عد 17 شهراً على اندلاع الحرب الأشد في تاريخ الصراع، يبدو أن استيعاب إسرائيل وفهمها لحركة "حماس" ما زالا محدودَين

ميخائيل ميلشتاين: حكومة إسرائيل تستمر في ترويج الشعارات وجميع الخيارات أمامها سيئة

profile
  • clock 19 مارس 2025, 5:28:08 م
  • eye 473
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ميخائيل ميلشتاين

قال الباحث الإسرائيلي “ميخائيل ميلشتاين”  في مقال تحت عنوان لا يمكن الجمع بين خيارَي إسقاط "حماس" وإطلاق المخطوفين.

ووفق صحيفة  يديعوت أحرونوت إنه مؤخراً، تراكمت إشارات تدل، على ما يبدو، على عدم وجود تناغُم كامل بين القدس وواشنطن فيما يتعلق بملف الأسرى: بدءاً من الاتصالات التي أجراها آدم بوهلر مع "حماس"، مروراً بالاجتماع الذي عقده ستيف ويتكوف مع خمسة من وزراء الخارجية العرب بشأن المبادرة العربية إلى إنهاء الحرب وإقامة نظام جديد في غزة، وانتهاءً بإعلان ترامب أنه لا يؤيد ترحيل الفلسطينيين من القطاع كوسيلة لتحقيق رؤيته بشأن مستقبل المنطقة.

وتابع في مقاله أنه تم جَسر الفجوات التي كُشف عنها بسرعة، من خلال إعلانات علنية تؤكد التوافق في الرأي بشأن غزة، إلّا إن الشعور السائد لا يزال يشير إلى أن هناك في واشنطن مَن يتساءل عن ماهية الاستراتيجيا الإسرائيلية فعلاً، وعلاوةً على ذلك، فإن التحركات الأميركية الأخيرة تعطي انطباعاً أن دافع الولايات المتحدة إلى تعزيز صفقة كبيرة أقوى من دافع حكومة إسرائيل، وهو أمر أصبح أكثر وضوحاً، وخصوصاً بعد لقاء ترامب والأسرى الذين أُطلق سراحهم من أسر "حماس".


وقال يبدو أن حكومة إسرائيل تفضل العودة إلى القتال، لكنها تستمر في ترويج شعارات تدّعي أنه يمكن إسقاط حُكم "حماس"، وفي الوقت نفسه، تحرير المخطوفين، بدلاً من مصارحة الجمهور بالحقيقة القاسية، وهي أنه لا يمكن الجمع بين الخيارين. هذا استمرار للأوهام التي تم تقديمها منذ 7 أكتوبر 2023، بدلاً من وضع استراتيجيات منظمة، ومن بين الأوهام: "إن استخدام مزيد من القوة سيُجبر ’حماس’ على إطلاق سراح الأسرى"، و"سننجح في إقناع التنظيم بإخلاء غزة ونزع سلاحها"، و"سنعزز نزع التطرف لدى الفلسطينيين"، و"سنقيم نظام حُكم لا يتبع لحماس، ولا لعباس"، وطبعاً، "سنُفرغ غزة من سكانها".
 

وقال إنه هكذا، بعد 17 شهراً على اندلاع الحرب الأشد في تاريخ الصراع، يبدو أن استيعاب إسرائيل وفهمها لحركة "حماس" ما زالا محدودَين، مثلما كانا خلال فترة مفهوم التسوية. كل ذلك من دون الإدراك أن الحديث يدور حول تنظيم متشدد يفضل استمرار القتال، بل حتى الانتحار الجماعي، على رفع الراية البيضاء.
 

وكشف أنه لا يوجد في الطريق المسدودة التي وصلت إليها المفاوضات بشأن الصفقة سوى خيارَين؛ الأول، العودة إلى الحرب، حسبما يطالب العديد من صنّاع القرار في إسرائيل، وهو سيناريو تكون فيه احتمالية إنقاذ المخطوفين، ولا سيما الأحياء منهم، ضئيلة للغاية، أمّا الخيار الثاني، فهو تجدُّد الضغط الأميركي على إسرائيل، مثلما حدث قبل أكثر من 50 يوماً وأدى إلى إطلاق سراح مخطوفين، حتى بثمن باهظ تمثّل في وقف القتال وانسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق رئيسية في القطاع.
 

وقال إنه في غضون ذلك، ترتفع الحرارة على الأرض في غزة، بالتدريج. إذ تقصف إسرائيل بشكل شبه يومي خلايا مسلحة تحاول إعادة بناء البنية التحتية، وزرع العبوات الناسفة، أو جمع معلومات استخباراتية عن القوات الإسرائيلية. وبلغت ذروة هذه العمليات يوم السبت، عندما قُتل تسعة مسلحين في شمال القطاع، ووفقاً لإحصاءات "حماس"، قُتل نحو 150 فلسطينياً منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ. إن التداخل بين التصعيد الأمني والأزمة المستمرة في المفاوضات يدفعان الأطراف، حتى من دون تخطيط مسبق، إلى تصعيد تدريجي، وربما إلى استئناف القتال العنيف.
جميع الخيارات المتاحة أمام إسرائيل سيئة، وعليها اختيار الأقل سوءاً، وكذلك تقسيم أهدافها، وفقاً للأطر الزمنية المختلفة. يتطلب إسقاط حُكم "حماس" احتلالاً كاملاً لقطاع غزة والبقاء فيه فترة طويلة، وهو ما يؤدي إلى دفع ثمن باهظ على الصعيدين الاقتصادي والأمني، فضلاً عن التداعيات السياسية التي من المشكوك فيه أن تكون إسرائيل مستعدة لها في الوقت الحالي.
 

واختتم مقاله أنه لذلك، من الأفضل في هذه المرحلة السعي نحو إتمام الصفقة، الأمر الذي سيساعد على تعافي المجتمع الإسرائيلي، حتى لو كان ذلك بثمن استراتيجي مؤلم، أمّا المهمة التاريخية والضرورية المتمثلة في القضاء على "حماس" من خلال الاحتلال والبقاء في غزة، فيجب التحضير لها بشكل عميق وطويل الأمد، ومن الأفضل أن يتم ذلك تحت قيادة سياسية وأمنية لم تكن متورطة في المفهوم الاستراتيجي لِما حدث في 7  أكتوبر.

التعليقات (0)