د. غسان الشامي يكتب: غزة العصية على الانكسار في زمن حرب الإبادة وجرائم التطهير العرقي

profile
د. غسان مصطفى الشامي كاتب فلسطيني
  • clock 21 يناير 2025, 2:59:38 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الكاريكاتير للفنان الفلسطيني علاء اللقطة

لا أجد في قاموس اللغة كلمات تفي حق غزة الصامدة المحتسبة أو تصف غزة الأسطورة والفداء في الصبر والوفاء والدفاع عن شرف الأمة العربية والإسلامية وأرض فلسطين.

لا أجد كلمات ولساني يتلعثم في الحديث عن غزة بعد مواجهة العدو الصهيوني وقوى الشر العالمي لمدة خمسة عشر شهرا قرابة 471 يوما، وأي كلمات تفي غزة وهي صمدت، وقد ألقى الكيان الصهيوني حممه وبراكينه وصب جام غضبه على غزة خلال أطول حرب إبادة جماعية وجرائم تطهير عرقي في عصرنا الحديث. حرب خلفت قرابة 70 ألف شهيد ومائتي ألف جريح، وهي تقف لوحدها وتحفها رعاية وحماية الرحمن، وسلاحها في وجه الطغيان الصمود والصبر والمقاومة على تاج الرؤوس.

نتحدث هنا عن غزة الباسلة التي ابتلعت أرضها قرابة أربعة أطنان من المتفرجات والمواد النووية -تفوق قنبلة هيروشيما وناجازاكي في الحرب العالمية الثانية-  وبقيت صامدة واقفة كالطود العظيم، وأي صمود وباسلة وقدم مسحت مئات الأسر الفلسطينية الغزاوية من السجل المدني واستشهد جميع أفراد العائلة.

بقيت غزة صامدة وقد سوت قوات الاحتلال الكثير من مناطقها وبلداتها بالتراب وبقيت صامدة محتفظة بالرهائن الصهاينة وسلمتهم وهم في أحسن حال يحملون الهدايا التذكارية من غزة.

غزة يا سادة صغيرة المساحة الجغرافية التي لا تتجاوز عدد أيام العالم؛ التي العالم القصي والداني القريب قبل البعيد علمت العالم الصبر  والصمود والوفاء من أجل تحرير أرض فلسطين المباركة..غزة التي أسأت وجه العدو الصهيوني في العالم وداس أشبالها وأطفالها على رأس الجندي الصهيوني.

غزة أذاقت اليهود الذل والعار -وربما يقول البعض دمر الاحتلال غزة وقتل قرابة 70 ألف فلسطيني- أقول صحيح الثمن كبير لكنه قليل في ميزان تحرير الأوطان من المحتلين فهناك عبر التاريخ شعوب قدمت الملايين من الشهداء من أجل تحرير الأوطان والجزائر بلد المليون شهيد أكثر مثال.

إن غزة اليوم أصبحت نموذج أسطوري كبير وتجربة تدرس في الكتب والجامعات في الصبر والثبات والفداء بل في زمن المعجزات في عصرنا الحديث عندما نتحدث عن حرب الإبادة الجماعية على غزة تصعق من حجم هذه الأرقام وتخرج غزة كطائر العنقاء في ثبات وشموخ تخرج واقفة وتحتفل بالانتصار.

عن ماذا نتحدث هنا.. إن آلاف القنابل والصواريخ التي ألقيت على قطاع غزة الصغير جغرافيا لو ألقيت على أي عاصمة في العالم لاستسلمت بساعات معدودات، ولنا الكثير من الأمثلة في التاريخ أبرزها (حرب الأيام الستة عام 1967) بل قل حرب الساعات الستة عندما احتلت إسرائيل باقي أرضنا الفلسطينية وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، بل وأعلن الصهاينة وقتها أن مساحة الكيان وحدوده هي قدم الجندي الصهيوني أينما يتواجد هذا الجندي هي حدود الكيان ( الزائلة).

إن الدوروس والعبر التي عملتنا إياها غزة وهي تواجه حرب الإبادة الجماعية وتواجه جرائم ومجازر الصهاينة بحق النساء والأطفال والشيوخ وجرائم التهجير والتطهير العرقي والقتل المباشر والمقابر الجماعية كثيرة كثيرة.

وأقتبس هناك كلمات من الصهاينة أنفسهم في حديثهم عن وقف إطلاق النار في غزة  عندما قال الصحفي هلالك بيتون روزين- القناة14 العبرية: "من كان يصدق أنه بعد الأيام التي أعقبت (المجزرة المروعة) التي ارتكبوها ضدنا في 7 أكتوبر،أنه بعد أقل من عام ونصف سنذل أنفسنا أمام من نفذها، ونخضع له، ونعطيه ما يريده لكي يعيد لنا جزءًا ممن اختطفهم منا بهذه الطريقة الوحشية".

هناك الكثير الكثير من الكلمات والعبارات والعبرات في وصفها عن غزة وصمودها وباسلتها، بل تحتاج كتب ومجلدات للحديث عن هذه الحرب سيسطرها التاريخ المعاصر وتتحدث عنها الشعوب والأجيال للأجيال الجديدة.. وأصف ماحدث أنه  بإذن الله بداية تحرير أرضنا الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس.

إلى الملتقى


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)