تكبير الخط تصغير الخط

وكالات: طرح انهيار بنك “سيليكون فالي” في أمريكا أسئلة حول تكرار الأزمة المالية التي ضربت العالم عام 2008.
فالسباق ضد الزمن في نهاية الأسبوع الماضي، ذكّر بيومي 13 و14 أيلول/سبتمبر 2008، عندما فشلت السلطات الأمريكية في العثور على مشتر لبنك “ليمان براذرز”، ورفضت التدخل، ما دفع المصرف إلى إشهار إفلاسه، مع عواقب وخيمة على القطاع المالي العالمي، والاقتصاد ككل.
ودفعت المخاوف المتصاعدة الرئيس جو بايدن لمخاطبة الأمريكيين، داعيا إياهم إلى أن يثقوا بالنظام المصرفي، مؤكداً أنه “آمن” وأنه سيفعل “كل ما هو ضروري” للحفاظ عليه.
وقال “لن نتوقف عند هذا الحد” و”سنفعل كل ما هو ضروري” بعدما وضعت السلطات الأمريكية البنك المتخصص في تمويل قطاع التكنولوجيا تحت الوصاية، وتدخلت بسرعة في ظل إفلاس مصرفين آخرين أصغر حجما.
وأكد أنه سيطلب من الكونغرس “تعزيز” القواعد الناظمة للقطاع المصرفي التي سبق وشددت بعد كارثة انهيار مصرف “ليمان براذرز” عام 2008 قبل أن يخففها الرئيس السابق دونالد ترامب.
وأكد أن دافعي الضرائب لن يتحملوا كلفة تعويض مودعي “أس في بي”، موضحاً أن الحكومة تضمن أن يستعيد المودعون ما خسروه، لكن “ستأتي الأموال من الرسوم التي تدفعها البنوك لتأمين الودائع”.
وأعلن أنه سيتم طرد مديري بنك “سيليكون فالي”، وذلك بعدما وعد في تغريدة الأحد “بتحميل المسؤولية” للفاعلين الماليين “الذين أحدثوا هذه الفوضى”.
وتراجعت بورصة “وول ستريت” بشكل طفيف، الإثنين، ولا تزال مضطربة، لكنها حدت من خسائرها بفضل قطاع الأدوية والأسهم الدفاعية. وسجلت مؤشرات الأسواق الأوروبية الرئيسية تراجعا بأكثر من 2% بينما عانت أسهم البنوك من انخفاضات حادة. وأصدرت مجموعة من الشركات بيانات في بورصة لندن لطمأنة المستثمرين.
في الموازاة، أعلنت لندن عن شراء بنك “أتش أس بي سي” الفرع البريطاني لبنك “سيليكون فالي”، في مقابل جنيه استرليني واحد رمزي.
وقالت وزارة المال البريطانية في بيان: “تم بيع بنك سيليكون فالي (المملكة المتحدة) إلى أتش أس بي سي. سيتمكن زبائن أس في بي يو كاي من الوصول إلى ودائعهم وخدماتهم المصرفية كالمعتاد”.
في حين أكد مفوض الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي، باولو جينتيلوني، الإثنين، أن انهيار بنك “سيليكون فالي” في الولايات المتحدة لا يمثّل تهديدا خطرا لأوروبا، في ظل مخاوف المستثمرين من إمكانية انتقال العدوى. وقال للصحافيين في بروكسل مع تراجع الأسهم الأوروبية بشكل كبير في تداولات فترة بعد الظهر إن “احتمال التأثير غير المباشر هو أمر علينا مراقبته، لكنني لا أرى حاليا في الأمر خطرا كبيرا”.
وفي ألمانيا، أكدت سلطة الرقابة المالية الفدرالية أن إفلاس “أس في بي” لا يشكل “تهديداً للاستقرار المالي” في البلاد”، كما بين وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، أن البنوك الفرنسية ليست في خطر، وقال “لا أرى أي خطر عدوى”.