- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
اندفاع أمريكي مجنون لمنح السويد عضوية الناتو.. ماذا ستقدم لتركيا؟
اندفاع أمريكي مجنون لمنح السويد عضوية الناتو.. ماذا ستقدم لتركيا؟
- 8 يوليو 2023, 9:53:09 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"اندفاع مجنون".. هكذا وصفت صحيفة صحيفة "ذا هيل" الأمريكية تحركات إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لحمل تركيا والمجر على التصديق على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، عندما يجتمع قادته الأسبوع المقبل، في ليتوانيا.
وامتنعت تركيا عن الموافقة على انضمام السويد بسبب انتقادات بأن ستوكهولم تأوي جماعات كردية تعتبرها أنقرة تهديدا، كما أثار حرق أحد مواطنيها لمصحف أمام مسجد في ستوكهولم الأسبوع الماضي، إدانة أخرى من تركيا.
وفي تعقيد آخر، قال وزير خارجية المجر بيتر سيارتو الثلاثاء، إن بودابست لن تصدق على انضمام السويد حتى تحصل على الضوء الأخضر من تركيا.
ويُنظر إلى إضافة السويد على أنها نعمة كبيرة لحلف الناتو، حيث يشير مؤيدو ستوكهولم إلى قدراتها العسكرية ذات الخبرة، وموقعها الجغرافي الذي يدعم الجبهة الشمالية لأوروبا، والأموال التي ستجعلها تساهم بنسبة 2% من ناتجها المحلي الإجمالي في ميزانية الناتو.
كما أن السويد لديها قوات مسلحة قوية، ولديها قوة بحرية وجوية قوية بشكل خاص وقدرات غير عادية تشكل مصدر قوة لحلف شمال الأطلسي.
ولديها أيضًا الكثير من الخبرة، ليس فقط في الدفاع عن الأراضي، ولكن في الحرب الاستكشافية وفي حفظ السلام.
وتتمتع السويد أيضًا بأهمية رمزية هائلة، كإشارة رئيسية لاستقرار الدول الأعضاء وتضامنها في دعم أوكرانيا ضد حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفي الوقت الذي يصارع فيه الكرملين تداعيات محاولة "فاجنر" للتمرد.
وينقل تقرير "ذا هيل" الذي ترجمه "الخليج الجديد"، عن مدير مبادرة الأمن عبر الأطلسي مع المجلس الأطلسي كريستوفر سكالوبا، القول: "إذا لم نتمكن من إشراك تركيا مع بقية الحلف، فإنني أشعر بالقلق من أن ذلك يمثل شرخًا في التضامن ومسألة مصداقية للتحالف".
والتقى بايدن برئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون في البيت الأبيض الأربعاء الماضي، في عرض لدعم انضمام ستوكهولم إلى الحلف بحلول الموعد النهائي لقمة الناتو يومي 11 و 12 يوليو/تموز في فيلنيوس.
ووصف بايدن السويد بأنها "صديق وشريك عزيز"، وقال إنه "يتطلع بفارغ الصبر إلى عضويتهم" في الناتو.
وتشير الزميلة في معهد أمريكان إنتربرايز إليزابيث براو، إلى أن هذا اللقاء "غير عادي"، لافتة إلى أنه يدل على رأس المال السياسي الذي يطرحه بادين لإدخال السويد في الناتو.
انخرط مسؤولو إدارة بايدن بشكل مكثف مع تركيا للتفاوض على رفع اعتراضاتها، وضع البيت الأبيض بيع طائرات مقاتلة من طراز (F-16) وترقيات لأسطول تركيا الحالي، كمقترحات مشروطة بمضي أنقرة قدمًا في انضمام ستكهولم.
حتى أن نائب مساعد وزير الخارجية في المكتب الأوروبي والشؤون الأوراسية دوجلاس جونز، أبلغ المشرعين في الكونجرس خلال جلسة استماع الشهر الماضي، أن انضمام السويد "أولوية قصوى للولايات المتحدة"، مضيفا: "نحن نناقش هذا الأمر بنشاط وباستمرار مع تركيا ومع المجر على جميع المستويات".
وتابع أن الولايات المتحدة أوضحت لتركيا أن التصديق على انضمام السويد إلى الناتو "سيساعد في العديد من عمليات نقل الأسلحة هذه".
في المقابل، عارض كبار المشرعين الأربعة في لجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين تحرك البيت الأبيض قدمًا بشأن مبيعات مقاتلة من طراز (F-16) لتركيا.
وبينما يمتلك بايدن سلطة تجاوز اعتراضات الكونجرس على مبيعات الأسلحة، فيما يتعلق بمخاوف الأمن القومي، فقد التزمت إدارة بايدن للمشرعين بالمرور بعملية منتظمة للإخطار وموافقة الكونجرس.
ويتخذ رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب مينينديز (ديمقراطي من نيوجيرسي)، الموقف الأكثر تشددًا بشأن معارضة مبيعات طائرات (F-16) لأنقرة.
يقول مينينديز إن عرقلة تركيا لانضمام السويد إلى الناتو "ليس سوى نقطة واحدة في قائمة طويلة من السلوكيات الإشكالية"، مشيرًا إلى سجن تركيا للصحفيين وشخصيات المعارضة السياسية، وتوغلاتها العسكرية وترهيبها في الجو والبحار الإقليمية اليونانية والقبرصية، فضلا عن علاقاتها مع موسكو.
وسبق لمينينديز أن قال إنه "ليس متأكدًا من أن أردوغان مستعد لفعل ما هو ضروري.. هل يريد أن يكون حليفًا حقيقيًا في الناتو أم يريد أن يلعب مع جميع الأطراف؟.. وإذا كنت تريد أن تلعب في جميع الجوانب، فلا يمكنك الحصول على أفضل ما لدينا".
لكن المشرعين الآخرين أكثر انفتاحًا على إيجاد حل بديل للسماح بمبيعات (F-16) إلى تركيا، إذا كان انضمام السويد إلى الناتو أولوية.
وقال مساعد النانب الجمهوري في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مايكل ماكول: "مع قبول تركيا انضمام السويد إلى الناتو، فإنهم سيوافقون على قضية (F-16)".
جاء ذلك في وقت يعمل الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، على كسر الجمود باستضافة تركيا والسويد لعقد اجتماع جديد.
ويُعقد الاجتماع تحت رعاية مذكرة اتفاق وقعتها تركيا والسويد وفنلندا في يونيو/حزيران 2022، عندما أثارت أنقرة لأول مرة اعتراضات على انضمام الدولتين إلى التحالف، ودعت ستوكهولم إلى حد كبير إلى قمع الجماعات الكردية، التي تصنفها تركيا على أنها منظمات إرهابية.
وانضمت فنلندا إلى التحالف في أبريل/نيسان الماضي، بعد موافقة تركية على خلفية إقرارها بالمخاوف التركية.
ويقر المسؤولون والمحللون الأمريكيون بأن لدى تركيا مخاوف أمنية مشروعة تتعلق بالتهديدات الإرهابية، لكنهم يقولون إن السويد أوفت بواجباتها لتلبية مطالب أنقرة، لتشمل توسيع قوانين مكافحة الإرهاب والسماح بتسليم مواطن تركي واحد على الأقل من أنقرة، اتهم بأن له صلات بجماعة إرهابية كردية.
وقال جونز، في جلسة استماع مع المشرعين في مجلس النواب: "نعتقد أن السويد أخذت مخاوف تركيا المتعلقة بمكافحة الإرهاب في الاعتبار.. لقد نفذت
لكن أردوغان يضاعف الانتقادات الموجهة إلى السويد، مشيرًا إلى قيام أحد المتظاهرين بحرق نسخة من القرآن الأسبوع الماضي، باعتباره "عملًا إرهابيًا تحميه حرية التعبير".
ورفضت الشرطة، لدواع أمنية، هذا العام عدة طلبات لتنظيم احتجاجات كان من المزمع أن تشمل إحراق المصحف، لكن محاكم سويدية ألغت قرارات الشرطة، قائلة إن هذه الأفعال تكفلها قوانين حرية التعبير الشاملة في السويد.
وأثار الفعل انتقادات دول عدة، خاصة تركيا التي اعتبرت أنها تشكل مساساً بالمشاعر الدينية.
فيما قال أردوغان: "الهجوم الشنيع على كتابنا المقدس، القرآن الكريم، في العاصمة السويدية ستوكهولم أثار حنقنا جميعًا.. إن ارتكاب جريمة الكراهية هذه تحت حماية الشرطة هو أمر أخطر".
وأضاف: "على الجميع الاعتراف بأن صداقة تركيا لا يمكن كسبها من خلال دعم الإرهاب، وفتح المجال للإرهابيين، وتخصيص الشوارع والميادين الأكثر مركزية في المدن للإرهابيين".
وتابع: "مَن يرتكبون هذه الجريمة ومن يسمحون بها تحت غطاء حرية الفكر ومن يغضون الطرف عن هذه الدناءة، لن يبلغوا أهدافهم".
وتعلق براو على تصريحات أرودغان بالقول: "أعتقد أن الجميع يقضمون أظافرهم، لا أحد يعرف ما هو قرار أردوغان المقبل".
وتضيف: "الطريقة التي يتخذ بها أردوغان القرارات ليست الطريقة التي يتخذ بها الجميع القرارات".