"داعيهم الأكبر هو القرآن .. المسلمون الجدد "عبد الأحد من التبشير إلي للإسلام

profile
عماد الصابر كاتب صحفي وشاعر مصري
  • clock 13 أبريل 2021, 4:36:01 م
  • eye 1025
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

داعيهم الأكبر هو القرآن .. المسلمون الجدد 

بهم يعود الإسلام غريبا كما بدأ غريبا ..المد الأخضر يغزو قلوب علماء الغرب

كيف أسلم القس الكندي جاري ميلر صاحب كتاب القرآن المذهل

رحلة عبد الأحد عمر من التبشير إلي الدعوة للإسلام


مقدمة 

فيما ينتشر الإلحاد بين المسلمين الحاليين سواء كانوا عربا أو عجما، ربما بسبب شيوخ الإسلام المعتمدين لدي الحكومات الفاسدة، الذين يُخَدِّمون علي الحاكم الظالم، ويقومون بليّ عنق الدين لصالحه، مما كرَّه الكثيرين في الإسلام، فألحدوا أو علي الأقل لم يعد الدين هاما بالنسبة لهم، يسير الإسلام بخطي ثابته في قلوب الغرب غير المسلم، فيدخل بنعومته وثباته وحقائقه العلمية والروحية والنفسية، وبإعجازه العلمي الذي يجبرهم علي النظر بعيون واسعة مدققة وبعقل متفتح ليدخلوا إليه واثقي الخطي معلنين إسلامهم بل يتحولون من الدعوه لغيره ومحاولات النيل منه إلي الدفاع عنه والزود عن تعاليمه وكشف ما به من أسرارلمن يريد الإيمان، ليتحقق قول الرسول الكريم : " َقالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) صحيح مسلم ..

ويقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا : " ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولايترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وذلاً يذل الله به الكفر" (مسند الإمام أحمد) ..

..... ولأن رسـالـة الإسلام هي رسالـة علم وعقل ومنطق إعتنقه الكـثير من الـعلماء والباحثين المرموقين الذين يصعب تعدادهم، ..كان من بينهم الدكتور جاري ميلر المبشر الكندي المتعصب، أستاذ علم الرياضيات والمنطق بجامعة تورنتو، الذي قرر أن يقدم للمسيحية خدمة جليلة بالكشف عن الأخطاء العلمية والتاريخية في القرآن الكريم، ليكون ما يحاول الكشف عنه سلاحا يضرب به هو ورفاقه من المبشريين الداعين لاعتناق المسيحية عنق الإسلام، إلا أن الرجل الذي دخل بمنطق تصيد الأخطاء، غلب عليه الإنصاف وخرجت دراسته وتعليقاته أفضل مما يمكن أن يكتبه معظم المسلمين عن القرآن الكريم، ذلك أنه أحسن " تدبره ".

.. وكان أول ما أذهله: هو صيغة التحدي التي برزت له في مواضع كثيرة مثل' 'ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً'، 'فأتوا بسوره من مثله'، 'عشر آيات'، 'آية'، دخل الرجل الحلبة متحدياً وخرج منها منبهراً بما وجده.

ومن نتائج تدبره كتابه: 'القرآن المذهل': الذي قال فيه :" كنت أتوقع أن أجد القرآن كتابا قديما مكتوبا منذ 14 قرنا يتكلم عن الصحراء، لكني اكتشفت أنه يحتوي على أشياء لا توجد في أيِّ كتاب آخر في هذا العالم وليس كتابا قديما كما كنت أعتقد، كنت أتوقع أن أجد بعض الأحداث العصبية التي مرت على النبي محمد (صلعم)، مثل وفاة زوجته خديجة، أو وفاة بناته وأولاده، لكني لم أجد شيئا من ذلك، أي أنه كتاب عالمي وليس سيرة للنبي محمد، كان ذلك عام 1977، إلأ أن الرجل لم يسلم بعد، لكنه عاد في العام التالي لخروج بحثه أو كتابه عن القرآن ليشهر إسلامه، متخذا اسما جديدا هو عبد الأحد عمر، ليعمل بعدها لسنوات في جامعة البترول والمعادن بالسعودية قبل أن يتفرغ تماماً للدعوة للإسلام وتقديم البرامج التليفزيونية والإذاعية والمحاضرات العامة التي تعرض للإسلام عقيدة وشريعة.

1- يقول د. ميلر في كتابه القرآن المذهل: 'لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتاباً ثم يقول أن هذا الكتاب خال من الأخطاء، ولكن القرآن على العكس تماماً فهو يتحداك أن تجد فيه أخطاء ولن تجد'، كذلك لا يستعرض القرآن أيضاً أيا من الأحداث العصيبة التي مرت بالنبي – صلى الله عليه وسلم – مثل وفاة زوجته خديجة أو وفاة بناته وأولاده. بل الأغرب أن الآيات التي نزلت تعقيباً على بعض النكسات في طريق الدعوة، كانت تبشر بالنصر، وتلك التي نزلت تعقيباً على الانتصارات كانت تدعو إلى المزيد من التضحيات والعطاء. لو كان أحد يؤرخ لسيرته لعظم من شأن الانتصارات، وبرر الهزائم، ولكن القرآن فعل العكس تماماً، لأنه لا يؤرخ لفترة تاريخية بقدر ما يضع القواعد العامة للعلاقة مع الله والآخرين.

..توقف ميلر عند قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)، مشيراً إلى التجربة التي أجراها أحد الباحثين في جامعة تورنتو عن "فعالية المناقشة الجماعية"، وفيها جمع أعداداً مختلفة من المناقشين، وقارن النتائج فاكتشف أن أقصى فعالية للنقاش تكون عندما يكون عدد المتحاورين اثنين، وأن الفعالية تقل إذا زاد هذا العدد.

..هناك سورة كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام بما لا مثيل له في الكتاب المقدس، بينما لا توجد سورة باسم عائشة أو فاطمة. وكذلك فإن عيسى عليه السلام ذُكر بالاسم 25 مرة في القرآن في حين أن النبي محمد لم يذكر إلا 5 مرات فقط.

وقال أيضا : يرى المنكرون للوحي وللرسالة أن الشياطين هي التي كانت تملي على الرسول ما جاء به، والقرآن يتحدى: 'وما تنزلت به الشياطين، وما ينبغي لهم وما يستطيعون'. فهل تؤلف الشياطين كتاباً ثم تقول لا أستطيع أن أؤلفه، بل تقول: إذا قرأت هذا الكتاب فتعوذ مني؟

ويضيف : لو كنت في موقف الرسول – صلى الله عليه وسلم – هو وأبي بكر محاصرين في الغار، بحيث لو نظر أحد المشركين تحت قدميه لرآهما، ألن يكون الرد الطبيعي على خوف أبي بكر: هو من مثل 'دعنا نبحث عن باب خلفي'، أو 'أصمت تماماً كي لا يسمعك أحد'، ولكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – قال بهدوء: 'لا تحزن إن الله معنا'، 'الله معنا ولن يضيعنا'. هل هذه عقلية كذاب أو مخادع، أم عقلية نبي ورسول يثق بعناية الله له؟

مشيرا إلي أن سورة المسد التي نزلت قبل وفاة أبي لهب بعشر سنوات. وكان أمامه 365 × 10 = 3650 فرصة لإثبات أن هذا الكتاب وهم، ولكن ما هذا التحدي؟ لم يسلم أبو لهب ولو بالتظاهر، وظلت الآيات تتلى حتى اليوم. كيف يكون الرسول واثقاً خلال عشر سنوات أن ما لديه حق، لو لم يكن يعلم أنه وحي من الله؟

وتعليقاً على قوله تعالى 'ما كنت تعلمها أنت ولا قومك' تعقيباً على بعض القصص القرآني، يقول ميلر: 'لا يوجد كتاب من الكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا الأسلوب، إنه يمد القارئ بالمعلومة ثم يقول له هذه معلومة جديدة!! هذا تحد لا مثيل له؟ ماذا لو كذبه أهل مكة – ولو بالادعاء – فقالوا: كذبت كنا نعرف هذا من قبل، ماذا لو كذبه أحد من الباحثين بعد ذلك مدعياً أن هذه المعلومات كانت معروفة من قبل؟ ولكن كل ذلك لم يحدث.

وفي إحدي محاضراته قال : إن القرآن كتاب يدعي أن مؤلفه كان حاضرا في بداية نشوء الكون وبداية الحياة، ولهذا فلنا الحق أن نسأل ذلك المؤلف ونقول: "حسنا.. أخبرنا عن شيء يثبت لنا أنك كنت موجودا عند نشوء الكون وبداية الحياة."، .. وهنا يعطينا القرآن بيانا شيقا لذلك الحدث الكبير، فيقول: "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" الأنبياء: 30، مضيفا : إن في هذه الآية ثلاث نقاط مهمة: الأولى، أن غير المسلمين هم الذين سيكتشفون أن السماوات والأرض كانتا جسما واحدا ثم انفصلتا، وهم الذين سيجدون أيضا أن وجود الحياة يعتمد على وجود الماء..

وكما هو حاصل فإن النظرية المقبولة عالميا لأصل نشوء الكون هي نظرية الانفجار العظيم (Big Bang Theory). فهي تقول إنه في الماضي البعيد كانت كل الأجرام السماوية والأرض قطعة مادية واحدة تسمى "الكتلة الموحدة" (monoblock)، وهذه الكتلة الموحدة انفجرت واستمرت في التوسع، فأعطتنا هذا الكون الذي نعيش فيه اليوم. وهذه النظرية تعد اكتشافا حديثا تم التأكد من صحته، وقد منحت جائزة نوبل قبل سنوات لأولئك الذين أثبتوا أن بداية الكون هي الانفجار العظيم.

أما بالنسبة لضرورة وجود الماء للحياة فلم يتم اكتشافه إلا قبل حوالي مائتي سنة حين اخترع العالم ليفنهوك (Leeuwenhoek) وآخرون الميكروسكوب واكتشفوا لأول مرة أن الماء يمثل حوالي ثمانين بالمائة من حجم الخلايا الحية.

لم يكن هؤلاء الفائزون بجائزة نوبل وذلك العالم الهولندي الذي اخترع الميكروسكوب مسلمين، ورغم ذلك فإنهم أكدوا تلك المعلومة القرآنية التي قالت إن الكون كان قطعة مادية واحدة وإن الماء هو أصل الحياة، بالضبط كما قالت الآية التي ذكرناها، ..حسنا.. إن تلك الآية تبدو إجابة مقبولة للسؤال الذي طرحناه على مؤلف القرآن حين قلنا "أخبرنا شيئا عن نشوء الكون ونشوء الحياة"..



التعليقات (0)