تكبير الخط تصغير الخط

بداية ..حتي لايغضب أحد ..اقسم ان في بلادنا ادباء وشعراء موهوبين حقيقيين كثيرين..اعرف منهم الكثير ..لكن الهاموش والخنازير المدربة من أدعياء الثقافة تسد أمامهم كل  الطرقات

مقدمة : 

حتي اختراع الفيس بوك ووسائل  التوصل الاجتماعي. ..كانت الطريقة الوحيدة للوصول للناس.. لتصبح كاتبا او اديبا. .هي ان تحمل بضاعتك ..اوراقك .. تدور بها علي دور الصحف والنشر حتي يعيرك أحدهم اهتماما.. ليتصفح حمولتك كي  يتعطف وينشر لك في بريد القراء أوفي الصفحة الأدبية وهذا شرف لو تعلمون عظيم

  إلي نهاية ستينات القرن الماضي ..صفحات الادب يشرف عليها ادباء ونقاد   حقيقيين ..تذكروا ..اهرام لويس عوض ..مندور ..روز اليوسف الشرقاوي ..حجازي ..الجمهورية طه حسين  ..عبدالفتاح الجمل ..وغيرهم ..لذا اكتسبت هذه المنابر مصداقيتها ..لكن ..مع انهيار المنابر الأدبية المحترمة في سبعينات السداح مداح وانزواء ورحيل جيل الرواد  ..أصبحت غالبية  صفحات الادب بدور النشر يشرف عليها ويحررها صحفيين فشلة .. صبية  بقالين وحلاقين ..( شعر ولادقن )..ممايخجل اي موهوب حقيقي من عرض بضاعته ..لتطفو علي السطح .. طائفة  أدعياء الثقافة الرسمية..يكتبون أدبا فيليه..سمك منزوع الشوك .. يحملون بطاقات عضوية مايسمي اتحاد الكتاب ( اخبط لك اي كتاب حتي لو لم تقراه المرحومة امك شخصيا رحمة بك لتصبح عضوا في هذا الكيان الهزيل ) ..تفوح من كتابات معظمهم رائحة بالوعات المجاري .. ادعياء الغموض الميتافيزيفي الكاذب  لإخفاء الخواء الفكري والعمالة والقابلية  للامتطاء من كل من يملك زمارة تلم  المتعوس علي خايب الرجا ..شعراء السجع السخيف  والجناس والمربعات والواو ..بقايا أدب العصر المملوكي في أدني درجات عصور الانحطاط الفكري .تلملمهم دكاكين الثقافة الجماهيرية فيمايسمي مؤتمرات أدبية.( مهرجانات الثقالة علي نفقة الدولة ..ثقالة وليس ثقافة ) يجمعهم مسؤولي ثقافة الفروع والقطاعات _  موظفين علاقتهم بالقراءة لاتزيد عن علاقتي   بنظرية النسبية لاينشتين_  ..ليغرقوا المؤتمرات  التي لايحضرها احد سوي موظفي الثقافة  ماسحي الجوخ اضافة لقطعان الادباتية ..مع ضرورة استضافة اسم او اسمان من بقايا الاجيال الادبية القديمة لزوم تحلية وجه التورتة المحشوة بالذباب..

في النهاية   يوقع الجميع علي كشوف المكافآت المالية الهزيلة  .. حفل ختام المهرجان ..حضور معالي الجنرال حاكم الإقليم( أضخم منجز  ثقافي تابعه في حياته  ..مسلسل بوجي وطمطم في رمضان )..المحافظ  و رئيس هيئة قصور الثقافة يكرم كلا من هما الآخر باعتبارهما رعاة وناشري الثقافة والإبداع في ربوع بلادنا الكئيبة .. اهداء درع المحافظة مقابل درع الثقافة.. في خلفية المشهد موظفي العلاقات العامة واقفين كفتيات الجيشا اليابانيات المهذبات ..لتصور معالي الجهبذين ..قنوات النيل الثقافية والاقليمية ..تشاهدهما زوجاتهما الطيبات من  منازلهم..يعقب ذلك .. حفل غداء ثم عشاء في فندق المحافظة التعيسة .. جولات أدباء الغبرة في معالم المدينة صحبة ادباء المحافظة المضيفة الاكثر سماجة تتخللها نكات  وحوارات وتبادل اعجابات  تعكس نرجسيتهم المقيتة وخوائهم البغيض ( اقسم بالله اعرف بعض ادباء مهرجانات ادبية لايختلفون عن مطربي المهرجانات يلزمهم دروس محو أمية في مادة الإملاء العربي علي الاقل )  ..بالتاكيد قد يوجد في هذا التجمع المشبوه كاتب حقيقي لكن طبقا لنظرية العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة فلايتبقي  علي المداود إلا شر البقر..

في النهاية اعتقد ان العم مارك ..مخترع هذا الفيس العظيم اراحنا من هذا الوباء الكبير..نقل الكتابة من تحكم التافهين في وسائل النشر..ليصبح النشر مسئولية الناشر لتتحقق ديمقراطية الكلمة..فشكرا أيها العم الكافر.. لتبقي مسؤلية الكاتب وهي  غياب الصدق لدي جمهور الكتاب المؤمنين في بلادنا ( اعرف كثيرين عندما اقرأ صفحاتهم تتخيل انك تعيش في عصور الشهداء والقديسين السحيقة ..لكن..عندما تعرفهم في الحياة  تتعرف علي قواد كبير في بدن  مومس حقيرة  مغتصبة الجسد والوجدان ) 

اخيرا اغفروا لي حماقتي وتطاولي علي مقامكم الرفيع ايها السادة الكتاب العظام . .لست باديب اوشاعر او ناقد ..لكن قارئ بسيط. تافه ..مع قبول  اقراري التالي : أقر واعترف انا الموقع ادناه : أنني جاهل وجاهل بامتياز فارحموني وسامحوني..أتوسل اليكم..