إسماعيل جمعة الريماوي يكتب: حرب إبادة اخرى في الضفة الغربية

profile
  • clock 10 فبراير 2025, 1:09:42 م
  • eye 56
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية أكدت في تقرير لها ، إن اسرائيل تشن حربا شاملة على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، منذ بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة .


وأضافت المنظمة في منشور عبر منصة "إكس" أن "المستوطنين هاجموا خلال الأسابيع الأخيرة، قرى ومواطنين فلسطينيين بشكل شبه يومي، وأحيانا تحت أعين الجيش الإسرائيلي".


فمنذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 يناير الماضي، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماته للمدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، وشنّ هجمات أودت بحياة عشرات الفلسطينيين .


وفي 21 يناير الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية على شمال الضفة الغربية استهلها بمدينة جنين ومخيمها، وبعد 6 أيام، وسّعها نحو مدينة طولكرم ومخيمها.


فقد نقلت القناة الـ14 الإسرائيلية عن مسؤول أمني أن عام 2025 قد يكون نقطة تحول خطيرة في الضفة الغربية، في ظل تصريحات إسرائيلية سابقة بالتعامل مع الضفة كقطاع غزة.


وقال المسؤول الأمني الإسرائيلي إن "كل شيء قد ينهار في الضفة، ويجب أن نستعد للسيطرة على المنطقة بسرعة"، في ظل تصعيد العمليات العسكرية والاشتباكات المتجددة مع المقاومين الفلسطينيين.


ويأتي هذا في حين يستعد الجيش الإسرائيلي لنشر منظومات تكنولوجية في الضفة الغربية، وسط تقديرات بتحولها إلى ساحة قتال رئيسية، بينما تجددت الاقتحامات والاعتقالات في عدة مدن وبلدات فلسطينية من شمال الضفة إلى جنوبها .


وفي 2 فبراير الجاري طال الهجوم بلدة طمون ومخيم الفارعة بمحافظة طوباس، واستمر لمدة 7 أيام، فيما تتواصل العمليات العسكرية في مخيم الفارعة، ومخيم نور شمس شرق طولكرم.
وقد بدا جيش الاحتلال مؤخرا التزود بمنظومات تكنولوجية لنشرها بالضفة، مشيرة إلى أن الجيش سينشر العشرات من المنظومات على مداخل المستوطنات ونقاط التماس لمنع التسلل.
بالتوازي مع التصعيد العسكري هناك التصعيد بالتصريحات والتحريض والتي تدعو لضم الضفة وتوسيع الاستيطان فيها، في ظل تواتر عمليات المقاومة بالضفة ردا على تلك الاعتداءات، وإسنادا لقطاع غزة.


وسبق ذلك تصاعد دعوات التحريض الإسرائيلية، من ذلك ما قاله وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في وقت سابق "بضرورة التعامل مع التهديد في الضفة الغربية تماما كما تم التعامل مع قطاع غزة".


وأوضح كاتس حينها -في منشور له على صفحته بموقع إكس- أن الجيش الإسرائيلي يشن عملية عسكرية مكثفة في مخيمي جنين وطولكرم للاجئين الفلسطينيين ضد ما سماها "البنى التحتية الإرهابية الإسلامية الإيرانية التي أقيمت هناك" على حد زعمه. 


والتي دعا فيها أيضا إلى تنفيذ إجلاء مؤقت للسكان هناك، والقيام بأي خطوات أخرى مطلوبة، مبررا ذلك بالقول إن "هذه حرب على كل شيء، وعلينا أن ننتصر فيها"، وذلك بالتزامن مع بدء الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية بالضفة، هي الأوسع منذ عملية "السور الواقي" عام 2002.


كما دعا وزير شؤون القدس والتراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو في وقت سابق إلى ضم الضفة الغربية في أسرع وقت ممكن، في حين طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بتضييق الخناق على الفلسطينيين هناك، في حين دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وقطاع غزة


وقد كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" مطلع الشهر الجاري عن خطة شاملة يعمل عليها مجموعة من القادة السياسيين ورؤساء المستوطنات الإسرائيلية بهدف ضم كامل الضفة وتحويلها إلى جزء لا يتجزأ من إسرائيل.


ومع اتساع عمليات الجيش الإسرائيلي في الضفة، تواترت تصريحات مسؤولين إسرائيليين أن الهدف هو إحباط أي تصاعد لعمليات المقاومة مما قد يؤدي لاندلاع انتفاضة جديدة من داخل مخيمات الضفة.
ومنذ عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي اعتداءات واسعة في الضفة بذريعة إحباط الهجمات الفلسطينية المسلحة في مهدها.


وأسفرت هذه الاعتداءات عن استشهاد أكثر من 800 فلسطيني وإصابة نحو 6500 واعتقال ما يزيد على 11 ألفا آخرين، وفقا لبيانات رسمية فلسطينية.


وقد صادقت مؤخرا اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع، بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يهدف إلى تغيير مسمّى "الضفة الغربية"، في التشريعات إلى "يهودا والسامرة".


وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه يتوقّع أن يتمّ التصويت على مشروع القانون في الجلسة العامة للكنيست في وقت مبكّر يوم الأربعاء المقبل.


وسط الدمار الهائل والخراب الكبير في منازل وممتلكات المواطنين في مخيم جنين التي تكشفت بعد انسحاب آليات عسكرية من أحياء قليلة داخله وإعادة تمركزها في أحياء أخرى ،


ظهرت بعض البيوت وقد سويت بالأرض بشكل كامل، فيما انتشر الدمار في الشوارع والبنى التحتية والسيارات والممتلكات الخاصة بالمواطنين.


محافظ جنين كمال أبو الرب قال في تصريح صحفي، إن عدد النازحين من المخيم تجاوز الـ15 ألف شخص بواقع 3500 أسرة متوزعين على عدة بلدات وقرى في المحافظة، وأكثرها بلدة برقين غرب جنين.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)