- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب: بين تجار الوطن و الدين
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب: بين تجار الوطن و الدين
- 18 سبتمبر 2023, 5:53:44 ص
- 447
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تجار المصالح تاجروا في كل شي لمصالحهم الشخصية متسلقين ركبوا التيار و بنوا أنفسهم من خلال فاسدين متنفذين وحاربوا البسطاء في لقمة عيشهم في أرضهم و في شرفهم لا يهمهم اي شي الا مصالحهم فالوطن ليس إلا سلعه أو شماعه يعلقون عليها مصالحهم للوصول إلى ما يريدون لا يعرفون شيئا عن الوطن ولم يقدموا له أي شيء سوى الخطابات و العنتريات ، و مشايخ لبسوا عباءة الدين وجعلوا من الدين سلعتهم و تجارتهم لا يعرفون الله والله منهم براء رجال المنابر والخطب و الفتاوي الكاذبة دينهم مصالحهم باعوا أنفسهم لها يقلبون الحق إلى باطل و الباطل إلى حق حسب أهوائهم .
فنحن نعيش في زمن اصبح يُقدم فيه الوضيع الخائن السارق علي الرجُلِ الصالح، ويخون الأمين ويؤتمن الخائن!؛ وأصبحنا نسمي بعض اللصوص ب: "الأخ القائد المجاهد، أو الرفيق الأشوس الثائر، أو الأخ القائد المناضل الخ...و يا ليتهم كذلك"؟!
لصوص قد سرق بعضهم رغيف خبز الفقير في الوطن، فالوطن أمسي مرتعاً خصباً لهم!، وأما الوطنية والنضال والشهداء، والجرحى، والأسرى بسجون الاحتلال، فجُلهّم من أبناء الفقراء، والمساكين!
متسلقون ولقد تسلق ثُلة منهم ظهور المناضلين والمجاهدين الحقيقين!؛ حيثُ يعيش السارق بثوب الوطنية مُتقلباً في الّنِعْم؛ حيث مات الضمير لديهِ، فلا وازع ديني ولا أخلاقي يردعهُ، فالغاية لديهِ تبرر الوسيلة، وبعضاً من دُعاة الوطنية من اللصوص، كان في الماضي بالكاد يجد قوت يومهَ.
ومن أولئك السارقين من يعتلي المنابر ويخطب في الناس في بيوت الله ، فيقول كلاماً جميلاً ولكن كلامه ينافي أفعاله، وهو منافقاً وسارقاً!؛ بلّ وشطياناً رجيماً لبس عباءة الورع والدين، ليمرر غاياته وأطماعه، ومصالحه في الدنيا!
والبعض الأخر ممن يدعون ويلبسون سرابيل الوطنية والقيادة والنضال، ما إن يتقلد منصباً كبيراً بطريقة ما سواء كانت شرعيةٍ أو غير شرعية، من خلال خبرتهِ في التدليس والغش والتزوير، واللف والدوران، ومن خلال تسويقهُ لنفسهُ أنه مناضل وقائد وطني أو قائد إسلامي، أو مدير عام في منظمة دولية، أو محلية أو غيرها ، وبمجرد ان يتقلد المنصب الرفيع يصبح بعضهم من ينفذ أجندات غير وطنية، وقد نسي نفسه من كان بالأمس القريب لا يملك قوت يومه، وفجأةً يصبحُ مالك لسيارات فخمة وفارهة، ويمتلك أراضي وأبراج وعمارات وعقارات، ومُولات تجارية كبيرة ومنتجعات وشاليهات الخ..، وله خدم وحشم ومرافقين، ويمشي في الأرض متبختراً متكبراً متجبراً غليظاً فاسداً و ظالماً لنفسه ولغيرهِ .
فهو الأن قد انتفخت جيوبِه بالمال الحرام، و تكرش بطنه حتي اصبح من شده الّسُمنّة لا يري له رقّبته ؛ عاملا وفور تسلمه المنصب علي توظيف أولي القربي له من زوجته وبناته وأولاده، الصغير قبل الكبير، من طرف ذلك المدعي (الوطنية أو الاسلام) !، وهو بالأساس سارق، ولص مخضرم، وقد اعتلي عرش المنصب ويقال له (القائد المناضل، أو المجاهد)!؛ واللهِ إنني أري أننا نعيش في زمن الرويبضة كما قال عنها الرسول الكريم ، فبعض الناس من البُلهاء قليلي الأصل والأمانة، بمجرد تنصيبهِ رسمياً في منصب سواء كان المنصب محافظاً أو أميراً أو وزيراً، أو أمين سر مكتب حركي أو أمين سر إقليم، أو هيئة قيادية، أو قائد فصيل أو حزب أو تنظيم أو حركة أو مدير عام في مديرية، أو وزارة أو حركةٍ ما الخ...
فوراً يصبح مثل الكلب المُّسعُور علي الدنيا، يحاول تملك الأراضي، والبيارات والمزارع، والفيلات من خلال السرقات أو أكل مال الناس و استغلال المناصب لعمل ذلك ، ناهيك عن قصص الرذيلة والفساد والزنا مع النساء!!؛ وكذلك بعُضهم يسيطر علي المنح الدراسية الجامعية الخارجية أو الداخلية ؛ ليدرس أحبابه وأولاده مجاناً ويتم جلب وظائف لأبنائه وأقاربه، وأحبابهُ، ومن ثم يّركب أّوُلاده أجمل السيارات، ويصبح معهم ألوف الدولارات، ويكون اللص وضيع سارق لا يملك شهادة البكالوريوس، أو الماجستير ويقولون له نفاقاً و زوراً الأخ الدكتور المجاهد أو المناضل الخ!!؛ ويزداد ذاك السارق بهاءً وزهواً وعلواً في سرقاتهِ؛ حيثُ لا رقيب ولا حسيب ليقول له من أين لك هذا !؛ ولأبناء أولئك "المناضلين" أو المستألمين من بعض اللصوص، يكون الوظائف والحوافز، والنثريات، والأموال، وكل شيء، وتفتح لهم السدود والحدود ومتي أرادوا أن يسافرون فلهم ذلك بلا قيود، وسفرهم للنزهة يعُد مهمة جهادية أو مهمة وطنية ، يتكسبون لسرقة مزيداً المال، ولسان حالهم هل من مزيد!؛ وكل ذلك علي حساب قوت المساكين والفقراء . إن الوطن اليوم و للأسف يغلب عليه ثلة من بعض السادة (المناضلين)، أو من يلبس عباءة الاسلام من بعض الفاسدين الجالسين فوق كرسي الحكم وبيدهم القانون، والمال، وهم فوق المحاسبة! رغم كونهم قلة وعدد بسيط من الأفراد الذين يتحكّمون بكل شيء!، وهم عصابات بأوسمة، ومسميات ونجوم كثيرة، هم لصوص محترمون يتناوبون على المنصِب الحلُوب، ولا يختلفون إلاّ على اقتسام الغنائم؛ ويضعون بينك وبينهم علم الوطن، ومتحدّثين باسمك وباسم الوطن والوطنية، في كل المحافل، والأماكن!؛ إنّهم على ثرائهم فقراء فلا كرامة لهُم، وإنّ الكرامة للمناضلين الحقيقين وأصحاب عزة النفس .
فهي "بنك ولكن بدون سيولة"، وفي هذا الوقت الصعب تصبح أسمي أُمنيتك أن تغادر تراب الوطن اصبح لا مكان لك فيه وقد اعتلا عرشة بعض من القتلة واللصوص والسارقين، وتجار القضية والدين والوطنية من الذين ماتت ضمائرهم، ونهبوا الكثير من الأموال المغموسة، والمخضبة بدماء الشهداء، وآهات الجرحى والثكالى، والفقراء والمساكين، ومن الأطفال المتسولين علي أرصفة الطرقات ممن لا يجدون قوت وهم يعتصرون جوعًا، وحرماناً، لكي يعيش تجار الوطن والوطنية والدين من إخوان الشيطان!
إنّ هذا الفساد انتقل في زماننا إلى كلّ مفاصل الدولة ، ولكل مكان ومضت سنوات وكُبرت وزادت ثروة وقوة اللصوص الوطنيون!؛ والوطن والمواطن يحتضر؛ فلا نصر لوطن يعتلي عرش المناصب فيه اللصوص، وينامون بلا قلق، ويكسبون بلا عّرق، ويعيشون بلا أرق، فلا نامت أعين الجبناء، وإن فتحت لهم الدنيا اليوم فويلٌ لهم من مشهد يومٍ عظيم ، فالدنيا قصيرة والحساب عسير، علي المجرمين واللصوص غير يسير، فويلٌ لهم مما سرقت أيديهم وويلٌ لهم مما يفعلون.