بسام ابو شريف يكتب: الحرب السيبرانية الإيرانية على “إسرائيل” والشفرات الملغمة

profile
بسام ابو شريف المستشارالسابق للراحل الرئيس الفلسطيني ياسرعرفات
  • clock 17 مارس 2022, 7:56:03 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قبل ان يصل عبد اللهيان وزير الخارجية الايراني الى موسكو كان الجميع يعلم ان هذه الرحلة هي لبحث الاتفاق النووي الجديد والعقبات التي يواجهها وعلى رأسها وربما وحده ذلك الخلاف بين روسيا وواشنطن حول وضع الاتفاقات السابقة في المشاريع التي ستنفذها روسيا مع الاتفاق النووي الجديد في ايران وضعها ضمن العقوبات او خارجها كانت موسكو تطالب ان تكون تلك المشاريع خارج العقوبات وتلكأت الولايات المتحدة في الجواب وقرر عبد اللهيان زيارة موسكو لبحث هذا الامر والوصول الى نتائج مع حليف ايران روسيا الاتحادية قبل ان يصل عبد اللهيان كما قلنا صدر بيان عن الادارة الامريكية واكده البيت الابيض ومستشار الامن القومي الاميركي بان تلك المشاريع المتفق عليها ضمن مباحثات الاتفاق النووي الجديد خارج العقوبات اي ان الولايات المتحدة تراجعت فورا قبل وصول عبد اللهيان الى موسكو لاجراء المفاوضات هذا الخبر الهام الاول يعني ان الولايات المتحدة تراجعت خشية ان تقوم ايران بتوقيع اتفاقات جديدة مع موسكو تقربها اكثر من تجمع شنغهاي لان واشنطن تراهن حتى هذه اللحظة ان توقيع الاتفاق النووي سوف يعني ان تنضبط ايران لعلاقات سابقة مع الولايات المتحدة خاصة في سوق النفط وسوق الغاز .
والولايات المتحدة في هذه الظروف بالذات بحاجة اكثر بكثير من قبل الى موافقة ايران بالانضمام اليها في ذلك الحصار الذي فرض على روسيا الاتحادية والذي اثر تاثيرا كبيرا في اسعار النفط والغاز في السوق العالمية وتعتمد الولايات المتحدة على ايران في ضخ غاز ونفط بكميات كافية في الاسواق العالمية  حتى تخفض سعر البرميل النفطي وسعر المتر المكعب من الغاز لكن البيت الابيض اصيب بمفاجأة كبيرة اذ ما ان وصل عبد اللهيان وبدأت الجلسات حتى اعلن لافروف على انه يتم العمل على وضع وثيقة ستوقع من قبل ايران وروسيا لها من الاهمية الاستراتيجية مكان كبير جدا ولم يفصح لافروف عن اي وثيقة يتحدث لكن يقول المحللون انها وثيقة حول تقارب اكبر بين ايران وبين تجمع شنغهاي الاقتصادي السياسي وتترافق مع هذه الرسالة الهامة ومع سفر عبد اللهيان الى موسكو تلك الضربة الصاروخية التي وجهتها ايران لمقر الموساد الرئيسي في كردستان هذا المقر يساعده اكثر من ثمانية عشر مقرا آخر انتشرت في كردستان ومنها مختبر بيولوجي تشرف عليه تل ابيب والولايات المتحدة في كردستان وعلى الحدود الايرانية العراقية تحت مظلة من وجود الجيش التركي.


تلك الضربة كانت رسالة موجهة لاسرائيل وللولايات المتحدة ايضا لم تكن موجهة لاسرائيل فقط ونقول اكثر من ذلك كانت موجهة لتلك الفئة التي خانت العراق كوطن وخانت الامة العربية كقضايا وسارت في كنف الاستعمار الاميركي وبقاء قواته على الارض العراقية وسكتت على التغلغل الاسرائيلي الذي لم يكتفي بكردستان بل وصل الى بعض المواقع  في بغداد نفسها وربما المنطقة الخضراء نكرر المنطقة الخضراء في بغداد التي تحتوي على مكاتب كل المسئولين العراقيين

 لقد نخرت اسرائيل اجهزة الاستخبارات العراقية والمخابرات والامن والجيش باشراف الولايات المتحدة الاكريكية وتحت ستار الخبراء الامريكيين الذين يحملون جوازي سفر امريكي واسرائيلي ، أما الخبر الثاني الملفت فهو النشاط المفاجيء لمجموعات داعش المسلحة في البادية  ودرعا  ومناطق اخرى من سوريا كلفت الجيش السوري حتى الآن خسائر فادحة في الارواح اذ ان هؤلاء الذين قيل انهم هربوا من السجن وقام الجنود الامريكيون بانزالات عند ذلك السجن الذي قيل انه شهد انتفاضة للسجناء وهربوا ما قيل كان كذبا وتضليلا اذ كانت عملية مرتبة وفلما امريكيا طويل لاخراج آلاف السجناء من داعش الى قاعدة التنف لاعادة تاهيلهم وتسليحهم واعادتهم الى سوريا باوامر ودعم واضح لشن هجمات تعيد الوضع في سوريا الى ما كان عليه حسب حلم الولايات المتحدة الا ان سوريا كانت مستعدة لذلك وهي تواجه مواجهة حازمة وصلبة كل هذه التحركات لداعش وقريبا ستنهي وتجتث داعش مرة اخرى حتى لو دعمتها امريكا ودعمها اردوغان.
واستمرت اسرائيل باطلاق صواريخها حتى تلك التي سقطت ولم تصب اهدافها تشكل عدوانا صارخا مستمرا على سوريا لا بد انه تحديا واضحا لما اعلنته سوريا سابقا من انها سترد على الاعتداءات وتقول مصادرنا ان سوريا بصدد بداية الرد على الاعتداءات الاسرائيلية لتغيير مرجعية الردع بينها وبين اسرائيل ولهذا اعلنت اسرائيل استنفار قواتها في شمال سوريا والجولان يوم أمس.
أما الخبر الثالث فهو المعلومات التي وصلتنا حول كميات المال التي ضخت في لبنان وتضخ هذه الايام وتبقى تضخ حتى موعد الانتخابات اللبنانية ان هذه المحاولة لشراء اصوات الناس من اجل تغيير الميزان السياسي داخل لبنان هي السهم الاخير للقوى المعادية للمقاومة والمعادية للخط العربي والراغبة في التطبيع مع اسرائيل آخر محاولة لكسب الجولة من بين ايدي محور المقاومة وفرعها القوي في لبنان.
والخبر الاخير الذي نطرحه هنا من اجل عملية الجمع والحساب والاستخلاص هذا التوتر القائم بين السعودية والولايات المتحدة اذ ان السعودية والامارات طلبت من الولايات المتحدة نمطا من الاسلحة والذخائر محرم دوليا من اجل حسم معركة اليمن كما يقولون لكن الولايات المتحدة لم تسلم تلك الذخائر اذ ان السعودية لم تلبي طلبها بزيادة الانتاج النفطي حتى تهبط اسعار البرميل النفطي في العالم بعد ان ارتفعت ارتفاعا جنونيا وستستمر في الارتفاع طالما العقوبات منزلة على روسيا المصدر العالمي الثاني في العالم ويبرز من هذا التوتر حدثان هامان يشغلان بال مجلس الامن القومي الاميركي الاول هو ما سرب من معلومات حول مفاوضات تدور بين السعودية والصين من اجل استيفاء ثمن النفط الذي ستستورده الصين من السعودية باليوان الصيني وليس بالدولار والخبر الثاني هو دعوة مجلس التعاون الخليجي لمؤتمر تحضره كافة الاطراف اليمنية بما فيه انصار الله بما فيه انصار الله اكرر الى السعودية من اجل بحث مستقبل اليمن وهذا ياتي بعد ان اجلت ايران اللقاء الذي كان مرتقبا يوم الاربعاء بين السعودية وايران في العراق نتيجة الاعدامات التي تمت في السعودية وذهب ضحيتها 81 شهيدا بلا عدالة قتلوا قتلا بدم بارد.
في ظل كل هذه العوامل المتضاربة اعدامات ودعوة للقاء في الرياض ومفاوضات مع الصين ورفض لمكالمة بايدن تدور السعودية في حلقة من فوضى الاوراق لا تعرف معها كيف تتصرف اضافة لذلك فان العمليات التي شنتها المقاومة اليمنية مؤخرا اصابت اهدافها بدقة ارعبت السعودية وارعبت حكام السعودية وجعلتهم يسعون من اجل ايجاد مخرج لهم من ذلك المستنقع هذا هو الذي دفع محمد بن سلمان للقول بان ايران جارة ونريد معها علاقات جوار حسنة ولا شك لدينا ان البند الاول الذي سيبحثه السعوديون مع الايرانيون عندما يحين موعد اللقاء سيكون كيف تنهى حرب اليمن وكيف تخرج السعودية من ذلك المغطس وكيف تأخذ ضمانات بعدم الاعتداء عليها.
ضمن هذا الوضع ازدادت عنصرية الدم والقتل من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي ضد نهوض فلسطيني ملموس كما ونوعا في كل مناطق الضفة الغربية فهنالك رعب حقيقي لدى العدو الاسرائيلي من هذا النهوض لدرجة ان الرصاص اصبح يطلق دون انذار سابق ومن هفهفة الهواء وليس لضربة حجر يطلقون النار في كل اتجاه من رعبهم وخوفهم ممن هو لابد لهم ينتظرهم ليقاومهم الا ان نمو المقاومة وهي تنمو بمقدار ما يستاء الشعب الفلسطيني من السلطة وممارسات رئيس السلطة وعمليات الفساد المستشرية في رأس السلطة بقدر ما تتصاعد هذه الاعمال الفاسدة للسلطة والتعاون مع اسرائيل ضد المقاومين بقدر ما تزداد المقاومة ويشتد عضد الشعب الفلسطيني في النهوض للتصدي للاحتلال ولحلفاء الاحتلال على رأس السلطة الفلسطينية في ظل كل هذا شهدت اسرائيل ما لم تشهده ابدا من قبل اذ توقفت مواقع كل الوزارات الاسرائيلية ورئاسة الوزراء بفعل عملية سيبرانية لا يعرفون من اين اتت حتى الآن وهناك اشاعات تدور والاشاعة هي اهم جهاز اعلام هذه الايام خاصة في فلسطين المحتلة واسرائيل هنالك اشاعات تقول ان هذه الهجمات تمت من داخل اسرائيل وهنالك اشاعات تقول ان هذه الهجمات تمت من غزة واشاعات تقول انها تمت من سوريا واشاعات اخرى لا سند لها تقول ان الذي قام بها اما ايران او تنظيم كبير يستند الى دعم ايران ويقصدون بذلك حزب الله لكن الحقيقة هي ان اسرائيل لم تكتشف من اين اتت تلك الهجمات ويقول محللون اسرائيليون ان حساب تلك الهجمات ما زال مفتوحا اي انه لم تتم عملية واغلق الباب بل باب العملية اي الهجمات السيبرانية مفتوح وهذا ما يخيف اسرائيل والحكومة الاسرائيلية اكثر مما تخيفها حرب في الميدان اذ بامكان تلك الهجمات ان تعطل الكثير من مؤسسات اسرائيل الحساسة وان تخربط ارقامها وبرامجها وان تلحق ضررا كبيرا باسرائيل دون ان تطلق رصاصة واحدة ، بعد كل هذا لا ادري ماذا سياتي جوابكم بعد ان تجمعون وتطرحون وتحسبون لكن بالنسبة لي مجموعة الحسابات لربط هذه الاخبار بعضها ببعض خاصة بعد قرار روسيا حرمان اوروبا من القمح حتى شهر آب واستمرار تدفق الغاز الروسي لاوروبا لانها لا تستطيع ان تعيش بدونه وقرار امريكا بالرضوخ للتعامل مع المشاريع المقرة لروسيا وايران بعد توقيع الاتفاقية النووية خارج اطار العقوبات كل ذلك يعني ان هنالك تصعيد كبير نراه في الافق والتصعيد سيكون في الشرق الاوسط في سوريا ولبنان وفلسطين وهذا التصعيد سوف يؤدي الى تغيير جذري في ميزان القوى في منطقتنا وسياتي بنتائج ايجابية لصالح اهداف محور المقاومة فلنبقي يدنا ضاغطة على الزناد وليست صامتة ان نصعد المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال لان المقاومة الشعبية هي التي تنتصر في النهاية.
كاتب وسياسي فلسطيني


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)