حلم بسيط لطفل معذّب

صورة طفل فلسطيني مبتور الأطراف تفوز بجائزة "وورلد برس فوتو" العالمية

profile
  • clock 17 أبريل 2025, 2:55:18 م
  • eye 463
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
صورة الطفل

في تكريم مؤثر يعكس المعاناة الإنسانية في قطاع غزة، فازت صورة التقطتها المصورة الفلسطينية سمر أبو العوف لصالح صحيفة نيويورك تايمز بجائزة "وورلد برس فوتو" العالمية. وتوثّق الصورة لحظة صامتة لكن صداها مدوٍ، يظهر فيها الطفل الفلسطيني محمود عجّور، الذي فقد ذراعيه إثر انفجار عنيف في غزة، وتم إجلاؤه إلى الدوحة لتلقي العلاج.

 

من غزة إلى الدوحة... حكاية ألم وأمل

 

الطفل محمود، الذي لا يتجاوز عمره العشر سنوات، فقد ذراعه بالكامل وتشوّهت الأخرى في قصف إسرائيلي العام الماضي، ما استدعى نقله إلى العاصمة القطرية للعلاج والرعاية. المصورة أبو العوف، وهي أيضًا من غزة وتم إجلاؤها في ديسمبر 2023، تتابع من مقر إقامتها الجديد تصوير معاناة الفلسطينيين الجرحى الذين يتلقون العلاج في الخارج، محاولة إيصال قصصهم إلى العالم.

 

سؤال صغير يعكس حجم الكارثة

 

أوضحت سمر أبو العوف أن واحدة من أكثر اللحظات ألمًا خلال مقابلتها لوالدة محمود كانت حين روت لها أن ابنها، عند إدراكه أنه فقد ذراعيه، قال لها: "كيف سأحضنك يا أمي؟". عبارة موجعة تلخص حجم الألم النفسي والمعنوي الذي يعيشه الأطفال الناجون من الحرب.

 

لجنة التحكيم: صورة صامتة بصوت عالٍ

 

أثنت لجنة تحكيم الجائزة على الصورة، ووصفتها بأنها "صورة هادئة لكنها تتحدث بصوت مرتفع"، مشيرة إلى أن قوة التكوين البصري واستخدام الإضاءة كانا من العوامل التي ميزت العمل، إلى جانب الموضوع الإنساني العميق الذي تحمله الصورة، والتي تثير تساؤلات مؤلمة حول مستقبل الطفل محمود وغيره من الأطفال المصابين في الحروب.

وأشارت اللجنة إلى أن محمود الآن يتعلم استخدام قدميه للقيام بأنشطة بسيطة، مثل اللعب على الهاتف، الكتابة، وفتح الأبواب.

 

حلم بسيط لطفل معذّب

 

قال منظمو المسابقة في بيان رسمي:"حلم محمود بسيط جدًا: أن يحصل على أطراف صناعية ويعيش كأي طفل آخر."

لكن هذا الحلم، ورغم بساطته، يبقى معلقًا في فضاء الأمل الذي لا يزال بعيدًا عن أطفال غزة وسط استمرار الحرب والحصار.

 

توثيق لحرب ستترك أثرها لأجيال

 

صرحت جمانة الزين خوري، المديرة التنفيذية للجائزة، بأن هذه الصورة لا تروي قصة طفل واحد فقط، بل تعكس وجهًا من أوجه الحرب على غزة، والتي وصفتها بأنها ستترك أثرًا "يتجاوز جيلًا كاملاً" من الفلسطينيين، سواء في الداخل أو في الشتات.

 

بين جراح محمود وصورة سمر، تحضر الحقيقة في أوضح صورها: طفولة مسروقة، وأحلام محطمة، وواقع فرضته آلة الحرب. ومع كل صورة تحصد جائزة، يظل الأمل قائمًا بأن يرى العالم الحقيقة، ويتحرك لإنهاء معاناة الأبرياء.

 

التعليقات (0)