السفير معصوم مرزوق يكتب : حمامة في زمن الصقور

profile
السفير معصوم مرزوق دبلوماسي وسياسي مصري
  • clock 11 ديسمبر 2021, 2:37:22 م
  • eye 1203
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ليست هناك - كالعادة - خطة محددة لما أريد أن أكتب .. كنت أتابع بعض لقطات إخبارية من حاضرة الدنيا وكعبة الطامحين إلي ملذاتها وسطوتها :" واشنجتن " ، طيب الله ثراها وبل أروقة بيتها الأبيض الطاهر المعمور .. 

تذكرت بعض الحوارات في أمسيات لا تنسي في تلك المدينة ، أدركت أن الزمان يوغل في التلاشي خلف جبال وتلال من الأحداث المتراكمة.

أجدير بنا أن نهرب من التاريخ الذي قال عنه " فوكو ياما " أنه انتهي ؟ ، أم أننا نتواري تقية خلف أستار واقعية ؟ ، أم أن الخلاص يتمثل في إنكار المشهود وتمثل الحلم ؟ .. أين الموقع في تلك التضاريس المختلة ، إن أنت تمسكت بعقلك هويت ، وإن تخليت عنه انتهيت؟ ..

لا جرم أن كل إنسان هو وريث خطاياه وأفكاره ، ولكن المآساة أن يرث خطايا وأفكار الآخرين ، ويورثها لأجيال قادمة ، وكلما تم الإيغال في المسير ، إزدادت ورطة التيه ، وأطبقت فيافي الضياع بغير شفقة .

هل أصبحت الكتابة نوعاً من العقاقير المهدئة ؟ ، أما أنها بمثابة شهادات علي عصر يحرص الكتاب علي أن يخلفوها لأجيال آتية قد تقرأ ، وربما فهمت أو فسرت الأحاجي ، ربما التمست عذراً ، أو .. ربما أخذت منها بقبس ..

لم يصدق أبناء القبيلة صرخة " زرقاء اليمامة " ، فلقد كانت " مريضة " ببعد النظر ، فأتهمها قصار النظر بالخبل والجنون ، وقال " موسي " : إني آنست ناراً .. ولكنهم قالوا له : إذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا ها هنا قاعدون .. ، ومع ذلك فقد تمسكوا بوعد هذا الرب :  " بل يكون " إسرائيل " إسمك ، ولك ولنسلك من بعدك أهب هذه الأرض من نهر النيل إلي الفرات " .. ، وقال " كارتر " للرئيس السادات : أعتمد عليك إعتماداً كاملاً في التوصل إلي إتفاق .. وأصدقه الرئيس الوعد ، ولكن كارتر - في مذكراته - حرص أن يوضح أنه كان يتفاوض مع الرئيس السادات في طرف ، وشعب إسرائيل في الطرف الآخر ..


في أي كتاب من كتب أنبياء بني إسرائيل سوف يدرج إسم هنري كيسنجر ؟؟ .. لا شك أن مناحم بيجين سوف يحتل مكانة بارزة ، وكذلك بعض أولياء السياسة الصالحين الطيبين في الجانب العربي .. طوبي لمن ساهم في حل عقدة الماسادا ، وألف طوبي لمن غسل جرائم النازية تجاه أبناء العمومة خاصة ، ومليون طوبة إلي رأس كل من ساهم في صنع سياسة الحمام ( أن تصر علي أنك حمامة في زمن الصقور ) ..

التعليقات (0)