- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
اليمين المتطرف يقدم هدايا جديدة للمستوطنين.. خطة سرية للضم واتفاق على تسريع هدم منازل الفلسطينيين
اليمين المتطرف يقدم هدايا جديدة للمستوطنين.. خطة سرية للضم واتفاق على تسريع هدم منازل الفلسطينيين
- 27 يناير 2023, 11:45:11 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
غزة– القدس– “القدس العربي”: اتّكالاً على حجم الدعم الكبير الذي توفره أحزاب اليمين الإسرائيلي الحاكم في إسرائيل، وسع المستوطنون هجماتهم خلال الأيام الماضية، وذلك مع استمرار سعيهم لتوسيع العديد من البؤر، خاصة الزراعية، فيما يتوقع الفلسطينيون عمليات هدم كبيرة للمنازل الواقعة في المنطقة المصنفة “ج”، بما في ذلك بلدة الخان الأحمر شرق القدس، والتي تشكل منطقة إستراتيجية تربط مناطق شمال الضفة بجنوبها.
وبعد تباهي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعمليات الهدم الكبيرة التي نفذتها حكومته في أول أيام عملها، وإعلانه، حتى بداية الأسبوع الماضي فقط، هدم 23 مبنى منذ الأول من الشهر الجاري، وتهديده بتنفيذ سياسة الهدم لكل المباني المقامة حسب زعمه “بدون ترخيص”، في مناطق “ج”، يتوقع الفلسطينيون أن يتصاعد الأمر بشكل خطير، لإرضاء جمهور اليمين وقادة الائتلاف الذين يشاركونه في الحكومة، بشكل يعجل من عملية هدم بلدة الخان الأحمر وترحيل سكانها قسراً.
سموتريتش وخطة الضم
وفي دلالة على ذلك، كان نتنياهو قد اتخذ قراراً نهائياً بنقل الصلاحيات من الإدارة المدنية، وهي إدارة تابعة للجيش تنشط في الضفة الغربية، وتوكل لها مهام إصدار تراخيص الاستيطان والإشراف على بناء المستوطنات، وكذلك تراخيص منازل الفلسطينيين في مناطق “ج”، إلى الوزير في وزارة الجيش بتسالئيل سموتريتش زعيم حزب “الصهيونية الدينية” المتطرف. وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن قرار نتنياهو، جاء على الرغم من معارضة وزير الجيش يوآف غالانت لهذا القرار، وفي ظل طلب الوزير المتطرف لهذا الملف، بهدف العمل على تسهيل الهجمات الاستيطانية.
وقد سبق هذا القرار أن كشف تقرير أوردته صحيفة “إسرائيل اليوم” عن سلسلة طويلة من الخطوات وصفتها بـ “غير المسبوقة” لتسوية وتعزيز الاستيطان في الضفة المحتلة، تجري مناقشتها في إطار المساعي لتنظيم العلاقة بين وزير الأمن في الحكومة الإسرائيلية، يوآف غالانت، والوزير في وزارته، بتسلئيل سموتريتش، الذي حصل على صلاحيات غير محدودة في الضفة.
وتشمل المخططات الإسرائيلية اختصار عملية المصادقة على المخططات الاستيطانية الجديدة، لتقليص الفترة الزمنية بين عملية التخطيط والبدء الفعلي بعمليات البناء، وذلك عبر تقليص عدد التوقيعات المطلوبة للمصادقة على المخططات الجديدة، الأمر الذي من شأنه تسريع وتيرة البناء الاستيطاني، وتقليص الفترة الزمنية بين التخطيط والبناء بعدة أشهر، في إطار عملية تكرس الضم الفعلي لمساحات واسعة من أراضي الضفة الغربية.
ويأتي ذلك في ظل تخوف فلسطيني عبرت عنه جهات رسمية وتنظيمات، بأن يستغل نتنياهو وحلفاؤه المتطرفون إخلاء بؤرة استيطانية عشوائية أقامها مستوطنون متطرفون، قبل أسبوع، شمال الضفة، كونها غير رسمية، من أجل هدم وإخلاء الخان الأحمر، الذي يزعم أنه غير مرخص.
ويستدل على ذلك من المطالبة العلنية لوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وعدد من أعضاء حزب “الليكود” الحاكم، بهدم هذه البلدة، التي تضم مئات المواطنين، بينهم أطفال، والذين رحلوا في العام 1949 قسراً من أرضهم في منطقة النقب، إذ يريد الاحتلال ترحيلهم قسراً لمنطقة أخرى، بهدف إحكام سيطرته على تلك المنطقة، لتنفيذ مخطط يعرف باسم “القدس الكبرى”، أو “E1 ” وهو مخطط يهدف إلى فصل شمال الضفة عن جنوبها، ويشمل أيضاً بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، من أجل عزل القدس المحتلة عن باقي مناطق الضفة.
هدم منازل الفلسطينيين
هذا وقد كشف تقرير لـ “قناة كان” العبرية، بأن رؤساء أحزاب الائتلاف الحكومي في تل أبيب اتفقوا على هدم كل مبنى جديد يقام داخل المنطقة المصنفة (ج ) خلال وقت قصير، وحسب ما ذكرت القناة، فإنه تم التوصل إلى هذا القرار من أجل تبديد التوتر القائم بين وزير الجيش يؤاف غالانت وبين وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي يتولى منصب وزير في وزارة الجيش وله صلاحيات حول الأمور المدنية المتعلقة في الضفة الغربية، موضحة أن نتنياهو رحب بالاتفاق بين الوزيرين مما سيؤدي إلى تنقية الأجواء وإزالة التوتر بينهما.
وخلال الأيام الماضية، صعدت ما تسمى “شبيبة التلال”، التي تتخفى داخل البؤر الاستيطانية، وتلاقي حماية من جيش الاحتلال، من هجماتها الإرهابية ضد العديد من المناطق الفلسطينية، وذلك علاوة عن الهجوم الكبير الذي شهدته منطقة جنوب مدينة نابلس، حيث أقامت مجموعة من المستوطنين مؤخراً بؤرة جديدة على أراضي قرية جوريش، والتي حرص عدد من قادة “شبيبة التلال” المعروفين بنشاطهم الإرهابي بالسكن في تلك البؤرة، التي يهدف القائمون عليها لمنع الترابط الجغرافي للأراضي التابعة للفلسطينيين في الضفة الغربية.
وكان لافتاً أيضاً أن تلك الهجمات لاقت الدعم المباشر والقوي من قطبي اليمين المتطرف وزير الأمن القومي الإسرائيليّ، إيتمار بن غفير، والذي يترأس حزب “القوة اليهودية”، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي يترأس حزب ” الصهيونية الدينية”.
ويأتي النشاط الاستيطاني المحموم في وقت كانت فيه مدينة القدس المحتلة تعاني من المخططات والمشاريع الاستيطانية والتهويدية الجديدة، باعتبارها بؤرة الصراع، والتي تنتظر مزيداً من الهجمات خلال الفترة القادمة، التي ستثبت فيها حكومة بنيامين نتنياهو ولاءها إلى جمهور اليمين المتطرف، الذي وعدته بإقامة العديد من المشاريع الجديدة، وأبرزها شق الطرق الالتفافية وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة.
وفي دلالة على ذلك أجلت، قبل أسبوع تقريباً، بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، بحث مخطط توسيع مستوطنة “نوف تسيون” على أراضي بلدة جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة، على أن تصادق اللجنة اللوائية الإسرائيلية على إقامة قاعدة عسكرية ضخمة على أطراف البلدة،
ومن ضمن المشاريع التي تهدد مدينة القدس المحتلة، خطط بلدية الاحتلال الهادفة لإحداث تغييرات كبيرة في منطقة باب العامود وشارع السلطان سليمان، بهدف تسهيل وصول المستوطنين إلى المدينة، وكذلك ربطها بالمشروع التهويدي “وادي السيليكون”، كما يجري العمل حالياً على تنفيذ مشروع يشمل نحو 3500 وحدة سكنية وفنادق ومركز تجاري على مساحة تتراوح بين 90 و140 دونماً، في منطقة تمتد على طول طريق الخليل جنوبي مدينة القدس المحتلة، على أراضي تتبع الوقفية المسيحية في مدينة القدس، في ظل الشبهات التي تحوم حول تسريب أراضي تابعة للبطريركية لجمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية.
هجمات جديدة
كما لم تسلم مناطق الخليل، حيث يتهدد سكان مسافر يطا خطر التهجير القسري، ولا منطقة الأغوار الفلسطينية من هجمات الاستيطان، حيث جرت ملاحقة سكان تلك المناطق، والاعتداء عليهم، وتسييج المستوطنين أراضي رعوية جديدة لضمهما للبؤر المقاومة هناك.
وفي السياق، أجبرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي مواطناً مقدسياً على هدم منزله في رأس العامود ببلدة سلوان بالقدس المحتلة قسرًا، كما هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، غرفتين سكنيتين، في قرية أرطاس، جنوب بيت لحم.
وواصلت قوات الاحتلال بناء الجدار الفاصل المقام بمحاذاة قرية طورة، الواقعة في منطقة يعبد، جنوب غرب جنين. وفي سياق خطط تهجير المزارعين من أراضيهم، احتجزت قوات الاحتلال جراراً زراعياً في محافظة طوباس أثناء عمله في أراض زراعية بالرأس الأحمر.
كما فرضت قوات الاحتلال غرامة مالية على مواطن من منطقة “أم الجمال” بالأغوار الشمالية، مقابل الإفراج عن مركبته الخاصة التي استولت عليها في وقت سابق، كما هدمت غرفة زراعية، واستولت على أشتال في الأراضي الواقعة خلف الجدار الفاصل، في المنطقة الشرقية من قرية العيسوية، شمال شرق القدس، وفي إطار مخططات التهجير، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، غرفة ومسكناً من الصفيح في قرية ماعين بمسافر يطا.
في السياق، تواصلت عمليات الاقتحام الكبيرة التي تنفذها الجماعات الاستيطانية المتطرفة لباحات المسجد الأقصى، بحماية من شرطة الاحتلال الخاصة، كما نصبت مجموعة من المستوطنين، تابعة لجمعية “العاد” الاستيطانية بحماية جيش الاحتلال بوابة إلكترونية، عند مدخل عين سلوان، لاستخدامها كممر إلى المنطقة والأنفاق أسفل حي وادي حلوة، فيما قام مستوطنون بقطع نحو 350 شجرة زيتون من أراضي قرية جيت، شرق قلقيلية، فيما حاول مستوطنون إعادة بناء بؤرة استيطانية على أراضي قرية جوريش، جنوب شرق نابلس، حيث حاولوا نصب “كرفانات” في منطقة “وعر جمة” التابعة لأراضي القرية، بعد أن أجبرهم أهالي القرية على إزالتها.
وفي محافظة أريحا، اقتحم مستوطنون مسلحون بزي عسكري منزل أحد المواطنين هناك، ويقع في تجمع عرب المليحات غرب المحافظة، قبل أن يتصدى لهم الأهالي في المنطقة، فيما كان مستوطنون آخرون قد هاجموا بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، في نابلس هاجم مستوطنون مركبات المواطنين بالحجارة ما أدى لتضرر عدد منها.