إنسانية العالم تحتضر| أطفال غزة يواجهون الحرب والجوع والشلل.. والعرب ينظرون (فيديو وصور)

profile
  • clock 24 أغسطس 2024, 7:48:14 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بعيون باكية وقلوب دامية يشاهد العالم المناظر المؤلمة لأطفال غزة ما بين شهداء رضع وجوعى لا يجدون ما يأكلون أو مرضى يعانون كما لم يعان أحدا من قبل حتى أنهم لا يجدون التطعيم ضد مرض شلل الأطفال.

في هذا السياق تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، مشهدا لطفل يساله أحد رجال غزة عما به فرد عليه الطفل بأنه يريد شراء ملابس وأن والده قد استشهد، كما تم تداول فيديو لطفلة صغيرة تأكل من القمامة في مشهد يدمي القلوب.

ويعاني الاطفال في غزة من فقدان أبائهم وذويهم والجوع والعطش الذي يعاني منه أهل غزة جميعا بسبب حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ ما يقارب العام. 

ونشر الموقع الرسمي لمنظمة “اليونيسيف” في تقرير له عن أطفال غزة أن حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل على غزة أدت إلى تأثيرات كارثية على الأطفال والأسر، إذ يموت الأطفال بمعدل مقلق. وتفيد التقارير بمقتل أكثر من 14 ألف طفل، وفقاً لأحدث تقديرات وزارة الصحة الفلسطينية، وإصابة آلاف آخرين. ويُقدّر أن 1.9 مليون شخص — حوالي 9 من كل 10 من سكان غزة — هُجّروا داخلياً، وأكثر من نصفهم أطفال. ولا يحصلون على ما يكفي من الماء والغذاء والوقود والدواء. هناك أكثر من 600 ألف طفل محاصرون في رفح وحدها، وليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه. لقد دمرت منازلهم وتشتتت أسرهم.

وتابع الموقع أن العديد من الأطفال قد نزحوا  عدة مرات، وفقدوا منازلهم وأولياء أمورهم وأحبائهم. إنهم بحاجة إلى الحماية، إلى جانب الخدمات المتبقية التي يعتمدون عليها، بما في ذلك المرافق الطبية والمأو، متابعا: “لقد عانى أطفال غزة من فظائع لا يمكن تصورها – وهم يستحقون وقفاً فورياً لإطلاق النار وفرصة لمستقبل يعمّه السلام”.

ما الذي تدعو إليه اليونيسف؟


دعت المنظمة للاستجابة للوضع الصعب الذي يعيشه الأطفال في قطاع غزة، تدعو اليونيسف إلى:

وقف فوري ودائم لإطلاق النار لأسباب إنسانية.
وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى جميع الأطفال والأسر المحتاجة داخل قطاع غزة، بما في ذلك شمال القطاع. ويجب فتح جميع المعابر، بما في ذلك السماح بدخول ما يكفي من الوقود والمواد اللازمة لتشغيل وإعادة تأهيل البنية التحتية الأساسية والإمدادات التجارية. ويجب ضمان الحركة الآمنة للعاملين في المجال الإنساني والإمدادات في جميع أنحاء قطاع غزة وإتاحة شبكات اتصالات موثوقة لتنسيق جهود الاستجابة.

الإفراج الفوري والآمن وغير المشروط عن جميع الأطفال المختطفين وإنهاء أية انتهاكات جسيمة ضد الأطفال، بما في ذلك القتل والتشويه.
احترام وحماية البنية التحتية المدنية مثل الملاجئ والمرافق الصحية والتعليمية والكهربائية والمياه والصرف الصحي وحماية الكوادر الطبية لمنع تفشي الأمراض وتقديم الرعاية للمرضى والجرحى.

السماح للحالات الطبية العاجلة في غزة لتتمكن من الوصول بأمان إلى الخدمات الصحية الحيوية أو السماح لها بالمغادرة، وإجلاء الأطفال المصابين أو المرضى ليكونوا برفقة أفراد أسرهم.


الحماية المستمرة للأطفال وأسرهم إذا كانوا غير قادرين أو غير راغبين في التحرك بعد صدور أمر الإخلاء – يجب السماح للأشخاص بالتحرك بحرية إلى مناطق أكثر أمانًا، ولكن لا ينبغي أبدًا إجبارهم على القيام بذلك.


يتعرّضَ الأطفال وأسرهم للهجوم في الأماكن التي يفترض أن يكونوا فيها في أمان — مثل منازلهم ومراكز الإيواء والمستشفيات وأماكن العبادة. وقد أصيب وقتل آلاف الأطفال منذ بداية التصعيد. كما وصل أطفال إلى المستشفيات مصابين بحروق شديدة وإصابات تتطلب البتر.

خلال ذلك كله، يظل الأطفال معزولين عن الرعاية النفسية والاجتماعية. وحتى قبل التصعيد الأخير، تم تحديد أن أكثر من 500,000 طفل في غزة في حاجة إلى دعم الصحة العقلية ودعم نفسي اجتماعي. واليوم، يتعرّضُ كل طفل لأحداث وصدمات مؤلمة للغاية، وإلى الدمار والتهجير على نطاق واسع. وفي الوقت نفسه، يتعرض الوالدون والقائمون على الرعاية أنفسهم إلى ضغوط نفسية شديدة.


شهدت إمكانية الحصول على الأغذية المغذية تراجعاً شديداً: إن الوفاة جوعاً خطر فعلي محدق للعديد من الأسر. وفي أواخر حزيران/ يونيو 2024، وجد تقرير صادر عن ’مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي‘ أنَّ 96 بالمئة من السكان يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، بما في ذلك زهاء نصف مليون شخص يعانون من أوضاع كارثية. ويظل هناك خطر شديد بمواجهة مجاعة طالما استمر النزاع وظلت إمكانية الوصول الإنساني مقيدة.

كما أدى العنف إلى إيقاف الخدمات المنقذة للحياة في الوقاية من سوء التغذية وكشفه وعلاجه؛ والتي كانت تُقدّم في السابق إلى مئات الآلاف من الأطفال. وعندما يُترك سوء التغذية والمرض دون علاج، فإنهما يخلقان باجتماعهما دوراً مميتاً. 

وقد أظهرت الأدلة أن الأطفال الذين يعانون من سوء الصحة وسوء التغذية هم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الخطيرة.  تشعر اليونيسف بالقلق بشكل خاص بشأن تغذية النساء الحوامل والأمهات المرضعات، وكذلك الأطفال دون سن الثانية، نظراً لاحتياجاتهم التغذوية الخاصّة وضعفهم.

شلل الأطفال

فيما انتشر مرض شلل الأطفال مع تأكيد الأمم المتحدة، على حدوث أول إصابة بشلل الأطفال في قطاع غزة منذ نحو ربع قرن، تعالت الأصوات الدولية للمطالبة بتسريع اللقاحات إلى تلك البقعة الجغرافية الصغيرة المكتظة بالسكان، والتي تعاني حربا مدمرة منذ أكثر من 10 أشهر بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، إلا أن خطط تطبيق ذلك على الأرض تواجه عقبات عديدة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، عن إصابة رضيع عمره 10 أشهر، في القطاع، بفيروس شلل الأطفال من النمط 2، مؤكدة أنها أول حالة من نوعها في غزة منذ 25 عاماً.

آثار نفسية مدمرة 

أكد مسئول الإعلام في المكتب الإقليمي بعمان لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" سليم عويس، أن الأطفال في قطاع غزة يعانون من آثار نفسية شديدة نتيجة للصدمات المتتالية التي يتعرضون لها بشكل يومي، إلى جانب الآثار الصحية وانتشار الأمراض والأوبئة وسوء التغذية.


وقال عويس -في مداخلة مع قناة "القاهرة" الإخبارية-: "إنه نتيجة للمشاهد الصادمة التي يتعرض لها أطفال غزة بشكل يومي، نجد أنهم ينسحبون من الحياة والتواصل مع الآخرين، في حين توقف بعضهم عن الكلام وآخرين يظهر عليهم آثار التعايش السلبي مع تلك الصدمات"، لافتا إلى أن المنظمة تحاول التصدي لذلك الأمر.

التعليقات (0)