- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
المرصد الأورومتوسطي: وثّقنا استخدام إسرائيل المعتقلين دروعا بشرية
أكد أن المجازر هدفها تنفيذ التهجير
المرصد الأورومتوسطي: وثّقنا استخدام إسرائيل المعتقلين دروعا بشرية
- 11 ديسمبر 2023, 5:02:12 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الاحتلال الإسرائيلي ينفذ مخطط تهجير أهالي قطاع غزة من خلال ارتكاب المجازر المروعة في مدينة غزة وشمالها، وعمليات القتل الميداني والاعتقالات التعسفية التي تطال النساء والتنكيل بهن.
وأكد المرصد، في بيان له، اليوم الإثنين، أنه وثّق استخدام الاحتلال الإسرائيلي المعتقلين الفلسطينيين كدروع بشرية لاقتحام المنازل السكنية والفتحات التي يعتقد أنها أنفاق أرضية في عدة مناطق يتوغل بها برياً في قطاع غزة.
وبين المرصد أن قوات الاحتلال صعدت منذ عدة أيام حملات التنكيل المتعمدة، والاعتقالات لنازحين في مراكز إيواء ومن داخل منازل سكنية مع انتهاكات مروعة، حيث يتم تجريدهم من ملابسهم وتقييد أيديهم، والتنكيل بهم بما في ذلك إجبارهم على الجلوس على ركبهم في مناطق مفتوحة، وتعرضهم للضرب المبرح والطقس القاسي، ومنع الاحتياجات الأساسية للحياة.
وأضاف المرصد: "إن قوات الاحتلال فجرت منازل سكنية في أطراف أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية في مدينة غزة بعد اقتحامها بوحشية، والاعتداء بالضرب على الذكور فيها وتعريتهم من ملابسهم.
كما تلقى المرصد إفادات عن اعتقالات لفتية وشبان فلسطينيين وهم ينزفون وجرحى بفعل استهدافهم بإطلاق الرصاص بشكل مباشر، وعمليات التعذيب والضرب المبرح، إلى جانب عمليات سرقة للممتلكات في المنازل المستهدفة.
ووثق فريق المرصد اقتحاماً وحشياً نفذه جيش الاحتلال لمنزل عائلة "أبو زور" في حي الزيتون جنوب مدينة غزة يوم الجمعة الماضي الـ8 من كانون الأول الجاري بعد حصار العشرات منهم لأيام، حيث قالت السيدة "غصون أبو زور": إن قوات الاحتلال حاصرتهم داخل المنزل لـ12 يوماً، إلى أن باغتتهم بإطلاق قذائف على باب منزلهم واقتحامه تحت وابل من الرصاص ما أوقع عدة إصابات ثم تمت تعرية الرجال واعتقالهم جميعاً ولاحقاً أفرج عن النساء والأطفال باستثناء طفلين و20 رجلاً، لافتاً إلى تعمد شاحنات الاحتلال دهس جثامين ملقاة في محيط المنازل أثناء إخراجهم.
ووفقاً لما وثقه المرصد، فإن من بين المعتقلين الرجال من عائلة "أبو زور" مريضاً مقعداً، وآخر من ذوي الاحتياجات الخاصة ومريض قلب قام الاحتلال بقتل أبنائه الاثنين، ومريضاً مصاباً بالجمجمة بفعل شظايا صاروخ إسرائيلي.
كما وثقت إفادات أخرى اقتحام قوات الاحتلال منزل عائلة "أبو الخير" في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وإعدام مسن 71 عاماً بإطلاق الرصاص عليه وهو على فراشه، واعتقال جميع الرجال من داخل المنزل بعد الاعتداء عليهم بالضرب، وإفادات لاقتحام مماثل لمنزل "عودة" بذات الحي واعتقال 13 فلسطينياً من داخله واستجوابهم وتعذيبهم أمام نسائهم، ومن ثم إخراج جميع أفراد العائلة بالقوة ونسف المنزل بتفجيره.
وبحسب الإفادات تم إجبار النساء من هذه العائلات على المشي سيراً على الأقدام باتجاه جنوب قطاع غزة، فيما تم احتجاز الرجال على مدار يومين تعرضوا خلالهما للتعذيب والتنكيل الشديدين، قبل أن يتم الإفراج عن اثنين منهم، وكلاهما مسنان وهما بحالة صحية شديدة السوء، بينما لا يزال مصير بقية المعتقلين مجهولاً.
وأدان المرصد بشدة انتهاكات الاحتلال بحق نساء وفتيات خلال عمليات الاعتقال عبر الاعتداء عليهن بالضرب والإهانة، وتهديدهن بالاغتصاب واعتقال بعضهن، حيث تم توثيق اعتقال عدد كبير من النساء من مناطق متفرقة في مدينة غزة وشمالها، ونقلهن في ظروف غير آدمية على متن شاحنة مع رجال تمت تعريتهم.
وأكد المرصد أن مصير مئات المعتقلين بمن فيهم نساء لا يزال مجهولاً في ظل شهادات عن تعرضهم لعمليات تنكيل وحشية وتعذيب جسدي ونفسي، ومخاوف من تعرضهم جميعاً لعمليات إعدام ميدانية.
وفي خان يونس جنوب قطاع غزة، وثق المرصد الأورومتوسطي إصابة نازح في مدرسة "لكرمي" في بلدة عبسان شرق المدينة، جراء قنصه من قوات الاحتلال التي تحاصر نحو 3 آلاف نازح داخل المدرسة لدفعهم للنزوح إلى رفح أقصى جنوب القطاع.
وتشير التقديرات إلى أن ما يقارب من 1.9 مليون شخص في غزة، أي نحو 85 بالمئة من السكان أصبحوا نازحين داخلياً، منهم حوالي 1.1 مسجلون في 97 ملجأ للأمم المتحدة في جنوب القطاع.
وشدد المرصد على أن المجتمع الدولي يرفض سياسة التهجير بحق أهالي غزة، لكن "إسرائيل" تطبقها عملياً بالقوة وتتعمد الانتقام من كل من رفض منهم إخلاء مناطق سكنهم بما يرقى إلى مستوى جريمة حرب تتمثل في التهجير القسري وانتهاك صارخ للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر على القوة القائمة بالاحتلال من مباشرة نقل قسري للسكان.