تكبير الخط تصغير الخط

المستشفيات هدف مباشر للقصف الإسرائيلي

أطلقت منظمة "الإغاثة الدولية" تحذيرًا جديدًا حول تدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، مؤكدة أن المستشفيات أصبحت هدفًا مباشرًا للغارات الجوية الإسرائيلية، مما أدى إلى تعليق الخدمات الصحية المنقذة للحياة.

وقال كريج ريدموند، الرئيس التنفيذي للمنظمة، في بيان صحفي صدر أمس الثلاثاء: "المستشفيات التي من المفترض أن تكون ملاذًا آمنًا لإنقاذ الأرواح، تتعرض لهجمات متكررة، والمرافق القليلة المتبقية تعمل تحت ضغوط هائلة وعلى خيط رفيع".

الهدنة الهشة لم تصمد أمام القصف

أوضحت المنظمة أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير 2025، وفّر فرصة قصيرة لزيادة محدودة في دخول المساعدات، إلا أن هذا الهدوء لم يدم طويلاً. فقد استأنف الاحتلال الإسرائيلي هجماته في 18 مارس، بالتزامن مع فرض حصار شامل على غزة منذ 2 مارس، يُعد الأطول من نوعه منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.

قطاع صحي يتهاوى واحتياجات تزداد

تُشير "الإغاثة الدولية" إلى أن أكثر من مليوني فلسطيني في غزة يعانون بشكل مستمر، في ظل نضوب الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية، وتراجع التمويل الدولي للمساعدات.

وقد أدى ذلك إلى توقف الدعم عن مستشفيي "العودة" اللذين تدعمهما المنظمة، فيما لا تزال خمس شحنات طبية حرجة عالقة خارج غزة بانتظار الإذن بالدخول.

دمار شبه شامل للمرافق الصحية

بحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فإن الجيش الإسرائيلي ألحق أضرارًا بـ33 مستشفى من أصل 36 منذ بداية العدوان، ما يعكس حجم الكارثة الصحية التي يواجهها القطاع المحاصر.

وتؤكد "الإغاثة الدولية" أن ما يجري ينتهك القانون الدولي الإنساني الذي يُلزم بحماية المرافق الصحية في مناطق النزاع.

دعوة دولية لوقف الحرب وحماية المساعدات

طالبت المنظمة في بيانها الدول ذات النفوذ بـ:المطالبة الفورية بوقف الهجمات على المرافق الطبية الضغط من أجل وقف دائم لإطلاق النار السماح الفوري والآمن بدخول المساعدات الإنسانية.

وقال ريدموند: "المساعدات الإنسانية يجب أن تكون محمية بالكامل، فهي السبيل الوحيد لدعم المدنيين الذين يعانون منذ أكثر من عام ونصف. لا يجب أن تتحول المساعدات إلى أداة في آلة الحرب".

حرب مستمرة وإبادة جماعية موثقة

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد خرق اتفاق وقف إطلاق النار بعد شهرين فقط من دخوله حيز التنفيذ، ليستأنف عدوانه في 18 مارس 2025، بدعم أمريكي وأوروبي مستمر.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، أسفرت الحرب الإسرائيلية على غزة عن استشهاد وإصابة أكثر من 167 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود ما زالوا تحت الأنقاض أو مجهولي المصير.

إنقاذ غزة يبدأ بوقف النار ورفع الحصار

تشدد "الإغاثة الدولية" على أن حماية المستشفيات والمرافق الصحية لم تعد خيارًا، بل ضرورة عاجلة، في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الطبية وتهديد حياة ملايين المدنيين.

ويبقى الأمل معقودًا على ضغط دولي حقيقي يضع حدًا لهذه الإبادة الجماعية ويُعيد فتح أبواب الحياة لغزة.