اتفاق استراتيجي بين سوريا ولبنان لترسيم الحدود وتعزيز الأمن المشترك

profile
  • clock 28 مارس 2025, 3:53:29 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان يتوسط وزيري دفاع سوريا مرهف أبو قصرة ولبنان ميشال منسى، جدة. 27 مارس 2025 - واس

في خطوة دبلوماسية بارزة تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، اجتمع وزير الدفاع السوري، اللواء المهندس مرهف أبو قصرة، ونظيره اللبناني، اللواء ميشال منسى، في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، حيث وقّعا اتفاقًا يؤكد الأهمية الاستراتيجية لترسيم الحدود بين البلدين وتفعيل آليات التنسيق المشترك للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية. ​

جرى الاجتماع بحضور وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي أعرب عن دعم المملكة للجهود الثنائية بين سوريا ولبنان لمعالجة الخلافات عبر الحوار السياسي والدبلوماسي، مؤكدًا على أهمية احترام سيادة البلدين واستقرارهما، والالتزام بمبادئ القانون الدولي، بما في ذلك حسن الجوار. ​

يأتي هذا الاتفاق في ظل تصاعد التوترات على الحدود السورية-اللبنانية، حيث شهدت الفترة الأخيرة اشتباكات بين قوات من الجانبين في مناطق متنازع عليها، مما أعاد ملف ترسيم الحدود إلى الواجهة. تعود جذور هذه المشكلة إلى فترة الانتداب الفرنسي في عشرينيات القرن الماضي، عندما تم ترسيم الحدود بين البلدين بشكل لا يعكس التوزيع السكاني أو الجغرافيا السياسية، مما أدى إلى تداخل القرى والمناطق الحدودية. ​

بالإضافة إلى ذلك، يمثل ترسيم الحدود ضرورة استراتيجية لمكافحة عمليات تهريب المخدرات والأسلحة، التي تشكل تهديدًا أمنيًا لكلا البلدين. كما يسهم الترسيم في تقليل خطر الاشتباكات الحدودية وتخفيف الأعباء الإنسانية الناجمة عن تدهور الأوضاع الأمنية.​

يواجه تنفيذ هذا الاتفاق تحديات داخلية وخارجية، بما في ذلك التعقيدات السياسية والانقسامات الداخلية في كلا البلدين، فضلاً عن التدخلات الإقليمية والدولية. ومع ذلك، يُنظر إلى هذا الاتفاق كخطوة إيجابية نحو تعزيز التعاون الثنائي وتحقيق الاستقرار في المنطقة.​

في ختام الاجتماع، أعرب وزيرا الدفاع السوري واللبناني عن شكرهما للمملكة العربية السعودية على رعايتها واستضافتها للاجتماع، مؤكدين التزامهما بمواصلة الحوار والتنسيق لمعالجة القضايا المشتركة وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. ​

 

التعليقات (0)