"أبو الشهداء".. قصيدة جديدة للشاعر أحمد سعيد بن راشد

profile
  • clock 22 أبريل 2024, 3:19:42 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

‏عندما يُصدمُ المرءُ بخبر فقد أبنائه وأبناء أبنائه، ثم يقول: الله يسهّل عليهم، فهذا رجل ليس من هذا الزمان، بل من زمان الصحابة خير القرون.

لقد ضرب الشيخ المجاهد القائد إسماعيل هنيّة‬ أنموذجاً باهراً للمسلم الذي تُنتزعُ ثمراتُ فؤاده فيقابل ذلك بحمد الله والتسليم له والرضا بقدره.

ربح البيع يا إسماعيل! فزتَ وربِّ الكعبة!

‏ثمّ ضرب هذا الشيخُ المجاهدُ العدوَّ في مقتل، فلم يُظهرْ لهم أيَّ انكسار، بل تحامل على جرحه راجياً من الله ما لا يرجون.

ولا تَسَلْ عمّا فعله بأهل النفاق.

صحيحٌ أنهم فرحوا بخبر استشهاد أبنائه وحَفَدَتِه الذي سمَّوه “مقتل” و “مصرع”، لكنّهم أُصيبوا بخزيٍ كبير، لأنهم مرَدوا على الزعم بأن الشهداء كانوا يقيمون في تركيا ولديهم أعمال تجارية فيها ببلايين الدولارات، فضلاً عن ثبات هنيّة الذي لا يصدر إلا عن مؤمنٍ وَقَرَتْ حقيقةُ الإيمان في قلبه، وعن قائدٍ وفيٍّ لقضيّته، لا يتاجرُ بها، ولا يرهنُها لمصالحَ أجنبيّة، وهو ما دمّر دعاياتِهم، فسُقطَ في أيديهم، وولَّوا وهم يجمحون.

‏هذه القصيدة هي أقلُّ ما يُهدى إلى "أبو العبد" الذي سمّيتُه: “أبو الشهداء”:

‏قُمْ في الرجالِ وحيِّ إسماعيلا

‏عَلَماً على سَننِ القرونِ الأولى

‏من أمّةٍ صاغتْ معالمَ مجدِها

‏جيلاً على دربِ الجهادِ فجيلا

‏لمّا نعى الناعي لهُ أبناءَهُ

‏وهُمُ الأُلى ما بدّلوا تبديلا

‏أبدى تجلّدَهْ ونادى ربَّهُ

‏يرجو لهم من عندِهِ التسهيلا

‏لم يَحنِ للمكروهِ رأساً شامخاً

‏وتلا الدعاءَ ورتّلَ التنزيلا

‏لله ما أعطى وآجالُ الورى 

مكتوبةٌ لا تَقبلُ التأجيلا

‏شأنُ المجاهدِ عندَ كلِّ فجيعةٍ

‏يُزجي الثباتَ ويُشعلُ القنديلا

‏يلقى الورى متبسّماً وشعارُهُ

‏صبراً على لقيا الخطوب جميلا

‏يا ابنَ الهنيّةِ قد سبقتَ إلى العلا

‏وهزمتَ بالطوفانِ إسرائيلا

‏يومٌ بيُمنِ سُعُودِهِ وفتوحِهِ

‏أهدى إلينا التاجَ والإكليلا

‏أحيا الطُّموحَ بقلب كلِّ موحّدٍ

‏وأغاثَ هذا المشرقَ المخذولا

‏لا شيءَ يردعُ غاصباً كقتالِهِ

‏وانظرْ لمن جعل القتال سبيلا

‏الله شرّفَ بعدَ خالدَ غزّةً

‏سيفاً على أعدائهِ مسلولا
‏ 
‏في شهر تشرينٍ تفجّرَ ثأرُها

‏والحرُّ يُخشى صبرُهِ إنْ عِيلا

‏أسقتْ عِداها الموتَ في طوفانِها

‏زُمَراً تسابقُ في الفداءِ سيولا

‏ الكونُ والتاريخُ قد وقفا لها

‏لمّا عِداها قتّلتْ تقتيلا

‏تركتْ ملاحمَ في “الغلافِ” عظيمةً

لم يدرِ حاخامٌ لها تأويلا

‏السِّلمُ غايتُها النبيلةُ دائماً

‏والسِّلمُ في غير الوغى ما نيلا

‏هل كان في القسّامِ جيشُ صحابةٍ

‏أم أنزل الأعلى لهم جبريلا؟

‏يا ابنَ الهنيّةِ حسبُكم من عِزّةٍ

‏أنَّ التصهينَ قد هوى مفلولا

‏والغربُ إذ يخشى هلاكَ صغارِهِ

‏بعثَ الجيوشَ وحرّكَ الأسطولا

‏لم ينسَ أحقادَ القرون ولم يَزَلْ

‏من غيِّهِ يستنصرُ الإنجيلا  

‏سيقيمُ من حزنٍ على تتبيرِهم

‏في المشرقيْنِ مآتماً وعويلا

‏أجهِزْ عليهم بالقذائفِ والمُدى

والله حسبُكَ ناصراً ووكيلا

‏وأنا سأبقى والقصيدُ ذخيرتي

‏عنكم أردُّ منَ الأذى ما قيلا

‏يا شِعرُ ما بقيَ الزمانُ وأهلُهُ

‏قم في الرجالِ وحيِّ إسماعيلا!

التعليقات (0)