- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
الضفة الغربية على صفيح ساخن.. هل تشعل حكومة نتنياهو انتفاضة فلسطينية ثالثة؟
الضفة الغربية على صفيح ساخن.. هل تشعل حكومة نتنياهو انتفاضة فلسطينية ثالثة؟
- 9 فبراير 2023, 7:13:18 ص
- 427
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اقتحامات متتالية لجيش الاحتلال في مدن الضفة الغربية خلال الأيام الماضية بلغت بالتوتر إلى ذروة غير مسبوقة إلا في الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ما عزز التوقعات بشأن اندلاع انتفاضة ثالثة، خاصة في ظل استشهاد 42 فلسطينيا منذ بداية العام الجاري، وإصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" وائتلافه الحكومي المتطرف على سياسات التصعيد.
فكثير من اقتحامات الجيش الإسرائيلي لمدن الضفة يأتي لتأمين اقتحام المستوطنين، كما جرى، فجر الأربعاء، شرقي نابلس، وتسبب في اندلاع اشتباكات في شارع عمّان بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال.
ونفذ مستوطنون إسرائيليون 849 اعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية خلال 2022، في 228 منها وقعت إصابات وفي 621 وقعت أضرار في الممتلكات، حسب ما أوردته وكالة "الأناضول" عن إحصاء للأمم المتحدة.
ويتوزع نحو 666 ألف مستوطن في 145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية (غير مرخصة من الحكومة الإسرائيلية) بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وفق بيانات لحركة "السلام الآن" الحقوقية الإسرائيلية.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، أن شابا وصل إلى مستشفى في نابلس بحالة توقف قلب وتنفس جراء إصابته برصاصة اخترقت الرأس من خلف الأذن وخرجت من الفم، مضيفة أنه جرى إنعاشه وهو الآن في العناية المكثفة.
وإزاء ذلك، حذرت وسائل إعلام إسرائيلية من أن الساحة الفلسطينية تزداد اشتعالاً أكثر مما يتصوره السواد الأعظم من الجمهور، ما ينبئ بانتفاضة ثالثة، وهو ما رجحه الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات الإسرائيلية اللواء احتياط "تامير هيمان".
وكشفت معلقة الشؤون السياسية في قناة "كان"، "غيلي كوهين"، أنّ القيادة الأمنية الإسرائيلية "قلقة جداً" من الوضع القابل للانفجار داخل المدن الفلسطينية.
قلق أمريكي
كما نقلت القناة الإسرائيلية عن مصدر مطّلع على الاجتماعات بين كبار المسؤولين الإسرائيليين ورئيسة قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية، "باربرا ليف"، أن الأمريكيين أيضا قلقون جداً مما يحدث في الضفة الغربية، ويخشون حدوث تصعيد.
فيما قال المعلق العسكري بصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية "رون بن يشاي"، إن الأحداث في جنين والقدس، على مدى اليومين الماضيين، "يمكنها رفع مستوى العنف الشديد، الذي تم احتواؤه نسبيا في الأشهر الأخيرة، إلى انتفاضة حقيقية يشارك فيها حشود من الفلسطينيين، ومتطرفون يهود".
وشدد المعلق الإسرائيلي على أن المهمة الرئيسية لقوات الأمن الإسرائيلية هي منع مثل هذا التصعيد.
يأتي ذلك فيما اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن التحذيرات بشأن انتفاضة فلسطينية ثالثة "تبدو متأخرة"، لأن "هناك من يرى أن الانتفاضة اندلعت بالفعل"، لافتة إلى أن العام الماضي كان الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وإزاء ذلك، تبدو جهود الإدارة الأمريكية منحازة إلى اتجاه الوساطة والاحتواء السياسي لنزع فتيل التوتر، ما بدا واضحا من زيارة وزير الخارجية "أنتوني بلينكن" إلى رام الله، ولقائه رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" بعد سلسلة لقاءات أجراها مع مسؤولين إسرائيليين، على رأسهم "نتنياهو".
وأبدت الولايات المتحدة قلقا كبيرا من مستوى التدهور الذي يمكن أن يتسبب به اليمينيون المتطرفون في حكومة "نتنياهو"، خاصة وزير الأمن القومي "إيتمار بن غفير، الذي كان أول ظهور علني له في المنصب في يناير/كانون الثاني الماضي ليتجول حول أكثر المواقع المقدسة حساسية في القدس محاطا بضباط حماية. ووصف المسؤولون الأمريكيون، وعلى رأسهم "بلينكن"، أي شيء يهدد الترتيبات الدقيقة للوضع الراهن في الضفة الغربية هناك بأنه "غير مقبول".
الوساطة المصرية
كما يقرأ عديد المراقبين لقاءات قيادات من حركتي "حماس" و"الجهاد" بالقاهرة في ضوء توجه أمريكي نحو تهدئة التوتر في الضفة الغربية، عبر دعم الوساطة المصرية.
وفي السياق، جاء إعلان حركة "حماس" أن وفدها القيادي، برئاسة "إسماعيل هنية"، رئيس المكتب السياسي، يناقش مع المسؤولين المصريين خلال زيارته للقاهرة، ملف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وكذلك بحث الآليات التي تعزز العمل الوطني، في الوقت الذي أنهى فيه وفد قيادي رفيع من حركة "الجهاد الإسلامي" سلسلة لقاءات في القاهرة، بحثت ذات الملفات.
لكن استمرار هجمات جيش الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية ينذر بتعطل الجهود التي تبذلها القاهرة وأطراف دولية أخرى بهدف إقرار التهدئة الكاملة قبل حلول شهر رمضان، الذي يتوقع فيه تصعيد خطير في حال بقيت الأمور على حالها.
أحد الأعياد اليهودية يتزامن مع رمضان، الذي تكثر فيه هجمات واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، ولذا تسابق الدبلوماسية الأمريكية والوساطة المصرية الزمن لتهدئة الأوضاع في الضفة الغربية قبل بداية الشهر.