- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب: تصعيد المقاومة.... رسائل و دلالات
اسماعيل جمعه الريماوي يكتب: تصعيد المقاومة.... رسائل و دلالات
- 22 أغسطس 2023, 12:08:44 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
العام الأصعب منذ الانتفاضة الثانية وحكومة فاشلة..هذا أبرز ما تناولته الصحف العبرية بعد العملية الأخيرة في الخليل :
في يديعوت قالت : لا يوجد حل سحري لوقف الهجمات .. مخاوف من تمدد الهجمات للخليل التي تعتبر بنية تحتية كاملة لحماس .. معضلة تواجه إسرائيل فيما يتعلق بتغيير السياسة القائمة .
معاريف عقبت : سموتريتش وبن غفير يصرحان تحت الضغط للمستوطنين .. نتنياهو لا يريد التورط بخطوات لا يفضلها الأمن ويرفضها المجتمع الدولي .. الشاباك يجد صعوبات في الحصول على معلومات ذهبية قبل وقوع الهجمات الفردية .
وهآرتس علقت : حماس وإيران والجهاد والشعبية جميعهم يغدقون الضفة بالأموال ويريدون اشعال الأوضاع فيها وضعضعة حكم السلطة .. وارهاب المستوطنين بدعم سياسي يزيد من توتير الأوضاع .
أما في يسرائيل هيوم اليمينية فأكدت : الوضع لم يعد يحتمل وحكومة اليمين فقط تطلق تصريحات جوفاء لكنها لا تملك من أمرها شيئًا ويبدو أن رحيلها أفضل .
هل بلا شك إن العمليات النوعية الأخيرة للمقاومة الفلسطينية بعثت بعدد من الرسائل أهمها أن أمر الحسم الذي تريده حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة -لوضع الضفة- أصبح متعثرا، وإنه لم يعد لإسرائيل التصرف دون ردود فعل موجعة .
وإلى جانب ذلك، هناك رسائل أخرى للمقاومة، وهي أن كل فعل للاحتلال سيكون له رد فعل مقابل، وأنه حتمي و قوي و فعال حتى وإن لم يعرف موعده أو مكانه فكل الضفة الغربية اصبحت ساحة للرد ، مثلما نتج عن العمليات الأخيرة.
ولتصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية، والتي كان آخرها هجوم نفذه مسلحون فلسطينيون في حواره في الشمال الضفة الغربية والقريبة من نابلس، والى الخليل في جنوب الضفة الغربية.
وسارعت قوات جيش الاحتلال لتعقب المنفذيْن ، بينما تداعت قيادات سياسية وأمنية إلى مواقع العمليات ، وسط دعوات داخل حكومة نتنياهو للرد بشن عملية عسكرية واسعة في الضفة وغير ذلك من خيارات التي تبحث عنها حكومة نتنياهو .
وأصبح الحديث يدور مجددا عن إمكانية تحقيق تهدئة بالمنطقة يستلزم وجود أطراف معروفة تقبل بتلك التهدئة، وهو أمر غير حاصل في هذه المرحلة ، أو إلى الحديث عن قيام إسرائيل بعملية عسكرية موسعة بالضفة الغربية ، لكنها لن تكون بالحجم الذي كانت عليه عام 2002.
أن عمليات المقاومة المتصاعدة عمقت أزمة حكومة الاحتلال في مسارات متعددة واربكتها ، خاصة الاتجاه السياسي والاقتصادي، فالحكومة بلا أي أفق سياسي و حيث إن الحديث عن أي عملية واسعة ستؤثر على الحل الاقتصادي الذي يراه نتنياهو في هذه المرحلة ومن مسار تقوية السلطة الفلسطينية و دعم وجودها .
وبأنه في الوقت الذي تتبنى فيه إسرائيل خطابا تخويفيا لقوى المقاومة بالتهديد بتنفيذ عملية موسعة، تبادر تلك القوى بتنفيذ عمليات جريئة تضرب المستوطنين المتطرفين في عقر مستوطناتهم ، و بانه لا يمكن لنتنياهو أن يذهب باتجاه عملية واسعة، كون الاحتلال موجود في الضفة بشكل كامل، بخلاف ما كان عليه الوضع سابقا، حينما كانت بعضها يخضع للسلطة الفلسطينية، ومن ثم فإن الذهاب باتجاه عملية عسكرية موسعة سيؤجج الغضب ويثمر عمليات مقاومة كبيرة وجديدة ضد الاحتلال و كل أدواته .
أميخاي شتاين، مراسل الشؤون الدبلوماسية في هيئة البث الإسرائيلية قال معلقاً على هذه العمليات بانها أمرا مفاجئا للإسرائيليين، كونها متوقعة من "المجموعات الإرهابية" على حد تعبيره، لكنه أقر بأن ما استخدمته من أساليب وأسلحة في العمليات الأخيرة لم يكن في الحسبان.
معترفا في الوقت ذاته بأنه من الصعوبة بمكان أن تتوقع الأجهزة الأمنية أماكن العمليات التي تنفذها المقاومة، مبديا أسفه كون "إسرائيل لا تعيش أوقاتا هادئة الفترة الأخيرة" متوقعا زيادة مثل هذه العمليات خلال الأشهر المقبلة.
في حين أن المقاومة اوصلت رسائلها إلى الداخل الفلسطيني من السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية بأن خيار التسوية أصبح من الماضي وأن المراهنة عليه و على الخارج قد وصلت إلى نهايتها وان المقاومة الخيار الوحيد و المتاح الان أمام حكومة يمينية متشددة أتت لحسم الصراع مع الشعب الفلسطيني وهي الاخطرعلى وجوده ، وان المقاومة قد سبقت العمل الفصائلي ولا تنتظر منها شي فالعمل الفردي لا الفصائلي أصبح هو السائد في الكثير من العمليات المسلحة.