- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
المد الإسلامي الأخضر لايزال يفتح قلوب الغربيين (الحلقة 19)
المد الإسلامي الأخضر لايزال يفتح قلوب الغربيين (الحلقة 19)
- 1 مايو 2021, 4:52:40 م
- 938
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قصة إسلام جونثان بيرت ابن رئيس شبكة الـ بي بي سي
شاهد شريكه المسلم في الغرفة فأعجب بسلوكه فبدأ يسأل عن هذا الدين وأثمر الحوار عن إسلامه
رفض دراسة علم اللاهوت واختار مقارنة الأديان وحصل فيها علي مرتبة الشرف
رغم حياته المترفة اختار العمل في مكتبة لبيع الكتب الاسلامية ليشرح للروادها فضائل الاسلام
ينتشر الإلحاد بين المسلمين الحاليين سواء كانوا عربا أو عجما، ربما بسبب شيوخ الإسلام المعتمدين لدي الحكومات الفاسدة،
الذين يُخَدِّمون علي الحاكم الظالم، ويقومون بليّ عنق الدين لصالحه، مما كرَّه الكثيرين في الإسلام، فألحدوا أ
و علي الأقل لم يعد الدين هاما بالنسبة لهم، يسير الإسلام بخطي ثابته بمده الأخضر في قلوب الغرب غير المسلم، فيدخل بنعومته وثباته وحقائقه العلمية والروحية والنفسية،
وبإعجازه العلمي الذي يجبرهم علي النظر بعيون واسعة مدققة وبعقل متفتح ليدخلوا إليه واثقي الخطي معلنين إسلامهم بل يتحولون من الدعوه لغيره ومحاولات النيل منه إلي الدفاع عنه
والزود عن تعاليمه وكشف ما به من أسرارلمن يريد الإيمان، ليتحقق قول الرسول الكريم
: " َقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) صحيح مسلم ..
ويقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولايترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل،
عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر" (مسند الإمام أحمد) ..
وكأن حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم يتحقق في كل مسلم جديد يدخل إلي الإسلام
وهو في الأصل غربيا أو غريبا عنه بل أنه نشأ في بيئة تكره أو معظمها يكره كل ما هو مسلم وبطلنا اليوم هو جوناثان بيرت ابن جون بيرت مدير عام هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" ...
.... وُلد ((جونثان)) في لندن ، ولم تبدُ عليه منذ صغره أي دلالات عن اهتمامه بالدين وذلك لنشأته المُترفة في عائلة ثرية مشهورة
، كما لم يهتم والده الكاثوليكي بتنشئته إيمانيا .. حيث يقول والده : «لم أكن رجل دين ولكن كنت أحترم الدين».
انتهى ((جونثان)) من دراسته الثانوية والتحق بجامعة مانشستر البريطانية لدراسة العلوم السياسية والتاريخ، وفي الجامعة تقابل مع طالب مسلم زميل له في الغرفة ،
شاهد سلوكه وراقب تصرفاته وطريقته في الحياة، وبتحاور بسيط أدى الى تغيير تفكيره عن الدين الذي كان لا يكترث به .
وقد دفعت نظرته الجديدة للدين والحياة لاختياره مادة (( مقارنة الأديان)) في معهد الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن في درجة البكالوريوس،
وحصل على مرتبة الشرف من الدرجة الأولى في هذه المادة الدراسية، وقال أصدقاؤه بعد هذا الحماس الظاهر: إن جونثان يعتقد أن أفكاره ووجهات نظره يمكن أن تتوهج عبر الإسلام.
يقول جونثان : كان عليَّ ان أدرس مقررين ، أحدهما في علم اللاهوت – مسألة الإله – (مقدمة في التراث العلمي للعهدين القديم والجديد)
وشعرت انه مثير للاهتمام لكن ليس عليَّ ان اتبعه، والمقرر الثاني وضعوه لنا عشوائيا عن الاسلام، ولم يكن عندي أي فكرة عن الاسلام إلا أن هذا المقرر تم تدريسه لنا من
“ميسم الفاروقي” ((ابنة الدكتور اسماعيل الفاروقي يرحمه الله الذي استشهد هو وزوجته في ظروف غامضة في الولايات المتحدة الامريكية)) .
وبدأ حب ((جوثان)) للإسلام يتوهج في قلبه، فقرر ان يعمل في عطلته الاسبوعية يومي السبت والاحد في وفي العطلة الدراسية الصيفية في مكتبة إسلامية متخصصة في بيع الكتب
والنشرات الإسلامية حتى يخالط المسلمين ويقرأ أكثر عن الاسلام ، فازداد حبه أكثر للإسلام، وقرر أن يكون ايجابيا بالدخول في محاورات ونقاشات مع رواد المكتبة وزبائنها حول الاسلام،
بل ويشرح لهم رؤية الإسلام العظيم في معالجة القضايا العالمية .
ويستطرد جونثان: قرأت كتاب محمد أسد "الطريق الى مكة"، وترجمة معاني القرآن الكريم الذي أدهشني، والحقيقة شعرت بعدها أنني مسلم، وتوقفت عن أكل لحم الخنزير وشرب الخمر، ثم توجهت الى جمعية الطلبة المسلمين وقلت لهم انني مهتم بأن أصير مسلما.
وقرر ذلك الشاب البريطاني سليل العائلة العريقة اعتناق الاسلام رسميا، وتغيير حياته كليا ، فاختار لنفسه إسماً قرآنيا ((يحيى)) والمذكور في سورة مريم : (( يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (12)) سورة مريم.
وسعيا لاستكمال حياته على النهج الاسلامي، قرر ((جونثان – يحيى)) الزواج من فتاة مسلمة ملتزمة بدين الاسلام، وفي شهر يوليو عام 1997م تزوج من ((فتاة هندية مسلمة إسمها فوزية بورا))
تعمل صحفية وهي حاصلة على مرتبة الشرف في اللغة الإنجليزية من جامعة أكسفورد، و تُحَضِّر الماجستير في "تاريخ مصر الوسيط" في جامعة أكسفورد البريطانية،
ولم يقضيا شهر العسل في اللهو والشواطئ العارية، إنما قَضَيَا شهر العسل في زيارة القدس ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسوريا والأردن والاثار الاسلامية والمسيحية إيمانا منهما بأن هذه المنطقة العربية مهد الحضارات الانسانية ..
ويقول جونثان : إننا أمة الاسلام، أمرنا الله بالدعوة إلى الله وبالموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)،
«النحل: 125». ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “بلغوا عني ولو آية”.
كذلك التحق بدورة في الدراسات العليا خاصة بتدريب المعلمين في جامعة واريك، وبعد بضعة أسابيع من انتهاء الدورة، اختار جونثان العمل في مركز إسلامي،
ويقول أصدقاؤه: إن جونثان يعتقد أن أفكاره ووجهات نظره يمكن أن تتوهج عبر الإسلام، وكان في تلك الفترة يمضي أيام الأسبوع من الإثنين إلى الجمعة مع أسرته في جنوب لندن، بينما يقضي عطلة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد مع زوجته في أكسفورد.
ويرفض جونثان الحديث لوسائل الإعلام البريطانية المختلفة عن حياته الخاصة. كما يرفض مناقشة قضايا تتعلق بإيمانه وإسلامه؛ إذ يرى أن هذه المسائل ليست للمناقشة العامة، لكنه في الوقت نفسه ليس بشخص انطوائي أو يتهيب الملتقيات العامة،
بل في سبيل الدعوة إلى الله لن يتردد في الحديث إلى الناس ومجادلتهم بالتي هي أحسن. ويقول: إن الإسلام يأمرنا بالدعوة إلى الله وبالموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن،
حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز "ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن". وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية".
أما رفضه الحديث لوسائل الإعلام البريطانية عن حياته الخاصة وعن إسلامه فيقول فيه :"فلأن ذلك أمر يخصني ولا يهم أحدًا سواي".
كما قال بيرت الابن: إن والدي شخصية عامة ورجل إعلام معروف ولكن أنا لست كذلك، وهذا أيضًا دليل على الاختلاف الحقيقي بينه وبين والده.
فيما قال بيرت الأب: إنني سعيد للغاية بحياة ابني الشخصية. كما أنني سعيد بزواجه من فوزية بورا الصحافية الهندية المسلمة.
بعض الحلقات السابقة :
المد الإسلامي الأخضر يغزو قلوب الغربيين الحلقة 18
المد الإسلامي الأخضر يغزو قلوب..الحلقة 17
المد الإسلامي الأخضر يغزو قلوب الغربيين الحلقة 16