الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: متى حقق الإحتلال أهدافاً دون مساندة أصحاب العروش المزيفة؟

profile
د. ناصر محمد معروف نائب رئيس دائرة القدس رابطة علماء فلسطين
  • clock 9 مايو 2023, 9:07:47 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

إنه لا ضير فالبدايات رغم غدرها إلا أنّ النهايات سعيدة بإذن الله.
إنه وبرغم ارتقاء الشهداء، واعتقاد العدو أنه حقق هدفاً؛ إلا أنَّ النهايات بالنسبة للشهداء سعيدة، فالشهيد طارق عز الدين مصاب بالسرطان ومنع من السفر للعلاج وقد منحه الله الكرامة، ورزقه الشهادة فلم يقبضه على فراشه، والشهيد جهاد غنّام مبتور القدمين، ولم يعيقه فقد قدميه من إكمال الطريق، فالجائزة لا بد أن تكون كبيرة بنيل الشهادة، وباقي شهدائنا، كذلك، فالشهادة اصطفاء.
نعم، فالبدايات غدر، ولكنْ: هل النهاية حُسِمتْ؟ بالطبع لا، والتاريخ خير شاهد على غدر الإحتلال وأصوله، وهو كما يلي:
(1) يهود بني قينقاع، عاهدوا المسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ليتفاجأ المسلمون بالغدر، حيث اعتدوا على امرأة فكشفوا عورتها، فغار رجل من المسلمين عليها فقتلوه!!!
النتيجة النهائية: إجلاء بني قينقاع عن المدينة وأضاءت المدينة.
(2) يهود بني النضير، عاهدوا المسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ليتفاجأ المسلمون بالغدر، حيث دبَّروا مؤامرة اغتيال للنبي صلى الله عليه وسلم عبر إلقاء صخرة كبيرة على رأسه.!!!
النتيجة النهائية: قتل بعضهم وإجلاء الآخرين عن المدينة، وأضاءت المدينة.
(3) يهود بني قريظة، عاهدوا المسلمين والنبي صلى الله عليه وسلم المدينة، ليتفاجأ المسلمون بالغدر والتآمر وقدوم الأحزاب وحصار المدينة.!!!
النتيجة النهائية: تقتيل رجالهم وسبي نساءهم وذراريهم وأضاءت المدينة.

لقد اغتر الصهاينة بغدرهم، وظنّوا أنهم حققوا هدفاً، وكأنهم نسوا أن الشهداء لم يقعوا في شراكهم، إنما وقعوا في شراك غدر الجيران، حيث إنّ تجهزهم للخروج من غزة جعلهم يضطرون للمبيت عند أهلهم، وهم بذلك يعتقدون أنّهم في عهدة الجيران، لتكون المفاجأة والاستشهاد.

إنّ غدر غزة بهذا الشكل، يجعل المقاومة تفكر ألف مرة ومرة، فقد ولّى زمن ردات الفعل، وما كان يصلح بالأمس لا يصلح اليوم، وإن حرب العقول، يقتضي، التريث ولملمة الجراح، واختيار الوقت المناسب والمكان الموجع، لتضيء غزة بعد ذلك بإذن الله ، وبالتأكيد فإن الوسطاء سيجتهدون، ولكن هل يُعْقَل أنْ تمرّ جريمة مثل هذه؟

رُبّما ظهر الإحتلال بأنه حقّقَ شيئاً، ولكن المتابع لحال الطرفين هذه الأيام، يعلم جيداً أن الضربة بالدرجة الأولى، مقصودها تحقيق موقف أمام جبهتهم المتآكلة، وليس لتحقيق موقف سياسي، ولذلك فالإحتلال الآن في مهب الريح، وإن كانت ترسانته صاحبة ضجيج فإنها لا تخيف أحدا هذه الأيام، وسيعلم شعبنا وكذلك من حولنا من المتآمرين، أن النهاية مخزية للاحتلال، وأن النهاية سعيدة مضيئة لشعبنا، وقد صدق الله، {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ } [التوبة: 52].

كلمات دليلية
التعليقات (0)