بسام البدارين يكتب: مشروع إسرائيلي وآخر فلسطيني…أين الأردني؟

profile
  • clock 12 أبريل 2023, 5:51:19 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

مشروعان لا يمكن إلا تمييزهما وبوضوح شديد وعلنا مطروحان وبقوة الآن وفي سياق الصراع والقضية التي نعلم جميعا أنها تؤثر على كل ما هو أردني صغر أم كبر.
مشروع اليمين الإسرائيلي الطامع التلمودي المسلح لا يمكن إنكاره ومن ينكره إما مجنون أو خطير يمس بأدق ما هو مقدس وثابت بالنسبة لنا كأردنيين.
المشروع الثاني فلسطيني نضالي مقاوم يتبلور ورموزه اليوم يتجاوزون الحالة الذهنية والواقعية والشعبوية وهم على الأرجح في طريقهم لتجاوز ما يسمى بالكمبرادور الفلسطيني، الأمر الذي قد يعني في الحسابات الدقيقة الأردنية لاحقا عدم وجود شريك فلسطيني يمكن إقرانه بالعبارة الساحرة الكلاسيكية التي تتحدث عن «الشرعية الفلسطينية».
وبالتالي يتحالف أو سيتحالف غياب الشريك الفلسطيني المصاب أصلا بغيبوبة الآن مع ليس فكرة موت الشريك الإسرائيلي بل انقلابه على الأردن قيادة وشعبا.
مشروعان بدون لف ودوران ومراوغة في غاية الوضوح والأعمى فقط يمكنه أن ينكرهما وعلى طريقة الأهزوجة الفلسطينية التراثية لم تعد ثمة «حجة لا للأطرش ولا السامع ولا لمن لا صوت له بعد الآن».
فكرة المشروع الإسرائيلي اليميني أيضا بسيطة وهي حسم الصراع والاستثمار في اللحظة الزمنية ما بعد كورونا وأوكرانيا لإنجاز ذلك الحسم على أساس وهم يقول أو نظرية بأن يمين إسرائيل مستعد للحسم ويمكنه ممارسته بأقل الكلف.
ما الذي يعنيه ذلك بكل بساطة لك إذا كنت أردنيا؟
الإجابة أيضا بسيطة فما يعنيه تمكن أو تمكين اليمين الإسرائيلي من الحسم هو السيطرة على القدس والمسجد الأقصى وإنهاء الوصاية الأردنية. ولاحقا ضم الأغوار والضفة الغربية وتصدير ما لا قبل للأردن الرسمي به من أزمات الإنسان الفلسطيني والجغرافيا والتحدي الأمني وصولا لواحد من سيناريوهين لا ثالث لهما، إما تحول المملكة الأردنية الهاشمية بعد الضغط والطرق والاستهداف وبالتهديد لا بل بالسلاح أيضا إلى ما يسمى بالخيار الأردني بمعنى العودة لفيلم إدارة التجمعات السكانية الستة في الضفة الغربية من جهة الأردنيين أو العودة للوطن البديل.
خياران لا يوجد ثالث حقيقي وعملي لهما بكل وضوح الكون والبديل في حالة رفض الأردن هو حصرا خارطة يتسئيل سيموريتش الشهيرة بعنوان إسرائيل الكبرى.

الخلاصة أن حالة نضالية شابة تتبلور وتبحث عن هوية تتشكل بصيغة لا يمكن إنكارها مقابل يمين إسرائيلي لديه خطة موضوعة بالحسم يحكم ويتصرف على أساسها

بالمقابل وفي المواجهة والاشتباك مشروع فلسطيني وطني صغير يستند اليوم إلى تراثية الكف التي تقاوم المخرز، حيث قرار من الشباب الفلسطيني على الأقل بالصمود والنضال والمقاومة لا بل عدم المغادرة والمناجزة ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
عدت قبل فترة قصيرة من فلسطين المحتلة واستمعت لمئات الآراء من كل المكونات، والخلاصة أن قوة شابة ناشئة تتشكل وقررت التصرف من تلقاء نفسها وتمثل جيلين في الأبعد من الفلسطينيين ولدوا في ظل الاحتلال واتفاقية أوسلو.
هؤلاء قالوا كلمتهم بوضوح اليوم ولديهم مشروع يواجه صعوبات وتعقيدات بالتأكيد ويحاول العدو اجتثاثه لكن الانزياحات الفيزيائية والاجتماعية والاقتصادية وبعد إفلاس السلطة وأوسلو ومعهما الكمبرادور الذي يحتقره اليمين الإسرائيلي أيضا ولا يؤمن به عناصر تبني مشهد مبكر لحالة ثالثة تتشكل في الأراضي المحتلة نعلم مسبقا أن كل الأطراف ستتآمر عليها. لكن من قابلتهم شخصيا يرفضون الرحيل أو المغادرة أو الخضوع للاحتلال.
ويرفضون بالتتابع الخضوع لأي دولة أخرى أو لاتفاقية أوسلو وأسقطوا تماما من حساباتهم كل المنظمات الدولية وكل أسطوانات قرارات الشرعية الدولية، وأزيدكم من الشعر بيتا لأقول بأن من قابلتهم من شباب بسطاء ولدوا في مرحلة ما بعد أوسلو عابرون للفصائل ولا يثقون بالسلطة وأجهزتها.
ليست لديهم طموحات متورمة ويتحدثون لغة إقلاق نوم العملاق وخدشه وبصيغة عدم الاستسلام والخضوع ثم بصيغة وقف أي رهان من أي نوع مرتبط بسلام أو مفاوضات أو بالنظام الرسمي العربي أو الدول العربية.
نعم ونقولها بثقة، قرر شباب فلسطين مشروعهم وأغلب التقدير أن الشباب العرب في الجوار في المساندة والانتظار.
والمعنى في الخلاصة أن حالة نضالية شابة تتبلور وتبحث عن هوية تتشكل بصيغة لا يمكن إنكارها مقابل يمين إسرائيلي لديه خطة موضوعة بالحسم يحكم ويتصرف على أساسها.
من زاوية أردنية وبكل بساطة لا بد من القول بأنه ثمة مشروع يميني إسرائيلي واضح، واتجاه لأهل فلسطين أكثر وضوحا، الأمر الذي يبقينا نحن الأردنيين فقط في مستوى الغموض والشك بعيدا عن أي يقين ولنقلها بصراحة لكن بصيغة استفسار: وسط هذه المعطيات… أين المشروع الأردني الوطني؟
ماذا نحن فاعلون؟ طرحت هذا السؤال إلكترونيا فعالجني أحدهم بتلك الصيغة المقيتة التي تسأل السؤال.
ما أقترحه واضح وهو في هذه المرحلة المصادقة على الوقائع كما هي على الأرض… وقف حالة الخيال وسيناريوهات الرهان على الفراغ.
إذا فعلنا ذلك كأردنيين قد نحبو نحو الخطوة الأولى في بناء مشروع الاشتباك.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)