- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
أحمد قنيطة يكتب: مسيرة الأعلام.. “فرص التصعيد والمواجهة”
أحمد قنيطة يكتب: مسيرة الأعلام.. “فرص التصعيد والمواجهة”
- 28 مايو 2022, 4:02:05 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
“مسيرة الأعلام” أو “يوم القدس” هي مناسبة قومية يهودية بدأت بعد احتلال “إسرائيل” بشكل كامل لمدينة القدس في أعقاب حرب يونيو/ حزيران 1967، أو ما يُسمى لدى اليهود بيوم “توحيد القدس”، ويشارك في هذا الاحتفال آلاف القوميين اليهود، إذ يتوافدون على المدينة بعد حشدهم من مختلف مناطق فلسطين المحتلة بالباصات، معظمهم من الصبية والمراهقين من مختلف الشرائح والأطياف اليهودية، يسيرون عبر شوارعها وأزقتها حاملين الأعلام “الإسرائيلية”، مرددين أغانٍ وشعاراتٍ استفزازية ضد العرب والمسلمين والنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وقد بدأت هذه الاحتفالات في عام 1974، وكانت تقام حينها في ساعات المساء، وفيما بعد تقرر إقامتها فى ساعات النهار كنوع من الاستفزاز للمسلمين والفلسطينيين الذين يتواجدون بكثافة طيلة ساعات النهار في الحي الإسلامي وأزقة البلدة القديمة، في محاولة بائسة لفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى المبارك، وإعلان السيادة الصهيونية على مدينة القدس المحتلة.
وفي الفترة ما بين عامى 2010-2016، منعت شرطة الاحتلال “الإسرائيلي” المستوطنين من اقتحام البلدة القديمة من باب الأسباط لأسباب أمنية، بعد مواجهات وقعت مع الفلسطينيين، بينما كل عام تحدث مواجهات بين المستوطنين والفلسطينيين بالقدس في مختلف المناطق، ما يجبر الشرطة على تحويل المسار وفقاً لما تقتضيه الظروف الميدانية.
لذلك أعتقد أننا أمام أربعة سيناريوهات متوقعة لـ”مسيرة الأعلام” التي ينوي المحتلون الصهاينة تنفيذها يوم الأحد المقبل:
السيناريو الأول: تنفيذ المسيرة عبر مسارها الأساسي انطلاقاً من باب العامود، مروراً بالحي الإسلامي، وصولاً إلى حائط البراق، ثم اقتحام ساحات المسجد الأقصى والرقص بالأعلام وهو السيناريو الأخطر، الذي أفشلته معركة سيف القدس العام الماضي (ضعيف).
السيناريو الثاني: تغيير مسار المسيرة بقرار من الشرطة “الإسرائيلية” بتسييرها عبر باب الخليل مروراً بحي المغاربة، “الحي اليهودي” وفق التسمية الصهيونية، هذا في حال استشعرت المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال أن هناك خطراً للانزلاق نحو مواجهة مفتوحة مع فصائل المقاومة في غزة. (مرجّح)
السيناريو الثالث: رفض المستوطنين الذين يحتشدون بالآلاف الانصياع لقرار شرطة الاحتلال، والاندفاع بقوة نحو باب العامود معتمدين على أعدادهم الكبيرة، ما سيؤدي إلى (فشل/تواطؤ) شرطة الاحتلال في السيطرة على الموقف وانفلات زمام الأمور، وهنا تكون فرص التصعيد العسكري مع غزة عالية، تماماً كما هو الحال بالنسبة للسيناريو الأول. (محتمل)
السيناريو الرابع: إلغاء المسيرة بشكل كامل حرصاً على نزع فتيل التصعيد في القدس والداخل والضفة، وانعكاسات كل ذلك على غزة التي يترقّب الجميع قولها الفصل. (مستبعد)
يُذكر أنه في العام الماضي استطاعت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة وعلى رأسها كتائب القسام افشال “مسيرة الأعلام” ومنع تهجير أهالي حي الشيخ جراح، حيث أطلقت الفصائل في غزة وعبر غرفة العمليات المشتركة معركة “سيف القدس”، إثر استمرار وتصاعد المواجهات العنيفة بين المرابطين في المسجد الأقصى المبارك وشرطة الاحتلال لعدة أيام سبقت المعركة، وقد نفذّت فصائل المقاومة تهديداتها وقصفت أهداف الاحتلال في مدينة القدس والعمق الصهيوني برشقات صاروخية كبيرة، ردًا على تصاعد انتهاكات الاحتلال بالمدينة المقدسة.
أمام ما تقدّم، يُنتظر من الجماهير الفلسطينية في الأراضي المحتلة “القدس والضفة والداخل” الحشد بقوة وكثافة، والرباط منذ ساعات الفجر الأولى في ساحات المسجد الأقصى يوم الأحد القادم لمن يستطيع الوصول للأقصى، والتظاهر والاعتصام عند أقرب نقطة من الأقصى قرب الحواجز والنقاط الأمنية والعسكرية التابعة لجيش الاحتلال لمن لم يتمكن مم الوصول، والاشتباك مع جنود الاحتلال بقوة وعنفوان، ليعلم العدو أن القدس دونها الأرواح والمُهج، وفي سبيل حمايتها والدفاع عنها يُبذل الغالي والنفيس.
“يَا أَيُهَا الَذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَهَ كَثِيرًا لَّعَلَكُمْ تُفْلِحُونَ”