تكبير الخط تصغير الخط

استثمارات صينية ضخمة في الأراضي الزراعية بأمريكا تثير شكوكا في استخدام بكين لها للتجسس على المنشآت العسكرية والنووية.

 صحيفة "التايمز" البريطانية أن الاستثمار الصيني الضخم في الأراضي الزراعية بشتى أنحاء أمريكا أثار شكوكا في استخدام بكين لها للتجسس على المنشآت العسكرية والنووية.
 

وأفادت الصحيفة بأن سلسلة من العمليات، بما في ذلك شراء نقيب سابق بالجيش الصيني آلاف الأفدنة قرب قاعدة عسكرية في تكساس، صعد المخاوف من أن التجسس الصيني داخل الولايات المتحدة أكثر اتساعا من التوقعات.

ومن المقرر أن تعقد لجنة من الكونغرس أول اجتماع علني لها الأسبوع المقبل حول قدرة أمريكا على التصدي للتجسس، وذلك في أعقاب بالون التجسس الصيني الذي أُسقط قبل ثلاثة أسابيع بعد عبوره المجال الجوي للبلاد.

ويدفع المشرعون في 11 ولاية على الأقل لسن قوانين لحظر شراء المواطنين الصينيين للأراضي، مستشهدين بالمخاوف المتعلقة بالتجسس، وأمن البنية التحتية الحساسة، وسلاسل الغذاء. ووصلت هذا الجدال الحكومة الفيدرالية، حيث اقترح الجمهوريون مشروعي قانون هذا الشهر يحظران شراء الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية للأراضي الزراعية أو الشركات الزراعية.

وقال داستي جونسون، العضو الجمهوري بالكونغرس عن ولاية داكوتا الجنوبية وعضو لجنة شؤون الصين بمجلس النواب: "إن أمن الغذاء هو أمن قومي. عندما تتعامل مع الإمدادات الحيوية لبقاء الأمة، لا تريد التخلي عن أي سلطة أخرى عليهم أكثر مما يتعين عليك."

وأضاف أن منطاد التجسس كان "جزءا صغيرا" من جهاز المراقبة الصيني، مشيرا إلى أن أمريكا كانت متهاونة تماما خلال العقود الأخيرة "فيما كثف الحزب الشيوعي الصيني نفوذه واستثماراته في قطاعات أمريكية رئيسية. من التعليم العالم إلى التكنولوجيا الكبير إلى المؤسسات الثقافية، كنا نسير نائمين خلال نمط من العدوان."

ووجدت أحدث بيانات لوزارة الزراعة الأمريكية بشأن ملكية الأجانب للأراضي الأمريكية أنه في عام 2021 سيطر المستثمرون الصينيون على 383 ألفا و935 فدانا. وعلى الرغم من أن ذلك لا يمثل سوى واحد بالمائة من إجمالي الأراضي التي يمتلكها الأجانب، يبلغ موطئ قدم الصين ضعف حجم مدينة نيويورك تقريبا.

وبحسب الصحيفة، فإن أكثر ما يسبب القلق هو قطع الأراضي المملوكة للصينيين قرب مواقع عسكرية أمريكية. وفي شمال داكوتا أثار شراء مجموعة "فوفينج" الصينية العام الماضي ل370 فدانا قرب قاعدة جراند فوركس الجوية، حالة من الغضب بين السكان المحليين وفي واشنطن.

وتضم القاعدة الطائرات المسيرة الأمريكية، وعندما اقترحت المجموعة بناء مطحنة ذرة على أرض على بعد 12 ميلا، شجب الأعضاء الجمهوريون في الكونغرس الخطة بوصفه "الموقع المثالي لمراقبة النشاط العسكري واعتراضه."

وأشارت "التايمز" إلى أن الولايات المتحدة ليست وحدها التي تدق ناقوس الخطر بشأن شراء الصينيين للأراضي قرب مواقع حساسة. وتحقق اليابان كذلك بشأن مئات المعاملات لشركات صينية لشراء قطع أراض قريبة من منشآتها العسكرية، بما في ذلك القاعدة البحرية الأمريكية في أوكيناوا.