- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
الرئيس الجزائري يلغي زيارته إلى فرنسا لهذه الأسباب
الرئيس الجزائري يلغي زيارته إلى فرنسا لهذه الأسباب
- 26 مارس 2024, 6:38:19 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
كشفت مصادر مقربة من الرئاسة الجزائرية أن زيارة تبون إلى فرنسا قد تأجلت بصفة رسمية بعد تقديم موعد الانتخابات الرئاسية 2024 في الجزائر ثلاثة أشهر.
وكان من المقرر أن تتم الانتخابات الرئاسية 2024 في الجزائر منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول 2024 قبل أن يُعلن الرئيس تقديمها إلى بداية شهر سبتمبر/أيلول 2024.
وكان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد اتفق مع نظيره الفرنسي قبل أسبوعين من تقديم موعد الانتخابات على زيارة تبون إلى فرنساباريس نهاية شهر أغسطس/آب وبداية سبتمبر/أيلول، وأعلن الإليزيه عن الزيارة بشكل رسمي.
ووفقاً للموعد الجديد للانتخابات الرئاسية يستحيل أن يزور تبون باريس في الفترة المتفق عليها لأنه لن يكون ساعتها رئيساً للبلاد بل مرشحاً للرئاسيات مثله مثل باقي المترشحين، طبعاً في حال قرر خوض غمار الانتخابات وهو الأغلب.
كما لن يستطيع الرئيس الجزائري تقديم موعد الزيارة أو برمجتها خلال الشهرين القادمين أبريل/نيسان ومايو/أيار بسبب حساسية الزيارة قبل موعد الانتخابات وإمكانية تأثيرها على شعبيته، وهو الذي بنى أغلبها على مواجهة فرنسا وانتقادها ومهاجمتها في الكثير من الأحيان.
ودائماً ما تمثل العلاقات الفرنسية الجزائرية وقوداً للحملات الانتخابية في كلا البلدين لما لها من أهمية لدى الناخبين.
يُذكر أن الرئيس الجزائري كان قد هاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أول ندوة صحفية له بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية سنة 2019، فليس معقولاً أن يبدأ حملته الانتخابية للحصول على ولاية رئاسية ثانية بزيارة باريس ولقاء ماكرون.
خطة إلغاء زيارة تبون إلى فرنسا
وقالت مصادر إن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لم يكن ينوي زيارة باريس ولقاء ماكرون على الأقل خلال فترة ولايته الرئاسية الأولى؛ لأن قرار تعجيل الانتخابات كان قد اتخذ قبل الإعلان عن زيارة عبد المجيد تبون لفرنسا.
وأضافت المصادر نفسها أن التوقيت الذي أعلن فيه قصرَا المرادية والإليزيه عن موعد زيارة تبون إلى فرنساكان قبل أسبوعين من قرار تقديم الانتخابات المتزامن مع موعد الزيارة، ومن غير المعقول ألا يكون قرار تقديم الانتخابات قد نُوقش داخل دوائر السلطة في الجزائر قبل أسابيع طويلة.
ما يعني أن الموعد المتفق عليه لإجراء زيارة تبون إلى فرنسا كان مخططاً له لكي لا تتم الزيارة أصلاً، ويبدو أن تبون نجح في ذلك وتمكّن من تفادي زيارة فرنسا بحجة قوية وهي الانتخابات الرئاسية، يضيف المتحدث.
الأسباب التي منعت تبون
تحول ثلاثة أسباب رئيسة دون زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى فرنسا ولقائه بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون:
السبب الأول يرتبط بالذكرى السيئة التي يحتفظ بها تبون من زيارته إلى فرنسا سنة 2017 والتي كلفته الإقالة من منصب الوزير الأول بعد أقل من 100 يوم من توليه المنصب، ليكون بذلك أقل وزير أول أو رئيس حكومة تولى المنصب في تاريخ الجزائر، ما جعله يعيش فترة سياسية صعبة في تاريخه كلفته الكثير.
أما الثاني فقد صرح به تبون نفسه في أحد حواراته على التلفزيون الحكومي، حيث قال إنه لن يزور فرنسا دون جدول أعمال محدد يعود بالفائدة على الجزائر، مؤكداً أنه لن يزور باريس من أجل السياحة كما يريد الطرف الفرنسي.
وكان وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف قد كشف في حوار على قناة الجزيرة قبل أشهر أن الكثير من التفاصيل لا سيما في المجال التاريخي تسببت في تأجيل زيارة تبون إلى فرنسا، من بينها متعلقات للأمير عبد القادر، إذ تريد الجزائر استعادتها على غرار بُرنسه وسيفه وأوسمته، بينما ترفض فرنسا ذلك بحجة تعقيدات قانونية.
وفيما يخص السبب الثالث نجد أسباباً شخصية ترتبط بنظرة تبون لفرنسا وتأثره الكبير بالرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين، والذي لم يزر فرنسا قط رغم أن حكمه امتد لعقد ونصف.
ويُعرف عن تبون تأثره الكبير بمسار الرئيس بومدين الذي يعتبره مثلاً أعلى ويسعى لتقفي أثره، لا سيما في السياسة الخارجية الجزائرية، وهو ما يتجلى في الكثير من القرارات التي يتخذها تبون.