المد الإسلامي الأخضر يغزو قلوب الأوربيين الحلقة 11

profile
عماد الصابر كاتب صحفي وشاعر مصري
  • clock 23 أبريل 2021, 4:43:36 م
  • eye 826
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01


داعيهم هو القرآن .. 

قصة السويدي ميكائيل بليخيو الذي أصبح أسلم وافتتح مدرسة لتعليم أبناء المسلمين تعاليم دينهم

مات أبوه وقسي عليه أخوه فارتاد الحانات حتي تعرف علي عائلة إريترية مسلمة غيرت مجري حياته

بعد الإسلام تنكرت له عائلته وطردوه فأسكنه المسلمون في قلوبهم وفتحوا له بيوتهم

الإسلام سيصبح بالتأكيد الديانةِ الأكثرِ انتشارًا من شمالِ أوروبا إلى جنوبها و فرنسا أبلغ مثا

 ينتشر الإلحاد بين المسلمين الحاليين سواء كانوا عربا أو عجما، ربما بسبب شيوخ الإسلام المعتمدين لدي الحكومات الفاسدة، 

الذين يُخَدِّمون علي الحاكم الظالم، ويقومون بليّ عنق الدين لصالحه، مما كرَّه الكثيرين في الإسلام، فألحدوا أو علي الأقل لم يعد الدين هاما بالنسبة لهم

، يسير الإسلام بخطي ثابته بمده الأخضر في قلوب الغرب غير المسلم، فيدخل بنعومته وثباته وحقائقه العلمية والروحية والنفسية،

 وبإعجازه العلمي الذي يجبرهم علي النظر بعيون واسعة مدققة وبعقل متفتح ليدخلوا إليه واثقي الخطي معلنين إسلامهم

 بل يتحولون من الدعوه لغيره ومحاولات النيل منه إلي الدفاع عنه والزود عن تعاليمه وكشف ما به من أسرارلمن يريد الإيمان،

ليتحقق قول الرسول الكريم : " َقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) صحيح مسلم ..

ويقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولايترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل،

 عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر" (مسند الإمام أحمد) ..

 

أصبحت ظاهرة المتحولين إلى الإسلام في الغرب ملفتةً للنظر, فأعداد الغربيين الذين أسلموا ويسلمون باتت مدهشةً للغاية,

 ولم يعد الأمرُ مقصورًا على فئةٍ دون أخرى بل إن المتحولين إلى الإسلام في الغرب ينتمون إلى الجنسين معًا,

 وإلى مختلف المستويات العلمية والأكاديمية, كما فعل الفيلسوف السويديِ هوجان لارسون الذي سبق أن أعلن عن إسلامِه في السويد,

 بعد دراساتٍ مستفيضةٍ عن الإسلام، قام بها لارسون الذي توَّج كلَّ ذلك بإعلان إسلامه في مدينة مالمو في الجنوب السويديّ,

 ومن هؤلاء السويديِّ ميكائيل بليخيو الذي سمّى نفسه إبراهيم, لم يكتف بإعلان إسلامه، بل تعمَّق في الدراسات الإسلامية، 

وفتح مدرسةً إسلاميةً في مدينة أوبسالا السويديَّة لتعليم أبناءِ الجاليةِ المسلمةِ في السويد تعاليمَ دينهم... 


وعن حياته قبل الإسلام يقول : على امتداد حياتِي، ومنذُ أن بدأتْ ذاكرتي تعِي، كنت على الدوام أُؤْمِنُ بأنَّ الله موجودٌ,

 لكن هذا الاعتقادَ لم يكنْ مؤثِّرًا في حياتِي, أو موجِّهًا لها, فهذا الاعتقاد كان في وادٍ, و حياتِي في وادٍ آخر. 

لقد كانت حياتِي مليئةً بالمشاكلِ والعُقَد والانكساراتِ, فقد توفِّيَت أُمِّي عندما كان عمري 14 سنة,

 و سافر أبِي إلى منطقةٍ أخرى وسكنَ فيها, وتولَّى أخِي الأكبر رعايتِي, و كان قاس في رعايته لي, 

الأمرُ الذي جعلني أتوجَّه إلى شُرب الخمورِ وتَعَاطِي المخدرات –الحشيش على وجه التحديد.. 

والحمد لله أنَّنِي اكتشفتُ الإسلامَ, الذِي منحني الطمأنينة واليقين والأمان، ونقلنِي من دوائر الضياع والتهلكة إلى دائرةِ النور والاستقرار والعبودية

, وقد قادنِي اكتشافِي للإسلامِ إلى معرفة كمْ تضر الجاهليةُ بالإنسانِ, وكمْ هي الهدايةُ خَلاقّةٌ ورائعةٌ وتصونَ فطرةَ الإنسانِ...


يقول:عندما كان عمري 17 سنة تعرَّفتُ على عائلةٍ من إريتريا تقيم في السويد, وكنت عندما أزورُ هذه العائلةَ كنَّا نتناقشُ حول الدياناتِ والإسلامِ,

 والخصوصيةَ الموجودةَ في الإسلامِ، وما إلى ذلك من المواضيعِ ذات الصِّلةِ, وهذه النقاشاتُ لم تكن لتوصِّلَني إلى الإسلام,

 فقد كنتُ أعتبرُها مجرد نقاشاتٍ عادية خصوصًا بعد أن استقرَّ آلافُ المسلمين في السويد وأصبحوا ظاهرةً حقيقيةً,

 وأعترفُ أيضًا أنَّنِي بدأتُ أُحِبّ هذه النقاشاتِ الحيويّة, وعندما بلغتُ سنّ العشرين استعرتُ النَّسخةَ السويديَّة من القرآنِ الكريمِ

 وأخذتُ أقرأُ بتمعُّنٍ كلَّ ما وَرَدَ في القرآنِ الكريمِ, وكان يهُمُّنِي في هذه المرحلةِ عقدُ مقارنةٍ بين الإنجيل، وقد كنت قرأتُه والقرآنَ الذي تعرفتُ عليه حديثًا

 والطريفُ أيضًا أنَّ العائلةَ الإريترية قالتْ لي: أنَّ القرآنَ مقدسٌ بالنسبةِ للمسلمين ولا يجوزُ لمسهُ إلاَّ إذا كان الإنسانُ متوضئًا, 

ونصحوني بالوضوءِ لقراءةِ القرآنِ الكريمِ, فوجدتُ نفسي أتوضأُ تلقائيًا بعد أن دلُّوني إلى كيفيةِ الوضوءِ..

وضعتُ القرآنَ الكريمَ التي تُرجِمتْ معانيهُ إلى اللغةِ الإنجليزيةِ والتي قامَ بها عبدُ الله يوسف في كيسٍ, وفي داخلِهِ قَصَاصَةُ ورقٍ كُتبَ عليها كيفيةُ الوضوء,

 و توجهتُ إلى بيتي, حيث توجهتُ رأسًا إلى الحمامِ، وبدأتُ بالوُضوءِ كما كُتبَ ليَ على الورقةِ, وعندما انتهيتُ من الوضوءِ شعرتُ بإشراقةٍ مَا في قلبي،

 وأحسسْتُ براحةٍ عجيبةٍ جديدةٍ عَليّ, وبعد الوضوءِ شَرَعْتُ في قراءةِ معاني القرآنِ الكريمِ.

اللهُ أكبرُ, مشاعر عدةٍ انتابتْنِي وأنا أقرأُ القرآنَ, فرحٌ داخليٌ وانفراجةٌ في الصدر, وأدركتُ تلقائيًا أنَّني مسلمٌ..و ظلَلْتُ أقرأُ القرآنَ الكريمَ, وأقرأُ, لم أشعرُ مطلقًا بالمللِ,

 وبعد ثلاثةِ أسابيعَ مِن قراءةِ القرآنِ وبعض الكتبِ نطقتُ بالشهادتين, قائلا: أشهدِ أنْ لا إلهَ إلاَّ الله وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِr.

وبعد أن أسلمتُ لم أتمكن من الذَّهابِ إلى المسجدِ لإعلان شهادةِ إسلامِي, كنتُ أظنّ أنَّ المسلمين، وكما يصوِّرهمُ الإعلامُ الغربيّ أصحابَ لحىً طويلةً وكثيفةً ويحملونَ دومًا سَكَاكِينَ لِقَتْلِ الناسِ,

 لكن وعندما توجهتُ إلى المسجد وجدتُ كلَّ الرِّعاية من المسلمين الذين ساعدوني واستوعبوني.

ويضيف : يعتبر الإسلامُ من الدياناتِ الأكثرِ انتشارًا في أوروبا، ويمكن القولُ أنَّ للإسلامِ مستقبلًا كبيرًا في أوروبا، فمنذُ أنْ أسلمتُ 

وإلى يومِنا هذا شاهدتُ إقبالَ الآلافِ على الإسلام في كلِّ أوروبا, وسيصبح بالتأكيد الديانةِ الأكثرِ انتشارًا من شمالِ أوروبا وإلى جنوبها,

 وانظر على سبيل المثال إلى انتشار الإسلام في فرنسا, فبرغم دِعاية اليمين المتطرفِ ضدّ الإسلامِ والمسلمين هناك, إلاَّ أنَّ الإسلام يتطورُ ويتقدمُ بشكلٍ مدهشٍ في فرنسا وغيرها..

وكما يقول الحديث النبويُّ الشريفُ أو الذي معناه أنَّ الإسلامَ سيشعُّ مجددًا على الكونِ والمعمورةِ: "لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، 

وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلًّا يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْر[1]". 

وعالميًا سيتحوَّلُ الإسلامُ إلى أصعبِ رقمٍ في المعادلةِ الدُّوليَّة, و الدلائلُ والمؤشراتُ كُلُّها تدلُّ على ذلك.

ويقول بعد أن أسلمت تَنَكَّرت لي عائلتِي، وغادرتُ بيتِي حاملًا معي بعض أغراضِي, أصبحتُ أنامُ في المساجدِ ولدَى بعض الإخوةِ الذين فتحوا لي بُيوتهم والحمدُ لله. 

وقد قاطَعنِي أقربُ الناسِ إليَّ وباتُوا لا يتصلونَ بِي, وهو الأمرُ الذي أحزننِي وأَغَمَّني, وكثيرًا ما كنتُ أعودُ في هذه المرحلةِ إلى القرآنِ الكريمِ مُرَدِّدًا مِنْ تِلقاءِ نفسي سورة الكافرونَ, 

وأتوقَّفُ عند قوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [سورة الكافرون: 6]، كما أدخلني هذا في صراعٍ مع مكاتبِ العملِ وأسواقِ العملِ وعمومِ المجتمعِ السويديِّ.

وعن السبب في إخفاق مسلمي أوروبا في دُخولِ مُعتركِ السياسةِ الأُوروبيّة ، يقول : في الوَاقِع قرأتُ العديدَ من الدراساتِ الإسلاميةِ والفكريَّة والسياسيَّة التي تتمحور حولَ آَليَّة العمل السياسيّ الإسلاميّ ضمن منظومةٍ سياسيةٍ غيرِ إسلاميَّة، والواقع أنَّ مشاركةَ المسلمين ضروريَّةٌ في العمل السياسيّ الغربيّ حتى يؤثِّروا على مُجريات القوانين التي ستؤثِّر على حياتهم بالتأكيد.، فمسلمو فرنسا لو كان لهم وجودٌ كبيرٌ داخلَ البرلمانِ الفرنسيّ لأمكنهُم إلغاءَ قانونِ حظرِ الحجابِ أو عرقلتِه على الأقل, وعلى ذلك فَقِسْ..، ونفس الشيءِ ينطبِقُ أيضٌا على أمريكا, فلو أنَّ المسلمين كان لهم مشاركةٌ سياسيةٌ فاعلةٌ لَمَا بلغ التعاوُن الصهيونيّ – الأمريكيّ مداه هناك..

وعن أحسن الوسائلِ والطرقِ لنشرِ الإسلامِ في أوروبا يقول : مبدئَّيًّا يجب أن يكون لدينَا تخطيطٌ بعيدَ المدَى,

 ولا يجبُ أن نقعَ في مُعضلة استعجال قطفِ الثِّمار, فالقرآنُ الكريمُ ظلَّ وعلى امتدادِ ثلاثٍ وعشرين سنَةٍ يتنزَّلُ على الرسول محمدٍr,

 ولا يجب التركيز فقط على فِقهِ الحلال والحرام بين الغربييّن, فالأولى تعريفُ الغربييّن بأصول العقيدة وماهيةِ التوحيد لأنّه الأصلُ,

 والفروعُ تأتي بعد ذلك, فمن غير المنطقيِّ أن نُحدِّث الغربيّ عن حرمةِ لحم الخنزيرِ وشربِ الخمرِ, قبل أن نحدثّه ماهيَّة الوجودِ ومن أَوجدَ هذا الوُجود

, وفلسفةِ الكون والرؤيةِ التوحيدية عبر مقارناتِ ما هُو مطروحٌ في الفكرِ الغربيّ وغير ذلك...

وما زلتُ أعتقدُ أنَّ في سيرةِ النبيَّ محمدٍr أكبرَ الإستراتيجياتِ في آلياتِ نشرِ الإسلامِ في أوروبا.

ولقد تبيَّن لي أنَّ العديدَ من المراهقين والشبابَ الغربييّن يبدون حِرصًا على دراسة الإسلام, ودورُنا وواجبُنا أن نُريَهم الطريق المستقيم.

 وعن كيفية تُقَدِّيم وسائلُ الإعلام الغربيّة الإسلام ، يقول : كلُّ وسائلِ الإعلامِ في الغربِ تقدِّم الإسلامَ بطريقةٍ سلبيةٍ للأسف الشديدِ,

 و مع كلِّ الخبُثِ الموجود في هذه الوسائل إلاَّ أنَّها أحيانا تُقدِّم وتحديدًا الشاشات الصغيرة أفلامًا وثائقيةً عن الإسلامِ تكون سببًا في تعريف الكثيرِ من الأوروبيّين الإسلامَ أو قُل تَحملهُم على التفكيرِ في ماهيةِ الإسلام وجوهره,

 وفي نظرِي فإنَّ المُهمَّ هو أن نقدِّم الإسلام بصورةٍ نقيةٍ وحضاريةٍ وأخلاقِ المسلمين الحسنةِ في الغرب هي الفيصلُ في نشر الإسلام بشكلٍ صحيحٍ في الغرب.

و عن أثَّر العنفُ في البلاد العربيّة والإسلاميّة على اهتمام الغربييّن بالإسلام، يقول : بالتأكيد فإنَّ هذا أهمّ ما يؤثِّر على الغربييّن و يَحُول دونَ تواصلهم مع الثقافةِ الإسلاميّة,

 وهذا العنف المتداوَل في العالم الإسلاميّ لم يؤثِّر على الغربيين ويجعلهم غير قادرين على استيعاب حضارة الإسلام, بل أثّر علينا كمسلمين غربييّن من ناحية نشرِ الإسلام بين الغربيين.

يقول كذلك: منحني الإسلامُ كلَّ شيءٍ, منحني الطمأنينةَ والسلامَ, لقد علَّمني الإسلامُ كلَّ شيءٍ على الصعيد الشخصيّ والاجتماعيّ وعلَّمني دِفْء الأسرةِ,

 وجعلَ لِحياتِي مَغزَى وهدف, ولا يمكننِي أن أُحصي ما منحني إياه الإسلامُ, وما أعطتْنِي إياهُ العبوديّة للّه تعالى.

وأعتقد أن السبب في تحول الكثير من الأوربيين للإسلام هو أنه واضح وبسيط، على عكسِ المسيحيّةِ القائمةِ على التعقيد

 وأهدافُ الإسلامُ بيِّنةٌ وواضحةٌ, وهو يمنح الطمأنينةَ والاستقرار النفسيّ للغربييّن الذين يؤرقْهُم قلقُ الحياة وسرعةُ إيقاعها بمنأَى عن الرُّوح.

فالمسيحيَّةُ على سبيل المثالِ وَقَعَ فيها تغييرٌ كبيرٌ, ووصلنا إلى مرحلةٍ باتَ فيها رجالُ الكنيسةُ في السويد والغرب يقرُّون الزواج المَثلي واللُّواط و غير ذلك.

ولعلَّ الجانبَ الإيجابيّ الوحيد في الحضارة الغربيّة هو هامِشُ الحريَّة الذي يتيحَ لنا كمسلمين أن نؤدِّي مناسكنَا وفرائضنَا بدون تدخُّلٍ من السلطات القائمة.


المصدر: حوار مع ميكائيل بليخيو موقع الجزائر تايمز.


حلقات أخري

المد الإسلامي الأخضر يغزو قلوب الأوربيين الحلقة العاشرة


 

التعليقات (0)