخطوفين للخطر.
حالياً، كل الكرات في الهواء، ولا يوجد مؤشر واضح إلى مكان سقوطها. وحالياً، يعمل الوسطاء من أجل أن تقبل "حماس" مخطط ويتكوف الجديد الذي وافقت عليه إسرائيل. لذا، ستستمر معاناة أهالي المخطوفين، وسيستمر التوتر وسط الجمهور الإسرائيلي، وستواصل "حماس" خوض حرب نفسية قاسية لأنها الأداة الوحيدة لديها تقريباً من أجل التأثير في صنّاع القرار في إسرائيل. والصورة قد تتضح في نهاية الأسبوع، أو في الأسبوع القادم.









