تكبير الخط تصغير الخط

شهدت مدينة السويداء، اليوم الثلاثاء، مظاهرات واسعة احتجاجًا على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي أثارت استياء الأهالي. ورفع المتظاهرون لافتات تؤكد على وحدة الأراضي السورية وترفض أي مشاريع تقسيمية أو انفصالية، وسط مشاركة لوجهاء المحافظة ونشطاء الحراك السلمي.

ولليوم الثاني على التوالي، تتواصل الاحتجاجات في الجنوب السوري، من الأهالي وطلاب المدارس، رفضاً لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول المنطقة.

وجاءت هذه التحركات استجابة لدعوات من مختلف التجمعات والمكونات السورية، حيث أكد المشاركون رفضهم لأي تدخل خارجي في الشأن السوري، مرددين هتافات تعبر عن موقف السويداء الثابت في الحفاظ على وحدة البلاد وعدم التفريط بالسيادة الوطنية، وفق ما أورد موقع "السويداء 24".

تصريحات نتنياهو وردود الفعل 

في تصريحات مثيرة للجدل، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزام إسرائيل بحماية الطائفة الدرزية في جنوب سوريا، قائلاً: "لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية". هذه التصريحات تعكس السياسة الإسرائيلية التقليدية في استثمار الملف الدرزي، ويُنظر إليها على أنها محاولة لاستمالة أبناء الطائفة في الجولان المحتل.

ويرى مراقبون أن إسرائيل تستغل هذه القضية لتعزيز وجودها العسكري في الجنوب السوري وفرض واقع جديد يخدم مصالحها الاستراتيجية، متجاوزة الشعارات المعلنة.

التحديات السياسية في السويداء 

تواجه محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، تحديات داخلية، إذ لا تزال ترفض الانخراط الكامل في البنية السياسية والعسكرية الجديدة للدولة السورية، رغم الجهود المبذولة لإدماجها ضمن الإطار الوطني. وتشير تقارير إلى أن المفاوضات بين الحكومة السورية الجديدة ووجهاء السويداء لم تحرز تقدمًا ملموسًا، وسط تكتم حول تفاصيل المحادثات، مما يزيد من حالة الغموض حول مستقبل المحافظة.

ولا تقتصر التعقيدات في السويداء على المستوى المحلي، بل تمتد إلى الحسابات الإقليمية والدولية، لا سيما في ظل الاهتمام الإسرائيلي المباشر بالمنطقة. وبينما تتمسك السويداء حتى الآن بموقفها الوطني الرافض لأي تدخل خارجي، فإن استمرار عزلتها عن البنية السياسية السورية قد يفتح الباب أمام تدخلات دولية تهدف إلى فرض أجنداتها على الجنوب السوري.

البعد الإقليمي لملف السويداء 

تحظى السويداء بأهمية استراتيجية بالنسبة للأردن، نظرًا لقربها من الحدود الأردنية، مما يجعل أي تغيّر في المشهد العسكري أو السياسي في المحافظة ذا تأثير مباشر على أمن الأردن واستقراره. وتخشى عمّان من أن تؤدي الأطماع الإسرائيلية في المنطقة إلى توسيع نفوذها جنوبًا، مما قد يخلق تهديدات أمنية جديدة على الحدود الأردنية.

لقاء وفد السويداء مع الرئيس الشرع 

كشف موقع "السويداء 24" عن تفاصيل لقاء جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بوفد من محافظة السويداء، حيث جرى النقاش حول الأوضاع الأمنية والمعيشية، إضافة إلى التشاركية السياسية ومستقبل الدولة.

وضم الوفد شخصيات بارزة مثل الشيخ سليمان عبد الباقي، والشيخ ليث البلعوس، والشيخ مؤنس أبو حلا، إلى جانب المهندس كرم منذر. وأكد الحاضرون خلال اللقاء تمسكهم بوحدة الأراضي السورية ورفض أي تدخلات خارجية، مشددين على أن أبناء السويداء تحملوا الظلم لعقود دون الحاجة إلى وصاية خارجية، بل يسعون إلى دولة قائمة على العدالة والقانون.

كما شدد المشاركون على رفض أي نظام قائم على المحاصصة الطائفية، مطالبين ببناء دولة ديمقراطية تعطي الأولوية لأصحاب الكفاءات. وأكدوا أن السويداء ستبقى مرتبطة بدمشق ولا تقبل بأي مشاريع تقسيمية.

من جانبه، تحدث الرئيس الشرع عن خطط استثمارية سيتم تنفيذها في السويداء، بالإضافة إلى دراسة إمكانية فتح معبر حدودي مع الأردن، مشيرًا إلى أن هذا الملف يحتاج إلى تنسيق مشترك بين البلدين.

كما أكد الشرع أن الحكومة المقبلة، المرتقب تشكيلها في مطلع مارس، ستعتمد على الكفاءات والخبرات بدلاً من المحاصصة الطائفية أو المناطقية. أما على الصعيد الخدمي، فقد تم تقديم ملفات تتعلق باحتياجات السويداء في مختلف القطاعات، حيث تعهد الشرع بالعمل على معالجتها بشكل عاجل.

وفي تصريح إعلامي، وصف الشيخ ليث البلعوس اللقاء بالمثمر، مشيرًا إلى أنه تناول تحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمية في المحافظة، كما أكد على استمرار التمسك بمواقف الشيخ وحيد البلعوس، مؤسس حركة رجال الكرامة، الذي شدد على أن أبناء السويداء وطنيون يرفضون التقسيم والانفصال، مؤكدًا أن سوريا هي الوطن الأم الذي لا بديل عنه.