تكبير الخط تصغير الخط

الإمبراطورية الأمريكية تتحول لعنوان للمساخر أحيانا، عندما تم تأكيد الحكم على راتكو ميلاديتش من المحكمة الجنائية الدولية، رأى بايدن في الحكم أمرا عظيما وأنه رسالة لكل المجرمين بأنهم لن يفلتوا من العقاب في حين أن الولايات المتحدة التي يرأسها ترفض خضوع مجرميها وهم الأحقر والأكثر إجراما في التاريخ العسكري الحديث لتلك المحكمة مهما اقترفت أياديهم السوداء من جرائم في العراق وفيتنام وأفغانستان وسورية واليمن وليبيا وغيرها من الدول.. اتساق مثالي مفيش كدا!! كما صرح مؤخرا بأن تطور الإنفاق العسكري والتسليح الصيني خطر على العالم في حين أن بلاده تنفق من 36% - 40% من إجمالي الإنفاق العسكري في العالم بأسره أي قرابة 10 أمثال حصتها من سكان العالم وضعف حصتها من الناتج العالمي تقريبا، وهذا الإنفاق يعادل قرابة 3,4% من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، في حين أن الإنفاق العسكري الصيني يبلغ ثلث نظيره الأمريكي كقيمة مطلقة وأقل كثيرا من حصة الصين الكبيرة من سكان العالم ومن الناتج العالمي، ولا يزيد عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي الصيني. 

أما عن الحكمة والمسئولية في استخدامم الأسلحة فإن الدولة الأكثر إجراما في التاريخ هي الولايات المتحدة التي نشأت أصلا على جماجم عشرات الملايين من السكان الأصليين باستغلال دنئ وإجرامي لفارق الحداثة التقنية للأسلحة الذي أتاح للأوروبيين إبادة شعوب وحضارات للاستيطان مكانها واستحلال كل ما كان لها من موارد. وهي أيضا التي استخدمت كل الأسلحة المحرمة دوليا ضد العراق وفيتنام وغيرهما. وهي الدولة الوحيدة التي استخدمت القنبلة الذرية ضد اليابان التي كانت قد هُزمت فعليا ولا حاجة لاستخدام السلاح النووي ضدها، لكن واشنطون كانت تستعرض قوتها وتوجه رسالة إرهاب إجرامية للعالم ولو على حساب أرواح مئات الآلاف من المدنيين. إذا كان هذا هو تاريخهم فالأفضل لبايدن أن يصمت في شأن تعتبر بلاده هي الأسوأ فيه على مر العصور