الاحتلال يعمّق الحصار ويفشل جهود التهدئة

جرائم الحرب الإسرائيلية.. عدوان لا يتوقف في ظل صمت دولي وتواطؤ أمريكي

profile
  • clock 16 أبريل 2025, 3:54:00 م
  • eye 480
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
جرائم الحرب الإسرائيلية

في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الجرائم المستمرة، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، مدمرة أقسام العناية المركزة والجراحة بالكامل. جاء القصف بعد تهديدات مباشرة من الجيش الإسرائيلي، ما اضطر الطواقم الطبية إلى إخلاء المرضى في ساعات الفجر الأولى.

وبحسب بيان صادر عن أبرشية القدس الأسقفية التابعة للكنيسة الإنجليكانية، المشرفة على المستشفى، فإن طفلاً كان يعاني من إصابة في الرأس توفي خلال عملية الإخلاء القسري. كما تعرضت كنيسة القديس فيليب والمباني المحيطة لأضرار جسيمة، في انتهاك صارخ لحرمة المواقع الدينية تزامناً مع أحد الشعانين وبداية أسبوع الآلام.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة تعطل المستشفى بالكامل عن تقديم خدماته الطبية، وسط انهيار شبه تام للمنظومة الصحية.

الاحتلال يعمّق الحصار ويفشل جهود التهدئة

منذ 18 مارس، أعلنت إسرائيل انتهاء اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في يناير، لتُثبت مرة أخرى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتطرفة ليست لديها نية لإنهاء الحرب أو سحب قواتها من قطاع غزة.

ومع استمرار الحصار وإغلاق المعابر، تمنع إسرائيل دخول جميع أشكال المساعدات الإنسانية، بما فيها الأدوية والوقود والكهرباء، ما يزيد من تعقيد الأزمة. وعلى الرغم من ذلك، واصلت الكوادر الطبية الفلسطينية أداء واجبها الإنساني في ظروف أشبه بالمستحيلة، لإنقاذ الأرواح، ومعظمها من النساء والأطفال.

تصعيد غير مسبوق واستهداف منهجي للمدنيين

لم يقتصر العدوان على المستشفيات، فقد سبق القصف على مستشفى الأهلي هجوم على مبنى سكني في حي الشجاعية أدى إلى استشهاد 35 مدنياً. وقبلها، تم استهداف لاجئين وصحفيين في مدارس ومراكز إيواء، حيث تم حرق أجساد مدنيين أحياء، وتهشيم عظام أطفال تحت الأنقاض، وارتكاب مجازر لا يمكن للعقل البشري أن يتخيلها.

تُشير الإحصائيات إلى أن معدل الشهداء يومياً في غزة يتجاوز 50 شهيداً، معظمهم من النساء والأطفال، في مشهد يوصف بأنه أبشع مجازر القرن الحادي والعشرين، وربما الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.

الهيئات الدولية مشلولة بفعل الفيتو الأمريكي

رغم التوثيق اليومي للانتهاكات، تبقى الهيئات الدولية، وعلى رأسها مجلس الأمن، عاجزة بسبب استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو) لحماية إسرائيل. ورغم صدور أحكام تاريخية من محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية تدين جرائم الاحتلال وتُطالب بمحاسبة قادته، إلا أن تلك القرارات تم تعطيلها بفعل ضغوط أمريكية مباشرة وتهديدات بفرض عقوبات على القضاة.

احتجاجات شعبية وتحركات أوروبية متقدمة

رغم محاولات قمع التضامن العالمي، شهدت المدن الأمريكية والأوروبية والعربية مظاهرات حاشدة ضد الحرب الإسرائيلية، شارك فيها مئات الآلاف. حتى داخل إسرائيل، وقع الآلاف من جنود الاحتياط على عرائض ترفض المشاركة في الحرب، وتُطالب بإنهائها فوراً.

وفي تطور لافت، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته الاعتراف بدولة فلسطين في يونيو المقبل، بالتنسيق مع دول أوروبية أخرى مثل إيرلندا، إسبانيا، والنرويج، إلى جانب استضافة مؤتمر دولي لدعم تسوية دائمة وإنهاء الاحتلال.

وقد قوبلت تصريحات ماكرون بهجوم عنيف من نتنياهو وابنه، وصل إلى استخدام ألفاظ نابية علنية، في دليل على توتر غير مسبوق لدى قادة الاحتلال أمام تغير المزاج الدولي.

مصر تواصل التنسيق من أجل إنهاء الحرب

على الصعيد الإقليمي، تُواصل مصر دورها المحوري في التنسيق مع قطر والولايات المتحدة والأطراف الأوروبية لإحياء جهود وقف إطلاق النار والدفع نحو عملية سلام شاملة تنهي الاحتلال وتُفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يُمثل الموقف الشعبي والرسمي المصري الثابت.

إسرائيل تتجه نحو العزلة الدولية

مع استمرار جرائم الحرب، ستجد إسرائيل نفسها عاجلاً أم آجلاً دولة منبوذة في المجتمع الدولي، وقادتها ملاحقون قانونياً في كل مكان. وعندما تنتهي هذه الحرب، لن تُنسى الجرائم، ولن تُغفر، وسيدفع الاحتلال ثمن مجازره سياسياً وأخلاقياً لعقود قادمة.

التعليقات (0)