-
℃ 11 تركيا
-
9 مارس 2025
هآرتس: حماس ترى في المحادثات مع الولايات المتحدة طريقًا للشرعية الدولية
هآرتس: حماس ترى في المحادثات مع الولايات المتحدة طريقًا للشرعية الدولية
-
8 مارس 2025, 1:22:21 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هآرتس - جاكي خوري
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الخميس، حركة حماس، داعيًا قيادة الحركة إلى مغادرة قطاع غزة. كما تحدث رئيس الأركان الجديد إيال زامير، في حفل ترقيته إلى رتبة فريق هذا الأسبوع، عن ضرورة هزيمة المنظمة. لكن الكشف عن المحادثات التي جرت بين كبار مسؤولي حماس وممثلي الإدارة الأمريكية في واشنطن، يُعتبرها التنظيم والمجتمع الفلسطيني خطوة مهمة، وتُفسَّر على أنها تمنح الشرعية لحماس ــ خاصةً من إدارة مثل إدارة ترامب الحالية.
في الولايات المتحدة، وأيضًا في الكيان الصهيوني، تُؤطَّر المحادثات مع حماس حاليًا باعتبارها عملاً منفردًا، مرتبطًا فقط بجهود ترامب لإطلاق سراح الأسرى، وليس هناك أي تغيير استراتيجي أو جوانب سياسية فيما يتعلق بالمنظمة، التي لا تزال تُصنَّف في واشنطن وتل أبيب كمنظمة "إرهابية" قاتلة يجب محاربتها.
وأوضحت حماس أن المحادثات مع مبعوث ترامب لشؤون الأسرى، آدم بويلر، ركزت على مقترحات إطلاق سراح الأسرى ومحاولة تثبيت وقف إطلاق النار. لكنهم قالوا أيضًا إن نجاح المحادثات قد يدفع الولايات المتحدة إلى الاعتراف بحقيقة أنه لا يمكن التوصل إلى نهاية للحرب والاستقرار في غزة وأفق سياسي دون الحوار مع المنظمة وأخذ موقفها في الاعتبار.
ولا ترى حماس في المحادثات مع الإدارة الأمريكية تجاوزًا للخطوط الحمراء، كما أوضح مسؤولون كبار في الحركة وفلسطينيون وعرب مطلعون على التفاصيل. وبحسب المصادر، فإن بعض ممثلي الفصائل الذين تحدثوا مع مسؤولين في المنظمة خلال الأسبوعين الماضيين يؤكدون أن الطرف الوحيد الذي لا مجال للحديث معه هو الكيان الصهيوني. ومن وجهة نظر قيادة حماس، فإن الاتصالات مع الأمريكيين والأوروبيين ليست خاطئة، بل على العكس، تُعَد اعترافًا غير مباشر بمكانة حماس كجسم شرعي على الساحة الفلسطينية.
لكن حتى الأجنحة الأكثر براغماتية في حماس، وخاصة قيادتها في الخارج، تدرك أن من السابق لأوانه البناء على هذه المحادثات والتنبؤ بنتائجها. فهم يعون أن اعتبارات المنظمة تغيرت في أعقاب نتائج الحرب، لا سيما الضرر الذي لحق بحزب الله، وسقوط النظام في دمشق، والتغيرات السياسية المتوقعة في التعامل مع إيران وروسيا تحت الضغوط الأمريكية.
وقال مصدر في حماس لصحيفة "هآرتس": "هناك تغيرات دولية وإقليمية تؤثر بلا شك على الجميع، بما في ذلك نحن". وأضاف أن "النتائج في غزة والتغيرات في الضفة الغربية، خاصةً تآكل السلطة الفلسطينية، تشير إلى محاولة تصفية القضية الفلسطينية. ومن ناحية أخرى، يجب على حماس إعادة النظر في خطواتها بشأن أي ترتيب في غزة، بشرط ألا يمس المبادئ الأساسية للمنظمة". وبحسب قوله، تستلهم حماس من حوارات إدارة ترامب السابقة وإدارة بايدن مع طالبان في أفغانستان ومع المتمردين في سوريا، مثل أحمد الشرع، الذي كان على قائمة الإرهابيين وأصبح لاحقًا زعيمًا شرعيًا في نظر المجتمع الدولي.
في الوقت نفسه، يذكر قدامى المحاربين في الحركة الوطنية الفلسطينية، سواء من فتح أو منظمة التحرير، أن الإدارات الأمريكية السابقة أجرت محادثات مماثلة مع قيادات فلسطينية. وأوضح مسؤول كبير سابق في منظمة التحرير، الذي شغل منصبًا مؤثرًا، أن الولايات المتحدة في السبعينيات والثمانينيات حافظت على اتصالات سرية مع قيادات فلسطينية، حتى عندما كانت تُصنف المنظمة ككيان إرهابي. ويقول: "الأمور دائمًا على هذا النحو، وليس الأمر مرتبطًا بكسر الأدوات".
لكن مسؤولًا كبيرًا سابقًا في حماس يحذر من أن التجربة أثبتت أن الولايات المتحدة، حتى قبل عهد ترامب، تضع مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني فوق كل اعتبار، وبالتالي لا ينبغي الوثوق بالمحادثات الحالية. ويضيف: "على حماس ألا تنخدع بالأوهام، لأن غزة ليست سوريا أو أفغانستان. وإذا لم يُصَدِّقوا ذلك، فعليهم أن يسألوا محمود عباس في رام الله".







