- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
الغاز القطري في دائرة الصراعات الدولية
جلال نشوان يكتب :
الغاز القطري في دائرة الصراعات الدولية
- 4 فبراير 2022, 7:50:10 م
- 643
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
استقبله الرئيس بايدن ، استقبالاً متميزاً ، استقبال الحلفاء ،
استقبال لم يحظى به أي زعيم عربي ،
إنه أمير قطر( الشيخ تميم بن حمد ٱل خليفة ) ، الذي جاء مستقلاً طائرته من الدوحة إلى واشنطن ، ليقدم ولاء الطاعة العمياء ، لسيده بايدن والهدف واضح وجلي ،وهو تدمير الاقتصاد الروسي ، وبحث إمكانية مد أوروبا بالغاز القطري ، بديلاً عن الغاز الروسي ، إذا استمر الاحتقان بين روسيا وأوكرانيا وهنا يداهمنا السؤال الأكثر إلحاحاً:
في حال غزت روسيا أوكرانيا ، هل تستطيع قطر سد إحتياجات أوروبا من الغاز ؟
بايدن ( ثعلب السياسة الأمريكية ) وضع نصب عينيه تدمير أقتصاد روسيا ، بدلاً من حرب قاسية ، قد يدفع ثمنها العالم كله
العالم يتغير ، والعصر عصر الاصطفاف ، وعهد اصطفاف الدول الكبرى ، ولى وبلا رجعة ، فقطر الدولة الصغيرة ، هي من إنقذت الولايات المتحدة الأمريكية من وحل أفغانستان ، حيث تم التفاهم على كل شئ ، وخرجت العلم الإمريكي يجر أذيال الخيبة ، حتى وصف المراقبون الخروج الأمريكي بالهروب
وفي الحقيقة :
يعتمد الاقتصاد على تصدير الغاز إلى أوروبا ، حيث تغطي روسيا أكثر من 60٪ من الاحتياجات الأوروبية ، وإذا نجح بايدن في مسعاه ، فإن الإقتصاد الروسي ، سيتأثر بشكل كبير
وهنا نتساءل :
هل ينجح العجوز بايدن في ذلك ؟
إن حسابات السياسة وأوهام القوة ، لم تعد تجدي نفعاً ، فالولايات المتحدة الأمريكية تارة تستخدم القوة الناعمة لإستمالة الأنظمة في العالم ، وتارة عن طريق أجهزتها الاستخبارية (cia) ، فهي الدولة العظمى في العالم التي تمتلك من الإمكانيات ما لا تمتلكه دول أخرى
المطبخ الأمريكي أعد وجبة سياسية ، في حال فشلت مفاوضات فيينا ، وهي اصطفاف العديد من الدول العربية ، على أن تكون العصا الغليظة بيد الكيان الغاصب ( شرطي المنطقة ) ويفسّر ذلك التحركات الأخيرة في المنطقة، وبدأت بزيارة غانتس ، و هرتسوغ، ، ويبقى السؤال :
ماذا عن اللاعب التركي ؟
استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية ، الحد من طموحاته وانزاله من أعلى الشجرة والسير في ركب حلفاء أمريكا ، وزيارات قادة الكيان الغاصب ، تدل دلالة واضحة على أن هناك متغيرات سياسية إقليمية كبيرة ، ستشهدها المنطقة
روسيا التي تنتظر من الولايات المتحدة الأمريكية والاوربيين تقدم ضمانات أمنية ، الا أن ذلك لم يحدث فالاستفزازات الأميركية والأطلسية في أوكرانيا ضد روسيا، قد تتوسّع لتمتدّ إلى روسيا البيضاء، عبر بولندا ورومانيا ودول البلطيق وأوروبا الشرقية
المشهد يدل على حالة الاحتقان الكبرى ، وبوتين بات منزعجاً ، لذ طار إلى الصين ، لبحث كافة الاحتياطات اللازمة ، وتسويق الغاز الروسي إلى الصين لأن واشنطن تقوم ببناء تحالفات مع دول العالم لحصار الصين وروسيا ،
لقد مولت معظم ثورات الربيع العربي ، انسجاماً مع قرار الإدارة الأمريكية التي ارتأت تغيير الأنظمة التقليدية ،وهنا نستذكر موقف الرئيس بشار الأسد الذي رفض مد الغاز القطري عن طريق سوريا باوروبا وهذا الموقف كان أحد أبرز أسباب هذا الربيع الإمريكي الذي اجتاح العالم العربي ، والذي كان يهدف إلى تقسيم العالم العربي إلى دويلات صغيرة نتبع الكابوي الأمريكي
كان الهدف من هذا المشروع ، مساعدة أوروبا على التخلص من الغاز الروسي، وإنزال ضربة مماثلة بالغاز الإيراني والغاز الفنزويلي. وهو ما سعت إليه واشنطن خلال مؤامرتها الأخيرة في كازاخستان، ولاحقاً عبر خططها الجديدة في نقل غاز قبرص والكيان إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا، بمساهمة قطرية أيضاً.
كل ذلك مع الحديث عن مشاريع أخرى لنقل الغاز من تركمانستان وكازاخستان إلى أذربيجان عبر بحر قزوين، ليتم نقله إلى تركيا، ومنها إلى أوروبا، بواسطة الأنابيب التي تنقل الآن غاز أذربيجان وبترولها إلى ميناء جيهان التركي المطلّ على البحر الأبيض المتوسط، ويغطّي نحو أربعين في المئة من حاجة الكيان الغاصب إلى البترول.
النظام الرسمي العربي ، في تنافس شديد ، أيهما الأكثر طاعة للسيد الأمريكي ودائماً المشاريع الأمريكية في خدمة الكيان الغاصب وللأسف كافة المشاريع السياسية الأمريكية ، محصلتها ، ضمان الكلمة العليا للصهاينة النازيين الذين يرتكبون المجازر بحق أبناء شعبنا
حسابات السياسة ، حسابات قذرة ، إذ كيف سُمح لطائرتي رئيس الكيان الغاصب ، ووزير الجيش الصهيوني أن تعبرا الأجواء العربية ؟
أي عار ؟
وأي مهانة ؟ وأي ذل ؟!!!!!
أين دعاة الأمة وعلمائها ؟
أين المفكرون والمثقفون ؟
أين الأدباء وأساتذة الجامعات والطلاب؟
وغني عن التعريف :
أن التطبيع لم يكن وليد اليوم ، بل كانت التطبيع والتنسيق منذ عقود ، ولكنه كان في الخفاء ،
الشعب الفلسطيني لم يكن يراهن على النظام الرسمي العربي منذ فترة طويلة ، لأن التطبيع والتحالفات الإقليمية والدولية وعقد الاتفاقيات الأمنية ودخول دول عربية على خط الأزمات الدولية ، هو النظام العربي في طريقه إلى الانهيار الشامل، وفلسطين كانت تعرف حقيقة الوضع، لكنها لم تكن ترى بضرورة المجاهرة بهذا الانزلاق الفج وتحول التطبيع الى غرام سياسي
ن هذا الانهيار مستمر، وللأسف حتى الدول العربية ذات الثقل الإقليمي منساقة وراء التطبيع الكامل، وعدم مجاهرتها ضد الانزلاق هو القفز على الحقوق الوطنية الفلسطينية
إن هذه المتغيرات الإقليمية الجديدة تجعلنا نشعر بالحسرة والألم والحزن ، لما يحاك من تدمير لامة مجيدة ، ناضل الأحرار والشرفاء من أجل تطهير الأمة من الاستعمار ، فهل ينسى التاريخ الزعماء الذين أفنوا حياتهم من أجل شعوبهم
هل ننسى الأمة الزعماء الأحرار ( جمال عبد الناصر ، وصدام حسين , وهواري بومدين ، وياسر عرفات ؟!!!!
تضحيات جسام ، قدموها إلى أمتهم العربية المجيدة ، وللأسف وبدلاً من أن يحافظوا على هذا الإرث الحضاري والوطني الكبير ، أضاعوه باتفاقيات العار التي تخدم الكيان الغاصب ، وبدلاً من أن تنتفع الشعوب بخيرات بلادهم ، جعلوا ثروات وخيرات بلادهم في دائرة الصراعات الدولية الكبرى