العلاقة الإيرانية الحوثية تعرقل جهود السلام في اليمن.. كيف؟

profile
  • clock 11 فبراير 2023, 10:28:32 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الزيادة الأخيرة في شحنات الأسلحة الإيرانية إلى اليمن يشكل مصدر قلق لصانعي السياسات، فالحوثيون لا يشعرون بالقدرة في عقد صفقة مع السعودية بأنفسهم، وبدلاً من ذلك، يستفيدون بعلاقتهم مع إيران التي من المرجح أن تضع شروطا جديدة في محاولة لإعاقة السلام في اليمن.

هكذا علق تقرير "معهد دول الخليج في واشنطن" الذي ترجمه "الخليج الجديد" على تصاعد عمليات إرسال الأسلحة من إيران إلى حلفائها في اليمن.

ففي 6 يناير/كانون الثاني الماضي، اعترضت الولايات المتحدة 2000 قطعة سلاح هجومية كانت في طريقها من إيران إلى اليمن.

وبعد 9 أيام، احتجزت سفينة فرنسية زورقًا آخر محملاً بالأسلحة الإيرانية في طريقه إلى اليمن، كان يحمل إلى جانب البنادق الهجومية والذخيرة، 23 صاروخًا موجهًا متطورًا مضادًا للدبابات.

وحسب القيادة المركزية الأمريكية، كانت هذه رابع عملية ضبط كبيرة لأسلحة إيرانية تُرسل إلى اليمن خلال الشهرين الماضيين.

وشحنات الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين في اليمن ليست جديدة، فقد زودت إيران الحوثيين بالأسلحة مرارا، بما في ذلك مكونات الصواريخ الباليستية التي تسمح للجماعة باستهداف الرياض وأبوظبي ودبي، منذ عام 2017 على الأقل.

ولكن يبدو، حسب المعهد، أن هناك زيادة في الشحنات مؤخرًا، وهو أمر غير مرجح أن يُعزى إلى المزيد من الدوريات، أو ذكاء أفضل.

ويضيف التقرير: "هذه الزيادة في إرسال الأسلحة يأتي في أعقاب وقف إطلاق النار لمدة 6 أشهر والهدوء النسبي في القتال، أمر مثير للقلق".

ويتابع: "بات لإيران الآن ما يكفي من النفوذ مع الحوثيين لإفشال أي اتفاق سلام طويل الأجل بشكل فعال".

ويشير المعهد إلى أنه "من حقائق الحرب في اليمن أنه كلما طالت الحرب اقترب الحوثيون وإيران.. وهذه في حد ذاتها مفارقة مأساوية، حيث خاضت السعودية حربًا في اليمن منذ مارس/آذار 2015 لمنع هذا السيناريو بالضبط".

وكانت السعودية قلقة من أن الحوثيين، الذين سيطروا على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، قد يصبحون وكيلًا إيرانيًا على غرار "حزب الله" على حدودها الجنوبية.

ووفق المعهد "دفعت الحرب التي قادتها السعودية، والتي كان تخطيطها سيئًا وإدارتها أسوأ، بالحوثيين إلى أحضان إيران".

ففي السنوات التي سبقت التدخل العسكري عام 2015، كان لدى الحوثيين وإيران أفضل ما يمكن وصفه بأنه عامل جذب متبادل، فنظرة إيران إلى الحوثيين تكمن في أنهم جماعة يمكن أن تسبب ألما للسعودية، بينما رأى الحوثيون إيران صديقا محتملا ونقطة مقابلة للسعودية.

لكن لا يزال هناك قدر من الحذر على كلا الجانبين، فالحوثيون تقليديون ويمثلون "الشيعة الزيديين"، وهو ما يختلف عقائديًا عن طائفة الشيعة الإثني عشرية التي تحكم إيران.

وبين عامي 2014 و2017، خاصة مع دخول عقوبات الأمم المتحدة ضد الحوثيين حيز التنفيذ، بدأت إيران في تقديم المزيد من المساعدة، سواء في شكل أسلحة أو مساعدات اقتصادية.

وكان دعم إيران للحوثيين خلال هذه الفترة، سياسة منخفضة التكلفة وعالية المكاسب لسنوات، فتشحن إيران بعض الأسلحة وترسل بعض المستشارين، وتغرق السعودية في حرب لا تستطيع الفوز بها، وكلفتها الملايين والملايين، ودمر سمعتها لدى المشرعين الأمريكيين.

ولكن سرعان ما اعتمد الحوثيون، الذين أصبحوا معزولين دوليًا بشكل متزايد على إيران كواحدة من أصدقائهم الموثوق بهم الوحيدين.

وازدهرت تلك الصداقة وتحولت إلى تحالف في عام 2017، عندما بدأت إيران في توريد مكونات الصواريخ الباليستية وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار والمستشارين العسكريين من إيران و"حزب الله" إلى اليمن.

وحسب المعهد، فإن صواريخ "سكود" التي استولى عليها الحوثيون من مستودعات صنعاء عقب السطيرة عليها، كان مداها حوالي 185 ميلاً، ما سمح للحوثيين بإطلاقها عبر الحدود اليمنية مع السعودية، لكنها لم تقترب من تهديد الرياض.

تغير هذا عندما بدأت إيران في تزويد الحوثيين بصواريخ باليستية طويلة المدى يزيد على 550 ميلاً، تم إطلاق أولها في مايو/أيار 2017.

ومن خلال إمداد الحوثيين بهذه الصواريخ التي أتاحت الفرصة لانتقال الحرب إلى السعودية والإمارات، أظهرت إيران أهميتها للحوثيين فضلًا عن مكانتها المتفوقة داخل التحالف.

لكن هجمات سبتمبر/أيلول 2019، على منشآت النفط السعودية في بقيق وخريص، أشارت إلى واقع متغير.

ومع مرور نحو 9 سوات على الحرب في اليمن، تبحث السعودية والإمارات بشدة عن مخرج من اليمن، في الوقت نفسه، يتطلع النظام الإيراني إلى تخفيف الضغط بعد شهور من الاحتجاجات.

ولكن حسب المعهد، فإن الحوثيين لا يشعرون بالقدرة في عقد صفقة مع السعودية بأنفسهم، وبدلاً من ذلك، قد يطبقون الشروط من خلال اتصالاتهم مع إيران.

ويضيف: "من المرجح أن تتعامل إيران مع مطالب جديدة في محاولة لإعاقة السلام في اليمن، وذلك للضغط على السعودية".

وقبل أيام، نقلت وكالة "أسوشييتد برس"، عن مسؤول في الأمم المتحدة، أن السعودية وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، أعادوا إحياء المحادثات الثنائية، حيث يأمل الجانبان في تعزيز وقف إطلاق النار غير الرسمي، وتمهيد الطريق لإنهاء الحرب الأهلية الممتدة منذ سنوات.

لكن المراقبين، يقولون إنه من غير المرجح أن تسفر جولة المحادثات الحالية بين السعودية والحوثيين عن اتفاق حول القضايا الجوهرية أو حتى الجزئية.

ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

كلمات دليلية
التعليقات (0)