تكبير الخط تصغير الخط

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هي "الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة"، وذلك خلال لقائه يوم الخميس في القاهرة برئيسة البرلمان السلوفيني أورشكا كلاكوچار زوبانتشيتش، في لقاء شهد توافقًا على دعم الحقوق الفلسطينية وتعزيز الشراكة الثنائية بين البلدين.

سلوفينيا تنضم إلى ركب الاعتراف الدولي بدولة فلسطين

رحب الرئيس السيسي بقرار البرلمان السلوفيني الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، وهو القرار الذي صدر في يونيو 2024 بأغلبية ساحقة، لتصبح سلوفينيا الدولة رقم 147 من أعضاء الأمم المتحدة التي تتخذ هذه الخطوة المهمة.

وأكد السيسي أن هذا الاعتراف يمثل خطوة حاسمة نحو إعادة إحياء العملية السياسية وضمان حقوق الشعب الفلسطيني، خصوصًا في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية وغياب الحلول العادلة.

جهود مصرية مكثفة لوقف إطلاق النار في غزة

استعرض الرئيس المصري خلال اللقاء الجهود التي تبذلها مصر لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، بما يشمل تأمين إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع المحاصر.

من جهتها، أعربت زوبانتشيتش عن دعم سلوفينيا الكامل للموقف المصري، مشيدة بـ"الجهود المتواصلة التي تبذلها مصر لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط"، ومؤكدة رفض بلادها التام لسياسة التهجير القسري للفلسطينيين.

تنسيق دولي ورفض للمخططات التوسعية

أكدت رئيسة البرلمان السلوفيني التزام بلادها بـتعزيز التنسيق والتشاور مع مصر في المحافل الدولية، والعمل المشترك على القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يحقق السلام العادل والدائم.

 

وأشارت إلى أن سلوفينيا سبق وأدانت بشدة خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي تهدف إلى إخلاء غزة من سكانها وتحويلها إلى "ريفييرا شرق أوسطية"، ووصفتها بـ"غير المقبولة". كما انتقدت بشدة منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

مصر تطرح خطة شاملة لإعادة إعمار غزة

من جانبها، كانت مصر قد طرحت في مارس الماضي خطة متعددة المراحل لإعادة إعمار غزة، تهدف إلى مواجهة المخططات الاستيطانية والتوسعية، والحيلولة دون إفراغ القطاع من سكانه الأصليين. وقد حازت هذه الخطة دعمًا كاملًا من 22 دولة عربية، باعتبارها بديلًا واقعيًا وإنسانيًا لحماية حقوق الفلسطينيين.

تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وسلوفينيا

إلى جانب القضايا الإقليمية، ناقش الجانبان سبل توسيع التعاون الثنائي، وأشاد الرئيس السيسي بالتطور الملحوظ الذي شهدته العلاقات بين مصر وسلوفينيا خلال الفترة الماضية، مشيرًا إلى الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه البرلمانات في دعم التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين.

جاء اللقاء في توقيت حرج تمر به القضية الفلسطينية، حيث تشهد غزة عدوانًا مستمرًا وحصارًا خانقًا. وبينما يواصل العالم مطالبه بوقف إطلاق النار، يبرز الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين كعامل محوري في تحقيق السلام الشامل والدائم، وهو ما شدد عليه السيسي باعتباره "الضمانة الحقيقية للاستقرار في المنطقة".