- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
أستاذ الوقف والابتداء الورع الشيخ محمد عبد العزيز حصان
أستاذ الوقف والابتداء الورع الشيخ محمد عبد العزيز حصان
- 25 أبريل 2021, 2:29:35 ص
- 884
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
*تأثر بالشيخ مصطفى إسماعيل واحتهد ليكون امتداداً لمدرسته
*يسمى بقارىء العبور لأنه قرأ يوم نصر أكتوبر تنفيذاً لأمنيته
*كان حسن السيرة جميل الطباع وفي النفس يقدر قيمة القرآن
الشيخ محمد عبد العزيز حصّان (22 أغسطس 1928 - 2 مايو 2003) قارئ قرآن مصري ويعد أحد أعلام هذا المجال البارزين،
من مواليد قرية الفرستق مركز بسيون بمحافظة الغربية. لقب "باستاذ الوقف والابتداء والتلوين النغمي".
لم يكن يدري الطفل الصغير محمد عبد العزيز حصان أنه سيصبح محط أنظار العالم والباحثين والقراء والموسيقيين،
وأيضاً السميعة لما حباه الله تعالي بحنجرة ذهبية فولاذية قلما تتكرر مما جعله مضرباً للأمثال حتي أن الجميع لقبوه باستاذ الوقف والابتداء والتلوين النغمي،
وحرص العديد من الباحثين في مناقشة الرسائل العلمية منها الدكتوراة في الشيخ حصان نظراً لقدرته الهائلة التي لم يسبق لها مثيل كما قالوا..
فرغم أنه يعد من أقصر القراء في النفس إلا انه كانت تجليات الله تعالي تنهال عليه، حتي أنه كان لا يعلم متي سيتوقف أثناء تلاوته وخاصة في جواب الجواب - أعلي طبقة في الصوت -
وكأن المولي كان ينزل عليه هذا الإعجاز والإبهار الذي يجعل المستمع مشدوهاً ومذهولاً في نفس الوقت، حيث كان الجميع يتفاعل معه دون استثناء بصوته الآخاذ والفريد والنادر.
نشأته
وُلد القارئ الشيخ محمد عبد العزيز بسيوني حصّان قارئ المسجد الأحمدي بطنطا، يوم 22 أغسطس عام 1928م في قرية (الفرستق) بمركز بسيون والقريبة من مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية،
المحافظة التي أنجبت الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الحصري. والاثنان من قراء الرعيل الأول بالإذاعة المصرية وكل منهما عميد لمدرسة قرآنية فريدة..
ويذكر لهما التاريخ القرآني أنهما وضعا محافظة الغربية على الخريطة العالمية في مجال تلاوة القرآن الكريم.
حفظ الشيخ حصّان القرآن الكريم وهو ابن السابعة ساعده على ذلك تفرغه الكامل لحفظ القرآن الكريم بسبب فقد البصر،
فكان ذهنه متفرغاً لشيء واحد وهو حفظ كتاب الله عز وجل.. بدأت علامات النبوغ والذكاء تظهر عليه وهو طفل صغير مما دفع الشيخ علي زلط الصديق المخلص للحاج عبد العزيز – لأن يشجعه على الذهاب بابنه ( محمد )
إلى كتّاب الشيخ عرفه الرشيدي ليحفظه القرآن الكريم. كانت قرية ( قسطا ) المجاورة لقرية ( الفرستق ) قرية مشهورة نظراً لوجود كتّاب الشيخ عرفه الرشيدي بها.
كان الشيخ محمد يتردد كل يوم على الكتّاب سيراً على الأقدام بصحبة والده الحاج عبد العزيز،
يقول الشيخ حصّان : (.. ولأنني كنت غير مبصر لقبني أهالي المنطقة بالشيخ محمد رغم صغر سني فكنت أشعر بالفخر والاعتزاز بالنفس والوقار والرجولة المبكرة، وأنا في الخامسة من عمري،
وكنت محباً للقرآن بطريقة لا حدود لها جعلت الناس ينظرون إليّ نظرة تقدير واحترام، في البيت وفي القرية وفي الكتّاب مما زادني حباً للقرآن وحفظه،
وهنا فطنت إلى أنني لا أساوي شيئاً بدون القرآن الذي به سكون في أعلى عليين وعلى قمة المجد والعز في الدنيا والآخرة.. كل ذلك شجعني وقوى عزيمتي وإرادتي على حفظ كتاب الله في فترة وجيزة قبل أن أكمل سن السابعة.
.كل ذلك بفضل من الله عز وجل الذي أدين له بالفضل كله والخير كله.
لم يتوقف طموح هذا الفتى الموهوب عند هذا الحد من التفوق، ولكنه كان دؤوباً صابراً جلداً طموحاً في الوقت نفسه متفائلاً لا يعرف اليأس إليه طريقاً.
تعلم القراءات السبع وحفظ الشاطبية في مدة لا تزيد على عامين فقط فأصبح عالماً بأحكام القرآن قبل العاشرة من عمره ليثبت للجميع أنه يستحق أن يلقب بالشيخ ( محمد )..
لم يكتف بهذا الإنجاز الذي كان حلماً يراود أباه والمقربين إليه من الأهل والجيران والأصدقاء.
وإنما ظل يتردد على الشيخ عرفه ليراجع عليه كل يوم قدراً من القرآن لعلمه بأن القرآن يحتاج إلى مراجعة دائمة حتى لا يفر من صاحبه،
لم ينل الجهد ومشقة السير من الشيخ محمد الذي كان يسير على نفسه طول المسافة بين قريته وقسطا فكان يتلو القرآن بصوت وتجويد وتنغيم بالسليقة،
التي اكتسبها عن طريق سماعه لمشاهير قراء الرعيل الأول بالإذاعة، متخيلاً أنه أحد هؤلاء القراء وكان الشيخ عرفه يطلب منه بعد المراجعة أن يتلو بعض الآيات بصوته الجميل العذب،
حتى يدخل الثقة بنفسه ويعلمه أحكام التلاوة التي ستمكنه من القرآن وتلاوته.
يقول الشيخ حصّان : ( كنت منطوياً على نفسي وأنا صغير قليل الأصدقاء ومجالسة الناس،
لأنني كنت مشغولاً بحفظي للقرآن وتلاوته في سهرة بسيطة إن وجد. وكنت حريصاً على الصلاة في وقتها بالمنزل وأحياناً بالمسجد.
.ولأن شيخي كان فخوراً بي كتلميذ له كان يتتبع خطواتي نحو المستقبل فلم ينقطع سؤاله عني وزيارته لي والمراجعة التي هي الأساس المتين للذي يريد أن يتمكن من القرآن،
وذات يوم قال لي الشيخ عرفه: يا شيخ محمد لي صديق اسمه عبد الرحمن بك رمضان وجّه لي دعوة لحضور حفل ديني سيحضره مشاهير القراء، فما رأيك لو حضرت معي هذه السهرة وتقرأ لك عشر حتى يتعرف عليك كبار الموظفين ومشاهير القراء
، إنها فرصة طيبة فوافقت وذهبت مع الشيخ عرفه وقرأت ما تيسر من القرآن فأعجب بي الحاضرون وخاصة عبد الرحمن بك رمضان لأنه كان مستمعاً متخصصاً وعلى خبرة ودراية كبيرة بفن التلاوة،
فقال عبد الرحمن بك ياشيخ عرفه الولد الممتاز الذي قرأ الآن اسمه إيه، فقال اسمه محمد عبد العزيز ومن الفرستق قال يا شيخ عرفه اهتم به لأن مستقبله كبير جداً وستثبت الأيام ذلك،
وهو أمانة في عنقك ومرت الأيام بحلوها ومرها وكانت عناية الله تلازمني أينما كنت وتحققت نبوءة الرجل وأصبحت كما قال بفضل لله عز وجل ).
قلنا إن وجود عملاقين بالمنطقة التي نشأ بها الشيخ حصّان هما الشيخ مصطفى والشيخ الحصري كانا بمثابة أصل تفرع عنه فرع أورق أثمر ثمراً طيباً اغتذى منه الجميع،
فالشيخ مصطفى إسماعيل كان أحد اثنين أثرا في الشيخ حصّان الذي قلده في البداية وتعلق به وبطريقة أدائه حتى أنه كان متيماً به شغوفاً بسماعه لدرجة أنه رأى في المنام أنه جالس على كرسي القراءة
ويقرأ كما لو أن الشيخ مصطفى هو صاحب الصوت والآلاف يجلسون أمامه يستمتعون بحسن تلاوته ويرددون عبارات الإعجاب والتشجيع صادرة من أعماق القلوب، ويستيقظ الشيخ حصّان على حد قوله
بعد مشوار طويل مع تلاوة القرآن على مدى خمسة عشر عاماً منذ سن الخامسة عشرة وحتى الثلاثين قضى الشيخ حصّان خمسة عشر عاماً قارئاً للقرآن في المآتم والسهرات والمناسبات المختلفة استطاع خلالها أن يبني مجداً وشهرة بالجهد والعرق والالتزام وعزة النفس والتقوى في التلاوة
مع الحفاظ على شيء غال لا يكلف صاحبه شيئاّ هو حب الناس.
أستاذ الوقف والابتداء والتلوين النغمي
أطلق على الشيخ القاب كثيرة منها القارئ الفقيه وقارئ العبور وقارئ النصر ولكن أهم هذه الالقاب هو استاذ الوقف والابتداء والتلوين النغمي..
تميز الشيخ حصّان بدايته بقوة تهز المشاعر وتظهر براعة الشيخ حصّان الفذة في شدة إحكام وقفه الذي لا يخل بالمعنى ولا بالإحكام فيعطيك معنى جديداً وكأنه يفسر القرآن تفسيراً يتفرد به تجعلك تقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
. ولقد أطلق عليه "القارئ الفقيه" لأنه يبتكر جديداً في الوقف. .أصبح هو القارئ المفضل للقاعدة العريضة من الناس بعد رحيل الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ الحصري،
لأنه انفرد بعدة مميزات أهلته لأن يكون صاحب مدرسة في فن التلاوة وحسن الأداء وجماله وعذوبة صوته ليلتحق كثير من القراء بمدرسته والتي جعلت أحد الدارسين بالجامعة والباحثين في علوم القرآن يحصل على رسالة الدكتوراة عن الشيخ حصّان في الوقف والابتداء تحت عنوان التصوير النغمي للقرآن الكريم ( علم التنغيم ) عام 1990م
وهو الدكتور محمد العيسوي محمد نجا بجامعة الملك عبد العزيز آل سعود بالمملكة العربية السعودية.
الالتحاق بالإذاعة
تقدم لاختبار الإذاعة أمام لجنة القراء في يناير 1964م. ولكن اللجنة أعطته مهلة لمدة 6 شهور ،عاد بعدها للاختبار وحصل على مرتبة الامتياز في الاختبار الثاني وكان عام 1964م بداية لتاريخه الإذاعي.
تم تعيين الشيخ حصّان قارئ للسورة في المسجد الأحمدي بطنطا، وذلك بقرار جمهوري من الرئيس السادات في عام 1980 م، وللشيخ حصّان ذكريات مع مدينة طنطا يقف عندها خاشعاً باكيا..
بها حافظ على القرآن بتعلم علومه وتجويده وبها يلتقي مع عشاق صوته والاستماع إليه مرة كل اسبوع وبها حظي بالخير كله عندما جاءه تكليف بأن يكون قارئاً للسورة بأشهر مساجد مصر ( المسجد الأحمدي بطنطا ) يقول الشيخ حصّان:..
ومن حسن حظي أن منّ الله عليّ وجعلني خادماً للقرآن وقارئاً له.
السفر إلى دول العالم
كانت الدعوات تنهال على الشيخ حصان كل عام من اجل السفر الي دول العالم الإسلامي
، لاحياء الحفلات والمناسبات الدينية ولكنه كان قليل الاسفار فكان معظم هذه الدعوات يكون الرد عليها بالاعتذار والرفض،
مما اجبر اذاعة القران الكريم بدولة إيران ان تبعث اليه من يسجل له داخل مصر،
ولكن رغم ذلك كانت له جولات على المستوى الدولي وخاصة دول الخليج العربي مثل دولة الإمارات المتحدة بدعوة خاصة من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان و المملكة العربية السعودية
التي تعتبر هي الوطن الثاني بعد مصر في قلب الشيخ حصّان لأنه كان يشعر بالحب والأمان بها ولم يشعر هناك بالغربة نظراً لحسن المعاملة وشدة الإعجاب والتقدير لأهل القرآن ولصاحب مدرسة في فن التلاوة،
ويُعد الوحيد من مكفوفي البصر بين القراء في القرن العشرين الذي سافر لإحياء ليالي شهر رمضان المعظم في القرن العشرين بدعوات رسمية وخاصة من معظم دول الخليج العربي.
ذكريات الشيخ حصان
في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي أصدر المسئولون بالتلفزيون المصري قرارا بمنع ظهور القراء كفيفي البصر بالحفلات والجمعات التي ينقلها التلفزيون بث مباشر على الهواء من المساجد..
.وكان سبب القرار هو صعوبة تنبيه القراء كفيفي البصر إلى انتهاء الوقت المخصص للقراءة...فكان لابد من وجود شخص بجوار القارئ ينبهه إلى ذلك والكاميرات دائرة ومسلطة عليه..
.وقد كانت العادة أنه قبل انتهاء الوقت المخصص للقراءة بدقيقتين كان الشخص الذي بجوار القارئ يمسك بإصبعين من أصابع يد القارئ لينبهه إلى أنه متبق فقط دقيقتين على انتهاء الوقت فكان القارئ يختم تلاوته..
.و قد كان تنفيذ ذلك صعبا في حالة النقل التليفزيوني والكاميرات مسلطة على القارئ..
. تم تطبيق القرار نحو عشرين عاما حتى ألغي في بداية الألفية الجديدة وأضير منه قراء كبار لم يعتمدهم التلفزيون كقراء إلا بعد إلغاء هذا القرار الجائر أبرزهم القارئ الكبير الشيخ أحمد أبو المعاطي...
القارئ الوحيد الذي لم يطبق القرار عليه ولم يجرؤ أحد على إزاحته عن قراءة قرآن الجمعة في الجمعات التي كان ينقلها التلفزيون من الجامع الأحمدي بطنطا هو الشيخ محمد حصان وذلك رغم أن رئيس الجمهورية الاسبق حسني مبارك حضر الجمعة الأخيرة من رمضان ذات مرة في الجامع الأحمدي في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
..رغم حضور رئيس الجمهورية لم يجرؤ مسئولو التلفزيون على تغيير الشيخ حصان لأن الناس كانت لن تقبل بذلك...فكان القارئ الوحيد الذي استثني من القرار...
كان الشيخ العملاق محمد حصان هو القارئ الوحيد في تاريخ الإذاعة والتلفزيون الذي قرأ قرآن الفجر وقرآن الجمعة في يوم واحد في الإذاعة المصرية في مدينتين مختلفتين..
.ففي منتصف الثمانينيات من القرن الماضي توجه الشيخ إلى الجامع الزينبي بالقاهرة لتلاوة قرآن الفجر المشهود الذي كانت تنقله الإذاعة المصرية ؛ثم عاد إلى بلده لساعات قليلة ثم توجه إلى الجامع الأحمدي بطنطا لقراءة الجمعة التي كانت تنقلها الإذاعة أيضا من المسجد...
و لم يعتذر عن القراءة في أي من المناسبتين. كان ذلك في أبريل 1985.
كان هناك رجل يدعى الحاج خليل يعمل فراش بجوار احدى المدارس بكفر الزيات وكان محب للشيخ حصان وأوصى أسرته وأقاربه عن وفاته بدعوى الشيخ للقراءة في مأتمه
وكان الاسرة ترد عليه وتقول هل يأتي الشيخ حصان ونحن لا نستطيع دفع تكاليف المأتم، وعند وفاته تم دعوة الشيخ واخباره بما حدث،
وما كان من الشيخ الا أنه تكفل بمصاريف العزاء ووعدهم بأنه سيحضر للقراءة، وقبل العزاء اتصل به كبير الياوران برئاسة الجمهورية الفريق محمد سعيد الماحي لحضور عزاء والدة الرئيس السادات ولكن الشيخ حصان اعتذر لهم عن عدم الحضور لانه مرتبط بقراءة في عزاء اخر -عزاء الحاج خليل-
, وبعد ذلك تم دعوته للحضور حفل اربعين والدة الرئيس السادات ووافق الشيخ على الحضور،
وعندما حضر الشيخ استقبله الرئيس السادات مداعبا وقال له ( والله أنت كبرت في نظري قوي يا مولانا عندما علمت أنك اعتذرت عن الحضور في مأتم والدتي لتفي بوعدك مع أولاد عمي خليل بتاع الفراشة).
شاءت الأقدار أن يشارك إمام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي في عزاء بمدينة المنصورة وكان من عادة الشيخ الشعراوي أن يقوم بالسجود عند سماعه لآية من آيات السجدة في القرآن ولما كبر الشعراوي ولم يعد يستطيع السجود -
وكان الشيخ حصان يقرأ في سورة السجدة لذا فقد أرسل للشيخ حصان طالباً من أن يقرأ آية السجدة في سره لأنه لن يستطيع السجود فاستجاب الشيخ حصان لطلب الشيخ الشعراوي
وقرأها في سره وأكمل ما بعدها في الميكرفون، قال إمام الدعاة للشيخ حصان في حضور الداعية الشيخ محمد بدر المستشار الديني لمحافظة كفر الشيخ: أراك يا شيخ حصان ممن يعبرون أثناء تلاوتهم تعبيراً جيداً حيث تتباكي عند آيات العذاب والوعد والوعيد وعند آيات الفرح تهلل تهليلاً أي "تبشر" ودعا له قائلاً: جعلك الله من المبشرين بالجنة إن شاء الله.
عندما وقعت نكسة 5 يونيو 1967 م كان للشيخ حصان أمنية تمناها من الله وهي أن يقرأ فجر اليوم التي تحارب فيه مصر العدو الصهيوني، وشاءت الاقدار أن يعتذر الشيخ "محمود البيجرمي" عن قراءة هذا الفجر لان حماه توفاه الله - رحمهما الله -
, وتم الاتصال بالشيخ حصان وكان في إحدى الحفلات يقرأ لاخباره بان الشيخ محمود البيجرمي اعتذر عن القراءة وتم طلبه ليقرأ الفجر مكانه، كان ذلك في عصر يوم 6 أكتوبر،
ولم يكن يعلم الشيخ حصان حتى ذلك الحين أن مصر قد بدأت حربها على إسرائيل حيث إن وسائل الاعلام لم تكن منتشرة في ذلك الوقت ووافق الشيخ حصان وأصر على القراءة رغم صعوبة السفر والتنقل في تلك الاوقات، وبالفعل توجه الشيخ ليلا إلى المسجد الحسيني بالقاهرة ،
وكان المسجد يكتظ بالمصلين وكان ذلك هو فجر يوم السابع من أكتوبر 1973 م الموافق الحادي عشر من رمضان 1393 هـ، وبدأ يقرأ من اواخر سورة الأحقاف وأوائل سورة محمد حتى ان السيدة صفية المهندس اتصلت بالمسئول عن الوقت لاتاحة المجال أمام القارئ ليقرأ أطول فترة ممكنة وعلى اثر هذا الفجر لقب الشيخ حصان ب"قارئ النصر" و"قارئ العبور".
حياته الشخصية
كانت أغلى اللحظات وأمتعها في حياة الشيخ حصّان هي لحظات يجتمع فيها أفراد أسرته في وقت واحد بمنزله بكفر الزيات،
وخاصة الأحفاد الذين يطوفون حوله كطواف الحجيج حول الكعبة الشريفة لا يشعر الطائف بمشقة الطواف، ولا هي تمل الملايين من الطائفين الذين كلما طاّفوا زاد النور وتصاعدت أعمدته إلى السماء،
هكذا الشيخ حصّان كلما ازداد مرح أحفاده حوله طارت نفسه فرحاً وسروراً والحب المتدفق من قلب الشيخ حصّان يجعل أنهاراً من البر تتدفق عليه من كل أفراد أسرته
فتروي قلبه وتنعش روحه فتساعده على الإبداع في التلاوة، وللشيخ من الذكور إبراهيم ومحمد وهشام والشافعي وأحمد ورضا وعبد المنصف ومن البنات وفاء ومايسة وهناء، ومن الابتلاء كان وفاة اثنين من أبناء الشيخ في حياته
وهما "عبد المنصف" الذي كان شاب ومات في حادث أثناء رجوعه من محافظة كفر الشيخ حيث كان يستمع إلى والده في قران الجمعة و"رضا" الذي كان مريضا فما كان من الشيخ إلا أن كان صابرا محتسبا.
وفاته
توفي الشيخ حصان ليلة يوم الجمعة الموافق 2 مايو عام 2003م وصلى عليه صلاة الجنازة في مسجد السيد أحمد البدوي بطنطا -
ويذكر ابناءه تعقيبا على هذا انه ذات مرة قال لهم يا اولاد ان شاء الله لما اموت صلوا عليّ صلاة الجنازة مع صلاة الجمعة من المسجد الاحمدي بطنطا وتخرجوا الجنازة من هناك وشهد المبتهل ممدوح عبد الجليل دعاءه بأن يتوفاه الله مع زوجته في يوم واحد وبالفعل في عصر ذلك اليوم توفت زوجته -
بعد ان ترك لنا تراثا كبيرا يزيد عن 10 الاف ساعة فرحم الله الشيخ وجعل كل حرف قرائه في ميزان حسناته وأسكنه فسيح جناته.