- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: يَتَوَّهَمُ الصهاينة أنّهم سينجحون ببقرتهم الحمراء كنموذج لبقرة نبينا موسى الصفراء فهل ينجحون؟
الدكتور ناصر محمد معروف يكتب: يَتَوَّهَمُ الصهاينة أنّهم سينجحون ببقرتهم الحمراء كنموذج لبقرة نبينا موسى الصفراء فهل ينجحون؟
- 1 أغسطس 2023, 6:23:16 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إنَّه ومنذ أنْ أمر موسى ﷺ بني اسرائيل بأمر الله أنْ يذبحوا بقرةً صفراء ليحيوا بها ميتاً فيخرجون بمعرفة سبب شقائهم ويعود الحال إلى السكينة والطمأنينة، ويذكر كتاب المشناه أن سيدنا موسى ﷺ هو الذي ذبح البقرة الأولى ثم ذبح عزرا البقرة الثانية ، ثم ذُبِح بعدهم سبعة بقرات حتى خراب الهيكل الثاني، وظلَّ هذا النموذج عالقاً في أدمغتهم ، حيث يعتقدون أنَّ البقرة العاشرة قد آن أوانها ، لذلك فهم يجهزونها ليتم ذبحها من قبل المخلص قريباً أمام المسجد الأقصى ظنَّاً بالفرج.
إنَّهُ الإعتقاد اليهودي الذي يظنُّون به ، أنَّ الرومان قد دمروا هيكلهم الثاني وخرَّبُوه عام 70 ميلادية على يد تيتوس الروماني ، واليوم يتفاءل اليهود بتكرار هذا النموذج من ذبح البقرة الحمراء ، حيث إنَّ هناك عوامل عديدة تزيد من تفاؤل الصهاينة بإنجاز هذا المشروع «إيجاد البقرة الحمراء وحرقها ليتَطَهَّروا بها»، ولذلك تُخَصِّص وزاراتهم أموالاً طائلة لتجهيز بناء الهيكل الثالث المكذوب، ومن هذه العوامل:
(1) اعتقادهم بأنَّه لم تظهر أيَّ بقرة حمراء بالمواصفات المطلوبة عندهم منذ خراب الهيكل الثاني.
(2) عزوف اليهود عن دخول القدس لاعتقادهم بنجاستهم من خلال ملامسة جثث الموتى أو الاقتراب منهم التي عايشوها أثناء الحروي عليهم ، وإنَّ هذه النجاسة تقتضي عدم دخول الأقصى خوفاً منْ تدنيس مكان الهيكل بنجاسة الميت لدى اليهود، فهذا سيسلط عليهم من يقتلهم شرَّ قِتْلة بسبب تدنيهم للمكان قبل أن يتَطَهَّروا ، وهذا يجعلهم يتفانوا في إيجاد البقرة وحرقها ليتَطَهَّروا بها، ومنْ ثمَّ يقبل اليهود على دخول القدس والمسجد الأقصى بالآلاف دون خوف.
(3) وجود الحكومة اليمينية المتطرفة التي لربما لن تتكرر فهي خير سند لهم ليحققوا مشاريعهم ويهدموا المسجد الأقصى المبارك.
(4) وجود نتنياهو حيث اسمه على وزن متتياهو أول من تولى قيادة اليهود لتطهير المعبد الثاني (سنة 164 ق.م.) وهو المنحدر من عائلة الكهنة الحشمونائيم، ثم ابنه يهودا المكابي، حيث طهَّر اليهود الهيكل ، وهو حدث يتم الاحتفال بذكراه سنويا من خلال عيد حانوكاه.
كل ذلك دفع اليهود لترصد الوزارات الحكومية عندهم ، ميزانيات ضخمة، وتبذل الجهود المضنية ، من أجل انجاز مشروع منتزة جبل الزيتون ليكون مكاناً للاحتفال بحرق البقرة الحمراء ، ومن ثَمَّ لتنفيذ رؤية ترميم "الهيكل" المزعوم في ساحات المسجد الأقصى الشريف بعد هدمه ، فهم يعتقدون أنَّ الوقت قد حان، وخاصَّة بعد تجهيز خبرائهم للعديد من الأبقار التي تم تلقيحها بأجنّة يُعْتَقَدُ أنها ستكون حمراء استعجالاً لتطهير أنفسهم من النجس، وهم كذلك، وكذلك استقدام خمس بقرات شهر أيلول العام الماضي عبر الطائرات من تكساس ، عسى أن تنجح إحداهُنَّ فلا تزيد الشعرات غير الحمراء عن اثنتين، ومن ثَمَّ تُحرق ضمن أشجار مُعَيَنة وتوضع في بركة مياه ضمن بروتوكول خاص بهم، ليتطهروا هم من النجس، فالنجاسة عندهم مفقودةٌ ومتعذرةٌ منذ القرن السادس، وهم يتعجلونها وينتظرونها بشغف.
إنّ كل اليهود في نظرهم باتوا بالتبعية نجسين ، ويحرم عليهم، تبعاً لفتوى حاخاماتهم، دخول منطقة «الهيكل» (المسجد الأقصى المبارك) ما داموا نجسين بنجاسة الميت ولم يتطهروا منها، وللتَّطَهُر من هذه النجاسة، ثم إباحة الدخول إلى الحرم، يستلزم إيجاد بقرة حمراء خالصة يذبحها أحد الكهنة في شعائر معقدة، ويجب أن يجري الذبح خارج منطقة «الهيكل» في «جبل الزيتون» في القدس، ثم تحرق البقرة ويستخدم رمادها بالرش على الماء الذي يستخدم بدوره لتطهير اليهود النجسين. وبعد الطهارة يمكن لليهودي الطاهر أن يدخل الهيكل ومنطقته.
ولذلك نرى اليوم نهمةً عالية في الحديث عن تلك البقرة، التي لو تحقَّقتْ ووجدت فهذا يعني الإيذان برضى الرب وإقامة هيكلهم من جديد، وهذا الهيكل لا يمكن له أن يُقام إلا بخروج التابوت، الذي يعتقد اليهود أنَّه مدفون تحت المسجد الأقصى، وهذا كان هدفاً رئيسياً من ضمن الأهداف الأخرى لحفر الأنفاق تحت المسجد الأقصى المبارك، وهذا يقتضي هدم المسجد الأقصى علانية ليتم استخراج التابوت ومن ثمَّ ظهر المخلِّص الذي يتم بناء الهيكل على يديه، فهل ينام المسلمون ليتحقق ذلك الحُلم لبني صهيون.