-
℃ 11 تركيا
-
21 أبريل 2025
يوسي بيلين: نتنياهو يخرج عن طوره على حسابنا جميعا
من صحافة العدو..
يوسي بيلين: نتنياهو يخرج عن طوره على حسابنا جميعا
-
20 أبريل 2025, 9:51:16 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نتنياهو
نكتة ذات لحية طويلة تروي عن ابن محامي ينضم الى مكتب أبيه، وفي اول يوم لعمله ينجح في اغلاق ملف لزبون ثري، انتظر هذه اللحظة منذ 15 سنة. الاب يتميز غضبا ويرفع صوته متسائلا: “لماذا فعلت هذا؟ 15 سنة ونحن نرتزق من هذا الملف!!!”.
في حالة بنيامين نتنياهو القصة معاكسة. وهي بعيدة عن ان تكون نكتة. رئيس الوزراء معني بتمديد الحرب في غزة لاسباب معروفة. الطاقم الذي عمل مع الوسطاء بيننا وبين حماس كان مهنيا ومتفانيا، نجح في أن يحقق صيغة لتحرير كل المخطوفين ولوقف نار دائم، ونتنياهو صادق على ذلك. وبعدها فعل كل شيء كي يفر من التزامه.
نجح في أن يبدل الطاقم الناجع بالوزير رون ديرمر، الذي يؤدي بنجاح زائد دور مؤجل النهاية. الرئيس ترامب لا يفهم لماذا تتأخر، رئيس الأركان يصرخ على أن ليس لديه جنود، أهالي المخطوفين والمخطوفون أنفسهم يشددون نبرة النقد ضده. والان رجال جهاز الامن أيضا، في الاحتياط وفي التقاعد، ينضمون بالافهم الى مطلب انهاء الحرب، التي قبل 16 شهرا كنا نبتعد خطوة عن “النصر المطلق” فيها.
بيبي يمكنه أن يبتلغ غير قليل من النقد، حتى وان كان صاخبا، لكن عندما تأتي الأصوات من صفوف الناس المرتبطين بجهاز الامن، فانه يخرج عن طوره حقا. وصفه الموقعين كـ “متقاعدين شائخين في هوامش المعسكر”، كشف الضائقة التي علق فيها حين انكشف أنه لا يوجد هدف للحرب. عندما يدعوه جمهور كثير ونوعي لانهاء الخطوة الزائدة هذه ولتحرير كل المخطوفين، فانه لا يمكنه أن يتجاهل ذلك.
قادة جهاز الامن في الماضي، ضباط كبار ورجال امن كبار يخدمون في الاحتياط لكنهم لا يوجدون في هذه اللحظة في الخدمة، لن يتأثروا بالخطوة المثيرة للشفقة لرئيس الأركان ولقائد سلاح الجو للتسريح من الجيش من وقعوا على العريضة. فالنقص الشديد في القوى البشرية لن يسمح لهما بمواصلة الاستخدام بهذه الوسيلة.
الناس ينضمون في كل يوم لموقعي العرائض. بعضهم ربما متقاعدون شائخين (وان كانوا اكثر شبابا من نتنياهو نفسه…)، لكنهم ملح الأرض وبُناتها. فقد كرسوا كل حياتهم لامننا واغلبيتهم العظمى فعلوا هذا سرا، دون أن يعرف الجمهور باسمائهم. ليس سهلا على آلة السم التشهير بهم، الغاؤهم والاستخفاف بهم. من هذا بالضبط خاف نتنياهو، من أن هؤلاء المتقاعدين الشيوخ سيقررون الحديث رغم الحذر الزائد الذي يتميزون به بشكل عام. الخوف من ان النقد على رئيس وزراء قائم مثله كالنقد على الدولة كان يمنعهم، حتى الان، من التعبير عن غضبهم علنا، لكن المعرفة الواضحة جدا بان من يقف على رأس المنظومة يملي عليها خطوة لا يوجد سبيل منطقي لشرحها، تدفعهم لان يصرخوا.
حماس هُزمت. نحن لم ننتصر. حماس ضُربت صدمة على الركبة. زعماؤها قتلوا وكذا كثير جدا من رجالها. مخزوناتها من السلاح تضررت جدا. لا يوجد شيء تريده الان اكثر من انهاء الحرب. وهي حتى مستعدة (ظاهرا) للتخلي عن حكمها واستبداله بمجلس خبراء. من الصعب التصديق بان صورة قطاع غزة هي ما فكر به مخططو العملية الشيطانية في قطاع غزة قبل أن تفتح بوابات الجحيم. حماس هُزمت لكننا لم ننتصر. الكثير جدا من الحقائق وضعت موضع شك. الكثير جدا من المؤسسات فقدت حصانتها.
الجيش، الشرطة، جهاز الامن العام. المحكمة. لم تعد أي نبأ مفاجئا. وزير العدل يقاطع رئيس المحكمة العليا، وزير المالية يقاطع رئيس الشباك، أجهزة الحكم يضرب الواحد الاخر كالزعران في السوق. الخط بين المسموح والممنوع، بين القانوني والاجرامي، بين العادي وما هو ليس كذلك، تشوش بشكل مثير للدوار. سنواريو العالم يمكنهم ان ينظروا لنا من قريب أو من الجحيم وان يفركوا أيديهم استمتاعا: فهم مع ذلك فعلوا شيئا، ولم نتحدث عن المخطوفين وعن الضحايا.
بقلم: وزير الشؤون الدينية في إسرائيل سابقًا يوسي بيلين
المصدر: إسرائيل اليوم






