- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
الصين تخترق المجال الاستراتيجي للهند.. بهذه الطريقة
الصين تخترق المجال الاستراتيجي للهند.. بهذه الطريقة
- 3 أبريل 2024, 2:44:16 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أبرمت الصين، اتفاقية دفاعية مع جزر المالديف وبذلك تكون وجهت ضربة للسياسة الهندية إذ تقع المالديف في مجال نيودلهي الحيوي.
من جانبها، أعلنت الهند اليوم، عن خطط لإنشاء قاعدة بحرية جديدة قبالة الساحل الجنوبي الغربي للبلاد، وبالقرب من جزر المالديف، وذلك قبل يوم من توقيع جزر المالديف اتفاق دفاعي مع الصين في 5 مارس الجاري، وجاء الاتفاق بين الصين وجزر المالديف بعد أسابيع قليلة من طلب رئيس المالديف محمد مويزو بانسحاب القوات الهندية المتمركزة في البلاد التي مكلفة بعمليات الإغاثة من الكوارث والمهام الإنسانية.
وكانت وزارة الدفاع المالديفية قد أعلنت أن 25 من الجنود الذين نشرتهم الهند في جمهورية المالديف بدأوا الانسحاب من البلاد قبل 10 مارس الجاري، وسيتعين على الجنود وأفراد الدعم الهنود المتبقين في البلاد الانسحاب بحلول 10 مايو المقبل، حسب الاتفاق المبرم مع الهند.
وجاء الانسحاب بناءً على طلب رئيس جمهورية المالديف الجديد محمد مويزو، الذي أمر بعد فترة وجيزة من توليه منصبه في 17 نوفمبر 2023، بسحب أفراد الجيش الهندي وأصوله من البلاد والبالغ عددهم 89 عسكرياً، وهو القرار الذي ينظر له على أنه له علاقة قوية بالتنافس الصيني الهندي في المحيط الهندي وعلامة على فقدان نيودلهي أحد معاقل نفوذها التاريخية.
بلاد مسلمة صغيرة ذات موقع مهم للتجارة البحرية وللهند على وجه الخصوص
تقع جزر المالديف على طول الممرات البحرية التجارية التي تمر عبر منطقة المحيط الهندي؛ ما يمنحها أهمية استراتيجية كبيرة. وتعد الدولة الأرخبيل أحد الجيران البحريين المباشرين للهند في منطقة المحيط الهندي، حسبما ورد في تقرير لمنصة أسباب المتخصصة في الدراسات السياسية والاستراتيجية.
وجمهورية المالديف دولة صغيرة تبلغ مساحتها نحو 298 كلم مربعاً، وعدد سكانها نحو 500 ألف نسمة، 98.7% منهم من المسلمين، وتقع جزر المالديف المشهورة بشواطئها الخلابة على بعد نحو 70 ميلاً بحرياً من جزيرة مينيكوي الهندية وعلى بعد نحو 300 ميل بحري من الساحل الغربي للهند القارية، وموقعها في مركز الممرات البحرية التجارية التي تمر عبر المحيط الهندي تضفي عليها أهمية استراتيجية كبيرة للهند.
ولدى الهند والمالديف علاقات وثيقة منذ استقلالهما عن بريطانيا، خاصة منذ دور الهند في إفشال انقلاب وقع في جزر المالديف عام 1988 جرى تنظيمه بمساعدة المتمردين التامل في سريلانكا.
ومنذ ذلك الحين قدمت الهند مساعدات اقتصادية واسعة النطاق للمالديف، وشاركت في البرامج الثنائية لتطوير البنية التحتية والصحة والاتصالات وموارد العمل، وساهم بنك الدولة الهندي بأكثر من 500 مليون دولار أمريكي للمساعدة في التوسع الاقتصادي في جمهورية المالديف.
كما أدخلت الهند جمهورية المالديف إلى الشبكة الأمنية الهندية في عام 2009، بسبب مخاوف حكومة المالديف من احتمال سيطرة الإرهابيين على أحد منتجعاتها الجزرية نظراً لافتقارها إلى البلاد الأصول العسكرية وقدرات المراقبة.
وترى نيودلهي أن جزر المالديف مفتاح رئيسي لتعزيز المجال الأمني في المحيط الهندي ومواجهة صعود الصين الإقليمي. بينما تنظر بكين بقلق إلى تنامي قوة الهند العسكرية وتحركاتها الأخيرة نحو توثيق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة واليابان، الأمر الذي دفع الصين إلى تعزيز التعاون مع جميع الدول المتاخمة للهند، بما في ذلك جزر المالديف وسريلانكا، فضلاً عن أن وجود بكين في هذه الجزر يمنحها إمكانية الوصول إلى الممرات البحرية الرئيسية في المحيط الهندي.