- ℃ 11 تركيا
- 14 نوفمبر 2024
أيمن منصور ندا يكتب "مغارة على بابا": عندما يكون الخشت حاميها!
أيمن منصور ندا يكتب "مغارة على بابا": عندما يكون الخشت حاميها!
- 25 أغسطس 2021, 2:12:45 م
- 885
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
هذه الوقائع تحتاج إلى رد رسمي من جامعة القاهرة، ولا يكفي فيها إطلاق اللجان الإليكترونية، أو الإشارة إلى أن باحثاً لبنانياً أشاد بعبقرية رئيس الجامعة وأشار إلى مواطن تجديده.. نعرضها، وتحت أيدينا الوثائق والمستندات كاملة.. لا نشكك في ذمة أحد، ولا نقدح في كفاءة أحد.. لكننا نريد تفسيراً مناسباً، وتوضيحاً كافياً شافياً لهذه الوقائع.. ولكثرتها، فسوف نعرض في كل يوم عدداً منها.. لم نقبل ممن تواصلوا معنا للحديث عن بعض المخالفات سوى من لديه أوراق رسمية أو مستندات تخص هذه الوقائع.. والحصيلة هائلة.. تحتاج إلى تحقيق.. وتحتاج إلى مراجعة..
نبدأ بأقلها أهمية، وأكثرها دلالة على طريقة الإدارة في عزبة الخشت (جامعة القاهرة سابقاً).. إذ تقدم للترشح لوظيفة "رئيس جامعة القاهرة" (إبريل- مايو 2021) سبعة مرشحين، أصبحوا ستة بعد وفاة أحدهم.. وحسب القواعد، يتقدم كل مرشح بملف يحوي سيرته الشخصية، وبرنامجه لإدارة الجامعة في الفترة القادمة.. تكلفة طباعة ملف التقديم (بنسخه العشرة المطلوبة) لا تزيد على ألفي جنيه في أي مكتب تصوير مستندات في "بين السرايات" بأعلى جودة.. غير أن رئيس الجامعة ليس كبقية المرشحين، إذ أمر بطباعة هذه الملفات في مطبعة الجامعة! ، وبمواصفات فنية وإخراجية خاصة!.. تكلفت 34155 جنيهاً( أربعة وثلاثون ألف جنيه تقريباً)، إضافة إلى مكافآت العمال والفنيين..
استغلال إمكانيات الجامعة وأصولها لصالح مرشح معين لا أعرف توصيفه القانوني والمحاسبي .. غير أنَّه من الناحية الأخلاقية مجرم، وغير مقبول.. ويعطي دلالة على أمور كثيرة.. خلط الخاص بالعام، والعام بالخاص، والحصول على منافع وظيفية خاصة وشخصية من الوظيفة، هي أمور جرى العرف والقانون على عدم شرعيتها.. هل يحق لبقية المرشحين المطالبة بالمبلغ ذاته من خزينة الجامعة؟ أليس لهم الحق في ذلك؟ أين تكافؤ الفرص والمساواة؟ هل ما حدث أمر مقبول؟ وقانوني؟ وأخلاقي؟ هل يتم تطبيق السياسة ذاتها في بقية الأمور الخاصة بالدكتور الخشت طوال فترة رئاسته للجامعة (2017- 2021)؟
موضوع آخر.. وذو صلة بما سبق.. بلغت تكلفة الأعمال المطبعية لمكتب سعادة الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة (هذا هو عنوان الملف) في ميزانية مركز التعليم المدمج (التعليم المفتوح سابقاً) في العام المالي (2020- 2021) : 101316 جنيهاً (مائة ألف جنيه تقريباً).. تشمل طباعة بلوك نوت، وبرشور، وبوسترات، وكتيبات عن إنجازات الجامعة.. هل هذا الإنفاق مبرر في جامعة حكومية، وفي مؤسسة خدمية وليس لها مصدر تمويل غير أموال دافعي الضرائب تقريباً وبشكل أساسي؟.. أقول هذا، عن مكتب سعادة الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة بخلاف ميزانية النواب والعمداء؟ أليس فيهم رجل رشيد؟ هل هذا هو "فقه الأولويات" الذي ينادي به معالي رئيس الجامعة المستنير؟
موضوع آخر.. يتعلق "بمغارة على بابا" في جامعة القاهرة، وأعني بها "مركز التعليم المدمج" (التعليم المفتوح سابقاً).. وبالإطلاع على الميزانيات التفصيلية للمركز خلال الفترة من 2016- 2021 (لدينا نسخ كاملة منها)، تبين لنا أن هناك أوجه إنفاق غير مبررة تقدر بملايين الجنيهات.. وللتوضيح نشير إلى بعض الأرقام ذات الدلالة.. في عام 2016، كان عدد الطلاب الملتحقين ببرامج التعليم المفتوح (17 برنامجاً) 120 ألف طالب تقريباً.. ويتم إجراء امتحاناتهم في 15 محافظة، إضافة إلى بعض الدول العربية (عشر دول).. وكانت هناك محاضرات حية أيام الخميس والجمعة والسبت.. ويعمل بمركز التعليم المفتوح آنذاك عشرات الموظفين والمتعاملين.. أقول والوضع هكذا، كان إجمالي مصروفات الباب الأول (الأجور والمرتبات والمكافآت) هي 41169053 جنيه (إحدى وأربعون مليوناً تقريباً).. في عام 2021، وعدد الطلاب الملتحقين بمركز التعليم المدمج (أربعة برامج فقط) لا يزيدون عن 14 ألف طالب، وعدد العاملين بالمركز لا يزيدون عن أصابع اليدين، والامتحانات يتم إجراؤها أونلاين، و لا توجد محاضرات حية.. ولا يوجد سفر إلى الدول العربية.. أقول: رغم ذلك، بلغت مصروفات الباب الأول (أجور ومكافآت ومرتبات) 46729248 جنيهاً (ستة وأربعون مليون جنيه تقريباً)!!! واتصالاً بما سبق، نذكر، أن فائض ميزانية مركز التعليم المفتوح في عام 2016 كان 69466926 جنيهاً (تسعة وستون مليوناً تقريباً)، في حين بلغ الفائض في ميزانية 2021 ما يساوي 10178022 (عشرة ملايين جنيه تقريباً)!!!!
والسؤال : كيف نبرر ارتفاع بند المصروفات (المكافآت)؟ من الذي صرفها؟ ولصالح من؟.. ولماذا أمرت وزارة المالية رئيس الجامعة برد مبلغ وقدره 750 ألف جنيه إلى الدولة زيادة عن الحد الأقصى للراتب (يحصل رئيس جامعة القاهرة على 16 ألف جنيه مرتب أساسي، إضافة إلى 72 ألف مكافآت وحوافز!!). ما هي أوجه الصرف المبالغ فيها في بند المكافآت والأجور خلال فترة الدكتور الخشت؟ من حصل على هذه الملايين؟ ولماذا؟ .. نريد توضيحاً وشرحاً وإجابة حقيقية عن هذه التساؤلات..
نريد أيضاً أن نعرف هل لهذه المصروفات علاقة بتعيين الدكتور عصام الجميل مديراً لهذا المركز؟ العلاقة التاريخية المركبة وشديدة الخصوصية بين رئيس الجامعة والدكتور الجميل معروفة لكثير من الناس.. ولا نريد الخوض في تفاصيلها.. لكن تعيين الدكتور الجميل مديراً لهذا المركز في وقت ارتفعت فيه مصروفات الباب الأول (الأجور والمكافآت) يجعلنا نتساءل عن السبب الذي جعل الدكتور الخشت يتجاوز أقدميات عشرات بل مئات الأساتذة العاملين في جامعة القاهرة، ويعهد بهذا المركز إلى الدكتور الجميل رغم كونه أستاذاً مساعدا منذ شهور فقط؟
وختاماً، فإن البعض يسأل عن كلية الإعلام.. ألا توجد مخالفات بها؟ والإجابة بالطبع يوجد بها الكثير والكثير مما يمكن الكتابة عنه .. والأقربون أولى بالمعروف.. وسوف نخصص سلسلة من المقالات عن كلية الإعلام في فترة عميدتها الحالية الدكتورة هويدا مصطفى، كنموذج ودراسة حالة، لكيفية إدارة شئون الكليات في عهد الدكتور الخشت.. إن موعدهم الصبح، أليس الصبح بقريب!