- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
أزمة السودان تهدد بانتقال الصراع إلى دول الجوار
أزمة السودان تهدد بانتقال الصراع إلى دول الجوار
- 23 أبريل 2023, 9:07:25 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قالت وكالة "أسوشييتد برس" إن المعطيات في السودان تعتبر وصفة مشابهة لصراعات عصفت ببلدان أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا ما يهدد بانتقال الصراع عبر الحدود، مرجحة أن يكون المنتصر في القتال الحالي هو الرئيس المقبل للسودان، حيث يواجه الخاسر المنفى أو الاعتقال أو الموت.
وأشارت إلى أن السودان يواجه خطر الانهيار نتيجة الصراع المسلح بين قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" من جهة، والجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان من جهة أخرى.
ورأت الوكالة أن الأوضاع في السودان قد تؤدي إلى اندلاع حرب أهلية طويلة الأمد أو تقسيم الدولة العربية الأفريقية إلى قطاعات متنافسة.
وقال الخبير في شؤون السودان بجامعة تافتس في ماساتشوستس أليكس دي وال، إن الصراع يجب أن يُنظر إليه على أنه "الجولة الأولى من حرب أهلية"، مؤكداً أن عدم إنهاء الصراع الحالي بسرعة، يجعل الأوضاع تتحول إلى لعبة متعددة المستويات مع بعض الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية التي تسعى لتحقيق مصالحها، باستخدام الأموال وإمدادات الأسلحة وربما قواتها أو وكلائها.
انتشار الأزمة
ولفت التقرير إلى أن الدول المحيطة بالسودان، غارقة في صراعات داخلية، حيث تعمل مجموعات متمردة مختلفة على طول الحدود مع السودان.
وقال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية آلان بوسويل إن "ما يحدث في السودان لن يبقى في السودان".
وأضاف: "يبدو أن تشاد وجنوب السودان معرضتان حاليا لخطر التداعيات المحتملة.. وكلما طال أمد القتال زاد احتمال حدوث تدخل خارجي".
ويحد السودان سبع دول هي مصر وإثيوبيا وليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وأريتريا وجنوب السودان التي انفصلت عام 2011 واستحوذت على 75 في المئة من موارد الخرطوم النفطية.
ويتشارك السودان مياه نهر النيل مع دولتين إقليميتين مهمتين (مصر وإثيوبيا).
وتواصلت مصر مع كلا الجانبين في السودان للضغط من أجل وقف إطلاق النار، لكنها من غير المرجح أن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما تعرض الجيش السوداني للهزيمة، خاصة أن القاهرة ترتبط بعلاقات وثيقة مع البرهان الذي تعتبره حليفا ضد إثيوبيا.
وتعتمد مصر على نهر النيل لدعم سكانها الذين يزيد عددهم على الـ100 مليون نسمة، وتعمل إثيوبيا على بناء سد ضخم على منابع النهر ما أثار قلق القاهرة والخرطوم.
قوى خارجية
وأشارت الوكالة إلى أن عدة دول تمتلك قوى خارجية في السودان، حيث ترتبط الإمارات بعلاقات وثيقة مع قوات الدعم السريع، التي أرسلت في وقت سابق آلاف المقاتلين لمساعدة أبوظبي والسعودية في حربهما ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.
وتمتلك روسيا تأثيرا في السودان من خلال عمل مجموعة "فاغنر" منذ عام 2017، ولطالما امتلكت روسيا خططا لبناء قاعدة بحرية قادرة على استضافة ما يصل إلى 300 جندي وأربع سفن في بورتسودان، الواقعة على طريق تجاري مهم في البحر الأحمر، وفق تقرير الوكالة.
وقف القتال
ورأت "أسوشييتد برس" أن المشاكل الاقتصادية في السودان تتيح فرصة للدول الغربية لاستخدام العقوبات الاقتصادية للضغط على الجانبين المتحاربين، لكن الجماعات المسلحة تؤثر من خلال التجارة السرية في المعادن النادرة أو الموارد الطبيعية الأخرى.
وأوضحت أن "حميدتي" يمتلك أصولا ضخمة من الماشية وهو منخرط كذلك في عمليات تعدين الذهب، ويعتقد أيضا أنه تلقى تمويلا جيدا من دول الخليج مقابل خدمة قوات الدعم السريع في اليمن.
بالمقابل يسيطر الجيش على جزء كبير من الاقتصاد، ويمكنه أيضا الاعتماد على رجال الأعمال في الخرطوم وغيرها من مناطق البلاد، الذين أصبحوا أغنياء خلال فترة حكم البشير ولا يكنون مشاعر طيبة لقوات الدعم السريع.
ورأت أن العدد الهائل من الوسطاء المحتملين، بما في ذلك الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومصر ودول الخليج والاتحاد الأفريقي ومجموعة شرق أفريقيا، يمكن أن يجعل أي جهود سلام أكثر تعقيدا من الحرب نفسها.