المخاطر الخفية للذكاء الاصطناعي في الحرب: استراتيجية إسرائيل القائمة على البيانات في غزة

profile
ألطاف موتي كاتب باكستاني
  • clock 21 ديسمبر 2023, 3:31:22 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الذكاء الاصطناعي هو مصطلح واسع يشير إلى قدرة الآلات أو البرامج على أداء المهام التي تتطلب عادة الذكاء البشري مثل الإدراك والاستدلال والتعلم واتخاذ القرار وحل المشكلات. الذكاء الاصطناعي له العديد من التطبيقات والآثار المترتبة على الحرب الحديثة ، داخل ساحة المعركة وخارجها. سنستكشف هنا كيف يساعد الذكاء الاصطناعي الجيش الإسرائيلي في اختيار أهداف القصف في غزة، والآثار والتحديات الناجمة عن استخدامه في الحرب. 


الإنجيل: نظام إنشاء الأهداف القائم على الذكاء الاصطناعي في إسرائيل
وفقا للتقارير ، تستخدم إسرائيل نظاما قائما على الذكاء الاصطناعي يسمى "الإنجيل" لتوليد وتحديد أولويات الأهداف لضرباتها الجوية في غزة. الإنجيل عبارة عن منصة تقوم بجمع وتحليل البيانات من مصادر مختلفة مثل صور الأقمار الصناعية ولقطات الطائرات بدون طيار والاستخبارات البشرية ووسائل التواصل الاجتماعي لتحديد الأهداف المحتملة المرتبطة بحماس. ثم يخصص الإنجيل درجة لكل هدف، بناء على أهميته وإلحاحه ومخاطر الأضرار الجانبية، ويرسل القائمة إلى قادة جيش الدفاع الإسرائيلي للموافقة عليها وتنفيذها. ويدعي جيش الدفاع الإسرائيلي أن الإنجيل قد زاد بشكل كبير من سرعة ودقة عملية تحديد الأهداف. 


تداعيات وتحديات استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب
ومع ذلك، هناك أيضًا مخاوف وانتقادات بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في حملة القصف الإسرائيلية.  بعض القضايا تشمل:
- انعدام الشفافية والمساءلة للإنجيل وخوارزمياته: 
من غير الواضح كيف يجمع الإنجيل البيانات ويتحقق منها ويعالجها، وكيف يحدد درجة الأهداف وترتيبها. كما لا توجد رقابة أو مراجعة مستقلة لقرارات الإنجيل وأفعاله.


- احتمالية وجود أخطاء وتحيزات في البيانات والخوارزميات: 
قد يكون الإنجيل غير مكتمل أو غير دقيق أو قديم أو تم التلاعب به ، وقد تحتوي الخوارزميات على تحيزات متأصلة أو مكتسبة تؤثر على أحكامها. على سبيل المثال، قد يعتمد الإنجيل على منشورات خاطئة أو مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو قد يفضل أنواعًا معينة من الأهداف على أخرى بناءً على البيانات التي يتلقاها.


- الآثار الأخلاقية والقانونية لتفويض القرارات البشرية للآلات: 
يثير استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب تساؤلات حول المسؤولية الأخلاقية والقانونية للمشغلين والقادة البشريين ، واحترام مبادئ القانون الدولي الإنساني ، مثل التمييز والتناسب والاحتياط. على سبيل المثال، من المسؤول إذا أخطأ الإنجيل أو تسبب في ضرر مفرط؟ كيف يمكن للجيش الإسرائيلي أن يضمن أن الإنجيل يحترم حقوق وكرامة المدنيين في غزة؟ كيف يمكن للجيش الإسرائيلي التحقق من أن الأهداف مشروعة ومتناسبة مع التهديد؟ 
ويؤثر استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب أيضا على العلاقات الدولية والدبلوماسية، لأنه يضع مواضيع جديدة على جدول الأعمال الدولي مثل آثاره الأخلاقية والقانونية والاجتماعية، ووضع معايير وقواعد له، وإدارته وتنظيمه. وتتطلب هذه الموضوعات تعاونا متعدد الأطراف وحوارا بين مختلف الجهات المعنية مثل الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص. 
كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب يتحدى العلاقات الجيواستراتيجية لأنه يمكن أن يعزز القوة العسكرية والاقتصادية والمجتمعية للبلدان التي لديها قدرات متقدمة في الذكاء الاصطناعي، ويخلق عدم تناسق وعدم مساواة بين البلدان التي لديها مستويات مختلفة من تطوير الذكاء الاصطناعي واعتماده. يمكن الذكاء الاصطناعي أيضا خلق فرص وتهديدات جديدة للأمن القومي والاستقرار الدولي مثل الهجمات الإلكترونية والأسلحة المستقلة وحملات التضليل.
ويعد استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب أيضًا بمثابة أداة للدبلوماسيين والمفاوضين، حيث يمكن أن يساعد في جمع البيانات وتحليلها، وتوفير دعم القرار، وصياغة الوثائق وترجمتها، وتسهيل التواصل والتعاون. كما يمكن أن يساعد في مراقبة وتنفيذ الاتفاقيات والمعاهدات الدولية مثل اتفاق باريس بشأن تغير المناخ أو الاتفاق النووي الإيراني. 
ويواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب أيضا  معارضة ومقاومة، من داخل إسرائيل وخارجها على حد سواء. تشمل مصادر وحجج المعارضة ما يلي:
- منظمات حقوق الإنسان ونشطاء مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ، الذين وثقوا ونددوا بانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي التي ارتكبها جيش الدفاع الإسرائيلي في غزة ، ودعوا إلى إجراء تحقيق ومساءلة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب.
- الهيئات الدولية والحكومات، مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية والإسلامية، التي أعربت عن قلقها وإدانتها لهجمات الجيش الإسرائيلي على غزة، وحثت على وقف إطلاق النار والحل السلمي للصراع. 
- بعض المواطنين الإسرائيليين والجماعات الإسرائيلية، مثل المستنكفين ضميريًا، ونشطاء السلام، والصحفيين الذين عارضوا واحتجوا على العمليات العسكرية للجيش الإسرائيلي في غزة، وشككوا في أخلاقية وقانونية استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب.
في الواقع، إن استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب هو قضية معقدة وحساسة تنطوي على العديد من العوامل ووجهات النظر. الذكاء الاصطناعي هو تقنية قوية وتحويلية يمكن أن يكون لها تأثيرات كبيرة على سلوك الحرب ونتائجها، ويتطلب استخدامًا مسؤولًا وخاضعًا للمساءلة من قبل جميع الجهات الفاعلة المعنية. وتثير قضية استخدام إسرائيل الذكاء الاصطناعي لاختيار أهداف قصف في غزة العديد من الأسئلة والمناقشات المهمة لمستقبل الذكاء الاصطناعي في الحرب. 

 

التعليقات (0)