في مثل هذه الأيام من عام ١٩٥٣ اطلقت مصر اذاعه جديده

تحت شعار لحن مميز يعبر عن هدف هذه الاذاعه ..امجاد يا عرب امجاد...كانت هذه الاذاعه معبره عن تبني مصر الثورة لفكرة القومية العربية الجامعة 

لكل الشعوب العربية.

تم اختيار الشاعر صالح جودت مديرا يعاونه احمد سعيد وناديه توفيق.كان تصور صالح جودت ان يقوم صوت العرب بدور مجلة الرساله وهو مخاطبة النخب المثقفه فكرس برامج للاعمال الأدبية عامه والشعر خاصه.وادركت القياده السياسية ان هذا التوجه لا يحقق الهدف الذي اطلق صوت العرب لتحقيق فتم استبعاد صالح جودت وتولي احمدسعيد

منصب مدير صوت العرب.

وبدا احمد سعيد يقدم تعليقه السياسي ونشرة الاخبار تحت مسمي كفاح العرب ونجح احمد سعيد في اختيار اسلوب الذي يثير اهتمام الجماهير العربية العريضه ويحرك عواطفها الوطنية وكانت طريقته في الالقاء تضيف قوة اثاره الي خطابه التحريضي ضد الاستعمار والمتعاونين معه.

اما المدة المتبقية فتقدم ناديه توفيق برنامج ما يطلبه العرب

وفيه تقدم الاغاني التي يطلبها المستمعون من مختلف البلاد العربية وكانت تحرص علي ان تختار من طلبات الجماهير اغاني من مختلف البلاد العربية

وبدات الجماهير العربية تلتفت الي هذه الاذاعة الوليدة التي تخاطبها بنبرة مختلفة والاهم انها كانت تقدم اخبار نشاط المقاومة ضد الاستعمار وهي الاخبار الممنوعه في الاعلام الرسمي العربي بما فيه الاعلام المصري وطبعا لم تكن تتعرض لمثل هذه الاخبار الداخلية المصرية.

وبدا صوت العرب يكسب كل يوم جماهير واسعة في مختلف البلاد العربية.

طلب احمد سعيد تعزيز القوه العامله من المذيعين الجدد الذين عينوا بعد اول اختبار تجربه الاذاعة المصريه.

كان من نصيبي ان اكون المذيع الذي تم الحاقه للعمل بصوت العرب .ويوم بدات استقبلني احمد سعيد بترحيب حار وبدات مسيرتي المهنية مذيعا بصوت العرب وكان احمد سعيد يمازحني وهو يناديني يا تلت صوت العرب.واليوم وانا استرجع هذه الذكريات اسجل بكل العرفان فضلا لا انساه لاحمد سعيد فقد كان له فضل كبير في مؤازرتي وظيفيا ومهنيا رغم خلافات كثيرة في رؤانا.

ويبقي الحديث متصلا عن صوت العرب.