- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
الاحتلال يسعى لتهجير أهالي غزة: رفض دولي وعربي مقابل ضوء أخضر أميركي
الاحتلال يسعى لتهجير أهالي غزة: رفض دولي وعربي مقابل ضوء أخضر أميركي
- 15 أكتوبر 2023, 7:50:31 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لاقت دعوة جيش الاحتلال الإسرائيلي لترحيل سكان غزة للجنوب، رفضا دوليا وعربيا واسعا، مقابل ضوء أخضر أميركي، فيما طالبت الصين الولايات المتحدة، بـ" الالتزام بالموضوعية والنزاهة، والحفاظ على الهدوء وضبط النفس، وأخذ زمام المبادرة في الالتزام بالقانون الدولي".
وفي وقت سابق الجمعة، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، سكان مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجه جنوبا "من أجل سلامتهم الشخصية"، وكرر الناطق باسم جيش الاحتلال، السبت، الدعوات نفسها ممهلا سكان المناطق الشمالية للقطاع حتى الساعة الرابعة مساء.
ويرى مراقبون أن هذه الدعوات تأتي ضمن مخطط يهدف إلى تهجير الفلسطينيين في غزة إلى شبه جزيرة سيناء المصرية عبر معبر رفح، وتهيأة الظروف لتوغل إسرائيلي متوقع؛ فيما أكد مسؤول أميركي مطلع أن الولايات المتحدة لم تطلب من إسرائيل إبطاء أو تأجيل خطة الإخلاء.
وأظهرت التوثيقات أن جيش الاحتلال استهدف قوافل النازحين في غزة في عدة مناسبة أثناء توجههم جنوبا، الأمر الذي أسفر عن استشهاد العشرات، حيث بلغت حصيلة ضحايا إحدى هذه الاستهدافات 70 شهيدا وأكثر من 200 مصاب، فيما رفض أهال في المناطق الشمالية دعوات الاحتلال للإخلاء.
بكين تدعو واشنطن إلى أداء "دور مسؤول"
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، السبت، أن على واشنطن أن "تؤدي دورًا بناء ومسؤولًا" في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي، أنتوني بلينكن.
وقال وانغ لبلينكن إن "على الولايات المتحدة أن تؤدي عمليًا دورًا بناء ومسؤولًا، لدفع القضية إلى مسار يوصل إلى تسوية سياسية في أقرب وقت ممكن"، وفقًا لبيان نشرته وزارة الخارجية الصينية.
وأضاف وانغ "عند التعامل مع القضايا الدولية الساخنة، على الدول الكبرى الالتزام بالموضوعية والنزاهة، والحفاظ على الهدوء وضبط النفس، وأخذ زمام المبادرة في الالتزام بالقانون الدولي".
وأضاف وزير الخارجية الصيني أن بكين دعت إلى "عقد اجتماع سلام دولي في أقرب وقت لتعزيز التوصل إلى توافق واسع النطاق". وقال وانغ إن "المخرج الأساسي للقضية الفلسطينية يكمن في تنفيذ ‘حل الدولتين‘".
إسبانيا: "القانون الدولي لا يجيز إجلاء الفلسطينيين"
بدوره، أكد رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، السبت، أن القانون الدولي "لا يجيز" القيام بعملية إجلاء، وذلك بعدما أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي المدنيين الفلسطينيين بوجوب مغادرة شمال قطاع غزة، استعدادا لهجوم بري محتمل.
وقال سانشيز، خلال اجتماع للحزب الاشتراكي في ميريدا بجنوب غرب البلاد، "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، ولكن دائما ضمن حدود القانون الدولي الإنساني الذي لا يجيز إجلاء الفلسطينيين من قطاع غزة".
وشدد سانشيز علن أن هذا النزاع الذي يتسبب "بقدر كبير من القلق وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم" لن يعالج إلا عبر "الاعتراف بدولتين، إسرائيلية وفلسطينية".
وفي إحاطة لوسائل إعلام دولية، بينها أسوشيتد برس، أكد مسؤول أميركي يرافق بلينكن خلال جولته في المنطقة دعما لإسرائيلي، أن الولايات المتحدة لم تطلب من إسرائيل إبطاء أو تأجيل خطة الإخلاء.
وقال المسؤول إن القادة الإسرائيليين أقروا بالتوجيهات وأخذوها في ظل المشورة، مشيرا إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق من حيث المبدأ بين مصر وإسرائيل وقطر للسماح للأمبركيين الفلسطينيين وغيرهم من المواطنين مزدوجي الجنسية في غزة بعبور الحدود إلى مصر خلال خمس ساعات، السبت.
انتهاك صارخ للقوانين الدولية
بدورها، قالت وزارة الخارجية التركية، إن إجبار سكان غزة على النزوح داخل منطقة محدودة جدا انتهاك صارخ للقوانين الدولية، مشيرة إلى أن طلب الجيش الإسرائيلي "لا يمكن قبوله".
وقالت وزيرة الخارجية النرويجية، أنيكين هويتفيلدت، "أدين هذا الحصار (على غزة)، لأنه عندما تطلب (إسرائيل) من هذا الكم من الناس المغادرة (من غزة) وليس لديهم طعام أو دواء فيجب عليك إدانة ذلك".
وعلى مستوى المنظمات الدولية، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن نقل سكان قطاع غزة عبر منطقة حرب إلى مكان بلا طعام أو ماء أو سكن "أمر خطير للغاية وببساطة غير ممكن".
ووصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الجمعة، طلب إسرائيل من أكثر من مليون مدني بالنزوح من شمال غزة بأنه "مروّع"، مبينة أن غزة تتحول بسرعة إلى "حفرة من الجحيم" وهي على وشك الانهيار.
والسبت، حذر الممثل الأعلى للشؤون الخارجية الأوروبي، جوزيب بوريل، في منشور عبر منصة "إكس"، من أن طلب إسرائيل بإخلاء شمال غزة "خطير للغاية ومستحيل عمليا"، مؤكدا تأييده تحذير غوتيريش.
وأعلنت قطر، في بيان للخارجية، السبت، عن "رفضها القاطع لمحاولات التهجير القسري لقطاع غزة"، واعتبرته انتهاكا للقوانين الدولية، داعية إلى "رفع الحصار عن القطاع وفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدت
وأكدت السعودية، في بيان الجمعة، رفض تهجير سكان غزة، مطالبة برفع الحصار عنهم ووقف القصف الإسرائيلي ضدهم. و"توفير الاحتياجات الإغاثية والدوائية اللازمة للسكان.
وأعلن وزير الخارجية الكويتي، سالم عبد الله الجابر الصباح، "رفض الكويت بشكل قاطع دعوات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة"، مطالبا بتدخل دولي فوري لإيقاف ذلك التصعيد الإسرائيلي.
وأعلنت مصر رفض دعوات إسرائيل لسكان غزة إلى المغادرة جنوبا، وطالبت إسرائيل بالامتناع عن ذلك التصعيد، محذرة من "تبعات خطيرة".
وحذر عاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني، من أية محاولة لتهجير الفلسطينيين، خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الهولندي، مارك روته، وفق بيان للديوان الملكي.
وعلى مستوى المنظمات العربية، أكد مجلس التعاون الخليجي، في بيان السبت، أن "دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من القطاع، تستوجب التدخل الفوري العاجل من المجتمع الدولي لإيقافها".
كما أعلنت الجامعة العربية، الجمعة، توجيه خطاب عاجل إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تطالبه بالتدخل لمنع إسرائيل من ترحيل سكان غزة، واصفة ذلك بأنه "جريمة حرب".
كما أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، في بيان الجمعة، عن "رفضها المطلق وإدانتها لدعوات إسرائيل، التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني".
رفض فلسطيني لتكرار سيناريو النكبة
وأكدت حركة "حماس" في بيان صدر عنها اليوم، أن جرائم الاحتلال بحق المدنيين "لن تفلح في كسر صمود شعبنا على أرضه، ولن تفلح في تمرير مخطط العدو بتهجير شعبنا، ونطالب المجتمع الدولي والمنظمات الأممية ذات الصلة، القيام بواجباتها وتحمّل مسؤولياتها في وقف جرائم الاحتلال الصهيوني الفاشي".
بدوره، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، في مؤتمر صحافي، الجمعة، إن "اللجوء الذي حصل عام 1948 "لن يتكرر (..) شعبنا لن يغادر أرضه، ومنذ عام 1950 وإسرائيل تحاول توطين اللاجئين في الدول العربية، واليوم تحاول توزيع سكان قطاع غزة على دول العالم".
ضوء أخضر أميركي
والجمعة، قال متحدث مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، في مقابلة مع قناة MSNBC: "مهمة إجلاء أكثر من مليون شخص في قطاع غزة إلى الجنوب ستكون صعبة، نظرًا للكثافة السكانية فيها، ونظرًا لأنها مسرحًا للقتال"، دون أن يدين أو يستنكر تلك الخطوة.
وأضاف المسؤول الأميركي: "هناك قنابل تتساقط، وغارات تحدث.. وهذا يعني نقل عدد كبير من الناس خلال فترة زمنية قصيرة للغاية (..) والجيشان الأميركي والإسرائيلي يدركان التحدي هناك".