- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
التقويم العبري "تيشـْعاه بئاڤ-"9 آب" ذكرى خراب الهيكل الأول والثاني فهل اقترب موعد "الثالث"؟؟
التقويم العبري "تيشـْعاه بئاڤ-"9 آب" ذكرى خراب الهيكل الأول والثاني فهل اقترب موعد "الثالث"؟؟
- 8 أغسطس 2024, 9:18:03 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إعداد: سنا كجك
עריכת: סנה קוג'ק
خاص 180-تحقيقات
يتساءل القارئ العربي لربما عن معنى "التاسع من آب" ورمزيته بالنسبة للإسرائيلي وما يعنيه لهم هذا التاريخ من شهر اغسطس؟ ولماذا تمارس فيه هذه الطقوس الغريبة ؟ وخصوصا" للذين لا يتابعون بشكل دقيق كل ما يتعلق بالشأن الإسرائيلي.لذ القينا الضوء على هذا الموضوع ليتعمق المتابع العربي أكثر في أساسيات ومفاهيم "الدولة العبرية".
الهيكل الأول والثاني
يحل تاريخ هذا اليوم التاسع من آب " تيشـْعاه بئاڤ" بحسب التقويم العبري والذي يصادف يوم الاثنين -"12 آب" وذلك وفقا" للتقويم الميلادي- ويعتبر ذكرى حزينة جدا" وموجعة في تاريخ اليهود مثلما ورد في معتقداتهم الدينية والثقافية إذ ترمز هذه الذكرى إلى «خراب الهيكل الأوّل»و«خراب الهيكل الثاني».
ووفق مفاهيمهم هما الدولتَين اليهوديتَّين الوحيدتَين واللتين لم تُعمّرا أكثر من سبعة عقود وسنوات عدة.
وقد دمر الهيكل الأول في عام (422 ق.م) حسب التقليد اليهودي على يد جيش نصر الثاني الملك بابل.
أما تدمير الهيكل الثاني فكان أثناء الثورة الكبرى في سنة 70 م بقيادة الجنرال تيتوس في الجيش الروماني.
والجدير بالذكر أن مراسم الحداد -إذا صح التعبير- تبدأ قبل يوم واحد من "تيشا بآف"-9 آب.
صيام تيشا بآف وطقوسه التقويم العبري
بحسب المصادر العبرية المتاحة عن هذا الموضوع فإن" تيشا بآف" التاسع من آب هو يوم حداد للشعب اليهودي على تدمير الهيكل والكوارث التي حلت بشعب إسرائيل في المنفى الذي دام حوالي ألفي سنة .
كما يصوم اليهود في "تيشا بآف" وهو الأشد من الصيام الأربعة على تدمير الهيكل
.
يستمر صيام يوم "تيشـْعاه بئاڤ"
من المساء إلى مساء اليوم التالي وليس من الصباح حتى المساء .
وفي بداية الصوم يُقرأ سفر "مراثى ارميا" (איכה) وتقام الصلوات في الكنيس ليلة ال "9 من آب" وأثناء صلواتهم في الكنيس تتم قراءة قصيدة مرثية واسمها: "كينوت" (קינות ).
أما بحال صودف يوم التاسع من آب نهار السبت آنذاك يتم تأجيل الصوم حتى يوم العاشر من آب ويبدأ عند غروب الشمس إلى مساء السبت.
الدخول والخروج من صوم تيشا بآف التقويم الميلادي
نشر موقع "والا العبري" وفق التقويم الميلادي بأن :"صوم Tisha B'Av سيبدأ يوم الاثنين 12 أغسطس 2024 الساعة 19:26 في القدس وتل أبيب وينتهي الصوم يوم 13 أغسطس عند ظهور النجوم الساعة 19:51 بتوقيت القدس 19:53 بتوقيت تل أبيب.
انتهاء وقت الصوم
وكما ذكر الموقع العبري أعلاه ينتهي الصيام بحسب معتقداتهم عند ظهور" أول نجم في السماء." وبناء عليه يستطيعون تناول الطعام والشراب وكأنه العلامة على -"الافطار" كما المتعارف عليه لدينا في مفرادت الصيام -
ويشمل الصوم الكبير ما يُعرف بطقوس الصيام مثال: الجلوس على الأرض ومنع تلاوة التوراة...وعدم حلق اللحية أو شعر الرأس والاستلقاء على الأرض خلال النوم كما يسافر البعض منهم إلى "أورشليم" أي القدس.
موعد خراب الهيكل الثالث
في ظل الأحداث المتسارعة بفلسطين المحتلة قبل معركة طوفان الأقصى أي في البنية السياسية الداخلية لكيان العدو كنا نلحظ وما زلنا حتى اليوم زيادة الشرخ الحاصل بين القيادات السياسية منها المعارضة والدينية وربما يمهد ذلك إلى انتهاء الكيان الغاصب فبحسب ما تقدم أعلاه إن "إسرائيل" المتواجدة على أرض فلسطين تخشى من انهيار "الدولة العبرية" المتآكلة أي خراب "الهيكل الثالث" الذي أكمل عقده السابع وسنوات إضافية !
والتي زادت من معاناتها وانقسامها معركة طوفان الأقصى فقد اشتدت الخصومات والتجاذبات السياسية مع الجماعات الدينية المتشددة والتي تعرف "بالحريديم" وخصوصا" في مسألة التجنيد الإلزامية فقد.
دعا الجيش الإسرائيلي لتجنيد هؤلاء وذلك يتعارض مع قوانين "التلمود" والحاخامات الذين يرفضون بشدة انخراط هذه الفئة ضمن صفوف العسكر .
وشهدنا التظاهرات المؤيدة للحريديم والرافضة للخضوع إلى أوامر جيش العدو في هذا التوقيت بالذات مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ ١٠ أشهر.
الحاخام الأكبر يخشى نهاية "إسرائيل"
نود التطرق إلى نقطة هامة تتعلق بخوض "إسرائيل" للحرب الشاملة المنتظرة اليوم على صعيد مختلف جبهات المقاومة فبالرغم من تهور رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وجنونه الذي لا يطاق نستطيع القول ضمن" تقدير الموقف" بأن نتنياهو قد لا يجرؤ على الانجرار باتجاه حرب موسعة وذلك بناء على أوامر الحاخام الأكبر الذي يدرك بدوره بأن معالم الحرب الكبرى في حال خاضتها "إسرائيل" سترسم زوالها وفق الروايات المتداولة عن خراب "الهيكل الثالث."
ومن المعلوم أن الكيان العبري يخضع لتوجيهات الحاخامات في قرارات الحرب والسلم ولو بالشكل السري انطلاقا" من رؤيتهم العقائدية والفكرية والتلمودية فهم يعلمون ويدركون جيدا" بأن العد العكسي لنهاية كيانهم قد بدأ منذ سنوات عدة وما التخبط الذي تعيشه "إسرائيل" اليوم في أروقة ثكناتها العسكرية وفي الكابينت والكنيست إلا مؤشر ودليل قاطع على شرذمتها وانهيارها الذي اكتمل "نضوجه" في السابع من اكتوبر.
ونستعرض في سياق الموضوع التحذير الذي صدر عن رئيس حكومة العدو الأسبق نفتالي بينت إذ قال:"الخطر التاريخي المحدق بإسرائيل والمتمثّل في الانقسام لدى الشعب اليهودي والفشل في استكمال الاتّحاد في العقد الثامن من السيادة الموحّدة لإسرائيل لقد فشلنا مرّتين وخسرنا دولتنا اليهودية دولتان يهوديتان عبر التاريخ على أرض إسرائيل "فلسطين المحتلة"وفي المرّتين لم ننجح في إكمال العقد الثامن كدولة مستقلّة ويعود ذلك إلى الحروب الأهلية الداخلية بيننا".