- ℃ 11 تركيا
- 26 يناير 2025
اسماعيل جمعة الريماوي يكتب: بين الاحتلال و السلطة.. والشعب و المقاومة
اسماعيل جمعة الريماوي يكتب: بين الاحتلال و السلطة.. والشعب و المقاومة
- 25 يناير 2025, 1:17:23 م
- 78
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
بلا شك أن إن الاحتلال يسعى من خلال شن حرب على الضفة الغربية إلى تهجير سكانها وضمها، و أن العملية الموسعة في مدينة جنين ليست إلا مقدمة لهذه الخطة.
أن هدف الاحتلال المعلن والمتمثل في القضاء على المقاومة بجنين ليس إلا غطاء للبدء بضم الضفة والتغطية على الفشل العسكري الكبير الذي منيت به إسرائيل في قطاع غزة.
فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لديه هدف استراتيجي يتمثل في شن حرب واسعة على الضفة من أجل ضمها، ولإيصال رسالة إلى الداخل الإسرائيلي مفادها أنه قادر على شن حروب في جبهات عدة، من بينها الضفة الغربية.
وان الحديث عن وجود أذرع لإيران في الضفة ما هو الا شماعة للتأثير على الرأي العام الأميركي والغربي حتى يحصل على دعم للحرب ضد الفلسطينيين، لأن إيران ليست موجودة في الضفة، كما لم تكن موجودة بغزة .
أن المقاومة في جنين لا تتطلب كل هذه القوة العسكرية التي تم حشدها، وقال إنها لا تمتلك هذه القوة التي يحاولون الترويج لها، بعد تعرضت قدرات المقاومة لضرر كبير بسبب السلطة الفلسطينية.
لقد اعتبرت السلطة نفسها خارج حرب غزة، ويبدو أنها تتخذ الدور نفسه في جنين الان ولأن قواتها انسحبت من مخيم جنين الذي حاصرته 45 يوما وتركته للاحتلال يكمل المهمة.
حيث يجب على السلطة عدم منع المقاومين من مقاومة الاحتلال ، والتوقف عن تشويه وتجريم وشيطنة المقاومة و سحب سلاحها الموجود اصلا لمقاومة و صد الاحتلال فوجود سلاح المقاومة ما هو الا بسبب وجود الاحتلال حيث طالما بقي الاحتلال بقيت المقاومة ، وان على الاحتلال أن يدفع احتلاله لا أن يكون الاحتلال كما تسعى السلطة احتلال خمس نوم وان تقدم له سلاح المقاومة مجانا بدون اي ثمن سياسي مقابل .
ان سحب سلاح المقاومة يمكن أن يكون مبررا في دولة ذات سيادة مستقلة تملك قرارها ولها جيش يحميها ، وتملك مؤسسات شرعية منتخبة تحترم سيادة القانون وتقضي على كل ظواهر الفساد و المحسوبة و استغلال المناصب و أكل المال العام ، لا سلطة تحت الاحتلال لا تملك قرارها ولا تستطيع أن تحمي شعبها أو تحمي حتى نفسها .
وفي ظل كل هذا يضاف إليه الانقسام والتشرذم في الواقع الفلسطيني للأسف ، يسعى الاحتلال إلى تنفيذ أجندته سعيا لضرب الوجود الفلسطيني من خلال القتل والتهجير وحرب الإبادة و خطة الحسم لضم الضفة الغربية.
وبلا شك أن نتنياهو ومعه اليمين المتطرف في اسرائيل يستخدم كل ما يستطيع من قوة لتنفيذ خططه، بمن في ذلك المستوطنون الذين أصبحوا يتصدرون العديد من الهجمات على القرى الفلسطينية.
وإن ما يقوم به الاحتلال في مخيم جنين يؤكد نية نتنياهو فقط إبقاء الحرب في أي جبهة من الجبهات من أجل البقاء بالسلطة و تنفيذ هذه الأجندات .
وأنه بات علينا لزاما أن ندرك ما يريده الاحتلال وأن نقف صفا واحدا في مواجهته حتى نحمي وجودنا وان نحمي هذا الوطن الذي هو لنا جميعا ، لا أن نحمي مراكز و مناصب و استثمارات وتلك البرامج الحزبية والسياسية التي أصبحت اغلى من هذا الوطن وأن وقفنا مع عدونا لحمايتها.