-
℃ 11 تركيا
-
20 أبريل 2025
مع دخول الحرب عامها الثالث.. السودان أمام مفترق طرق.. سلام أم تقسيم؟
مجاعة تهدد حياة الملايين
مع دخول الحرب عامها الثالث.. السودان أمام مفترق طرق.. سلام أم تقسيم؟
-
16 أبريل 2025, 4:27:21 م
-
487
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
حرب السودان
مع دخول الحرب في السودان عامها الثالث، أعلنت قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن تشكيل ما وصفته بـ"حكومة السلام والوحدة" في المناطق التي تسيطر عليها، الأمر الذي يُنذبتعميق الانقسام السياسي والجغرافي في البلاد.
وفي بيان نشره حميدتي عبر "تلغرام"، قال: "في هذه الذكرى، نُعلن بكل فخر عن قيام حكومة السلام والوحدة، وهي تحالف واسع يعكس الوجه الحقيقي للسودان".
وكانت قوات الدعم السريع قد وقّعت، إلى جانب حلفائها، ميثاقاً في كينيا خلال فبراير الماضي لتأسيس حكومة انتقالية موازية، تتضمن مجلساً رئاسياً من 15 عضواً يمثلون كافة أقاليم البلاد.
أزمة إنسانية هي الأسوأ عالميًا بحسب الأمم المتحدة
وصفت الأمم المتحدة الصراع المستمر في السودان منذ 15 أبريل 2023 بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، مشيرة إلى أن أكثر من 13 مليون شخص نزحوا من منازلهم، منهم 3.5 مليون عبروا الحدود إلى دول الجوار.
وقالت كليمنتين نكويتا-سلامي، منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان:
"تمزقت حياة الملايين، وتفرقت العائلات، وفقد الناس سبل عيشهم، ولا يزال المستقبل غامضاً".
دارفور تحت الحصار والمجاعات تضرب المخيمات
تسعى قوات الدعم السريع إلى تعزيز قبضتها على إقليم دارفور، حيث فرضت حصارًا على مدينة الجنينة وهاجمت مخيم زمزم للنازحين، الذي كان يؤوي قرابة مليون شخص. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن 400 ألف مدني فروا من المخيم في الأيام الأخيرة.
وأكدت وكالة "أوتشا" الأممية أن الاتصال مع زمزم انقطع تمامًا، وأن الصور الفضائية أظهرت أضراراً جسيمة ناجمة عن حرائق واسعة في أنحاء المخيم.
في المقابل، أعلنت القوات المسلحة السودانية أنها نفذت ضربات جوية ناجحة على مواقع قوات الدعم السريع شمال شرق الفاشر.
المجتمع الدولي يدعو لوقف الحرب فورًا
عُقد مؤتمر دولي في لندن بهدف حشد الدعم لوقف القتال، بمشاركة دول أوروبية وأمريكية، لكن غياب الطرفين المتصارعين عن الاجتماعات خفف من زخمها.
مع ذلك، تعهدت الدول المشاركة بتقديم أكثر من 800 مليون يورو مساعدات إنسانية، بينما أكدت دول مجموعة السبع (G7) خلال اجتماع في كندا على ضرورة وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.
وأشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، إلى أن قوات الدعم السريع "صعدت من هجماتها على مدينة الفاشر والمخيمات المحيطة بها"، مؤكدة وجود تقارير تشير إلى استهداف المدنيين والعاملين في المجال الإنساني بشكل مباشر.
عودة جزئية للنازحين وسط دمار وانعدام الخدمات
رغم استمرار القتال، قالت الأمم المتحدة إن 2.1 مليون شخص قد يعودون إلى الخرطوم خلال الأشهر الستة القادمة، بعد استعادة الجيش للسيطرة على العاصمة. وقد عاد نحو 400 ألف شخص إلى مناطق وسط السودان، فقط ليكتشفوا أن منازلهم مدمرة أو منهوبة بالكامل. تقول زينب عبد الرحيم، وهي أم لستة أطفال عادت إلى الخرطوم بحري: "بيتنا نُهب بالكامل. نحاول تأمين الضروريات، لكن لا يوجد ماء، ولا كهرباء، ولا دواء".
مجاعة تهدد حياة الملايين
حذرت المنظمات الإنسانية من أن المجاعة باتت تهديداً حقيقياً، وبدأت تظهر أولى ملامحها في مخيم زمزم الذي تم الإعلان فيه عن المجاعة رسمياً. ويتوقع أن تنتقل الكارثة إلى مدينة الفاشر في غضون أسابيع، في ظل استمرار الحصار ومنع المساعدات.
السودان أمام مفترق طرق: سلام أم تقسيم؟
مع إعلان حكومة موازية من قبل قوات الدعم السريع، واستمرار الحرب المدمرة، يُحذّر محللون من خطر تحول السودان إلى دولتين فعليًا. يقول البروفيسور شاراث سرينيفاسان من جامعة كامبريدج:
"التقسيم الجغرافي الجاري حالياً قد يُفضي إلى انفصال فعلي، وهو ما سيكون كارثياً على وحدة السودان".
وفي ظل غياب الإرادة السياسية لدى الأطراف المتنازعة، واستمرار الانهيار الإنساني، تبقى الآمال معلقة على المجتمع الدولي للضغط من أجل وقف القتال وبدء عملية سياسية شاملة تُنقذ السودان من الانهيار التام.







