- ℃ 11 تركيا
- 5 نوفمبر 2024
إسرائيل في ورطة كبيرة بعد هجوم إيران.. لماذا؟
إسرائيل في ورطة كبيرة بعد هجوم إيران.. لماذا؟
- 16 أبريل 2024, 3:15:00 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أكد الباحث والمحلل السياسي سليمان بشارات، أن "إسرائيل" في معضلة كبيرة جدا، وهي تتمثل في اتجاهين، فمن جهة إن لم ترد على الضربة الإيرانية فهذا سيشكل حالة ضعف كبيرة للاحتلال وبالتالي هي محاولة لـ"إسرائيل" لترميم حالة الردع التي تهشمت في السابع من اكتوبر وجاءت الضربة الإيرانية لتزيد من هذا التهشم.
والمعضلة الأكبر والمركبة إن ذهبت "إسرائيل" إلى ضربة قد تكون قوية، فهي بذلك تفتح الجبهة أمام العالم ككل، في الوقت الذي نشاهد أن العالم غير مهيأ للذهاب لحرب مفتوحة.
وأضاف بشارات في حديثه لـ"قدس برس": إذا كان الرد ضعيفا فسيظهر حجم اسرائيل وضعفها والتي كان الجميع يحسب حسابها ويخشى تحركاتها العسكرية، وبالتالي كل هذه الهالة ستصبح من الماضي، ولن تكون في مستقبل إسرائيل بالمفهوم العسكري والمفهوم الجيوسياسي، وفي إثبات قدراتها في منطقة الشرق الاوسط.
ويعتقد بشارات أن الاحتلال أمام اختبار صعب قد يترجم بحالة انفلات بشكل أو بآخر، وخطوات غير محسوبة وقد نكون أمام تحول دراماتيكي سريع.
وتابع: حتى نكون واقعيين فإن الخشية الدولية وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية التي وفرت غطاء للاحتلال امام الضربة الايرانية، فإن "إسرائيل" لم تعد هي صاحبة القرار في تنفيذ الرد، لأنها بذلك ستخرج عن النسق الذي رسمه الحلفاء، وهذا يمثل مشكلة للاحتلال، مرجحا ان يكون الرد وفق نطاق محدود ومدروس لحفظ ماء الوجه.
ويرى بشارات أن نتنياهو نجح في توحيد الجبهة الداخلية خلف شخصيته، مستدركا أن هذا النجاح مؤقت ومرهون بلحظة زمنية، ومما يدلل على ذلك انه لم يمض سوى 24 ساعة على الضربة الإيرانية، لتعود الاصوات مرة أخرى لتشكك بقدرة نتنياهو على إدارة "اسرائيل" ومستقبلها، وعادت المعارضة وآيزكنوت عضو مجلس الحرب بالمطالبة بضرورة الذهاب الى انتخابات.
واعتبر أن إسرائيل لن تعود إلى سابق عهدها في الموقف الموحد حتى في ظل التهديدات الوجودية لانه لم تعد هناك ثقة داخل "إسرائيل" بمستويات القيادة في ظل الخوف من المجهول.
من جانبه قال الباحث والمحلل السياسي ماجد أبو دياك في حديثه لـ"قدس برس": "لا شك أن هناك فوائد جناها الكيان من الضربة الصاروخية الإيرانية، وهي تتخلص في تحشيد القوى الغربية للدفاع عنه، ومساهمة بعض الدول العربية للأسف في ذلك، ومحاولة استعادة صورة الضحية التي فقدتها خلال العدوان على غزة".
أما بالنسبة لنتنياهو فهو يستفيد من هذه المواجهة في محاولة إطالة الصراع، والظهور أمام خصومه أنه لا يزال يحظى بدعم أميركي غربي. ولكن كل هذه المكاسب لحظية وقتية ستتبخر بمجرد انتهاء هذه الجولة.
واضاف: بالمقابل ظهور الكيان باستمرار حاجته لأميركا والغرب في الدفاع عنه، وهي المرة الثانية التي يظهر بها بهذا الشكل. وهذا سيضعف المكانة الاستراتيجية للكيان في المنطقة، ويظهره بأنه عالة على أميركا والغرب بدلا من أن يكون حصنا متقدما للدفاع عن مصالحه، ويظهر كذلك تعارض مواقف نتنياهو بمحاولته جر أميركا لصراع إقليمي واسع بما يتناقض مع استراتيجية حليفه الساعية للتركيز على الصين وروسيا!.
وأكد أبو دياك بأنه سيكون هناك رد، لأن الكيان لا يريد أن يظهر بأنه تمت مهاجمته دون أن يرد، ولكنه على الأغلب سيكون محدودا بسبب الضغوط الأميركية الشديدة والتخوف من رد إيراني ربما يكون أقوى وتستخدم فيه أسلحة أكثر تطورا. وهذا بحد ذاته يشكل تراجعا في صورة إسرائيل وتقييدا لإمكاناتها ولدورها في المنطقة.
بدوره يرى المحلل السياسي علي البغدادي أنه لا دلائل نجاح نتنياهو في صرف الانظار عن غزة، فما زالت أخبار غزة تتصدر عناوين القنوات والصحف الغربية. كما نفى فكرة توحيد الجبهة الداخلية، مشيرا إلى المظاهرات المناهضة لسياساته وتصريحات داخل البيت الإسرائيلي التي تنتقد نتنياهو.
وأشار البغدادي إلى أن المواقف الدولية ظلت على حالها ولم يطرأ مثلا تغيير على مواقف الدول المعارضة لسياسات الاحتلال.
وأكد البغدادي ان نتنياهو يسعى لجر المنطقة إلى مواجهة شاملة. محاولا إدخال إيران بقوتها في الحرب الامر الذي سيستدعي تدخلا امريكيا.
اما عن حدود الرد الاسرائيلي فيربط البغدادي ذلك بالسقف الامريكي المسموح، ولفت إلى قدرة الولايات المتحدة على ضبط السلوك "الإسرائيلي" باتت أكبر، خاصة بعد انكشاف عدم قدرة الاحتلال عن الدفاع عن نفسه بمفرده، مؤكدا ان خروج نتنياهو عن الضوء الامريكي سيكون محدودا.
وليلة الأحد الماضي أطلقت إيران عددا كبير من الطائرات المسيّرة وصواريخ كروز وصواريخ باليستية من داخل إيران، ومن قبل حزب الله في لبنان وجماعة الحوثيين في اليمن، ردا على القصف الإسرائيلي للقنصلية الإسرائيلية في دمشق مطلع الشهر الجاري.
انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على WhatsApp (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على Telegram (فتح في نافذة جديدة)النقر لإرسال رابط عبر البريد الإلكتروني إلى صديق (فتح في نافذة جديدة)اضغط للطباعة (فتح في نافذة جديدة)