- ℃ 11 تركيا
- 2 نوفمبر 2024
بعد التطبيع العربي.. هل يمكن للغرب إبقاء بشار الأسد معزولا؟
بعد التطبيع العربي.. هل يمكن للغرب إبقاء بشار الأسد معزولا؟
- 22 مايو 2023, 8:31:46 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اعتبر خبراء في "المجلس الأطلسي" (The Atlantic Council)، وهو مؤسسة بحثية أمريكية، أن محاولة الدول الغربية إبقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد معزولا لن يكون أمرا سهلا بعد عودته إلى جامعة الدول العربية، مؤكدين ضرورة محاسبته على "جرائم الحرب" وعدم الانخراط في التطبيع العربي غير المشروط معه وعدم رفع العقوبات عنه، بحسب تحليل ترجمه "الخليج الجديد".
وفي 19 مايو/أيار الجاري، شارك الأسد في قمة قادة جامعة الدول العربية بمدينة جدة السعودية للمرة الأولى منذ نحو 12 عاما.
وكانت الجامعة العربية جمدت، في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، مقعد دمشق ردا على قمع نظام الأسد لاحتجاجات شعبية مناهضة له طالبت بتداول سلمي للسلطة، ما زج بسوريا في حرب أهلية مدمرة.
مسؤولية أمريكية
وقال قتيبة إدلبي، زميل في المجلس الأطلسي، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تركز بشكل متزايد على دعم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا للحفاظ على مصالحها، وتقليص المخاطر التي تتعرض لها قواتها في تلك المنطقة.
وتابع أنه عبر عدم منحها أولوية للشرق الأوسط في سياساتها، "ساهمت إدارة بايدن في هذا التحول الإقليمي الذي أدى لاحقا إلى تسريع إعادة دمج الأسد، ولن يتغير الكثير في سوريا أو في جميع أنحاء المنطقة حاليا، لكن إبقاء الأسد معزولا لن يكون سهلا كما كان من قبل، لا سيما أنه يتطلع إلى اعتراف الغرب ثم رفع العقوبات وتمويل إعادة الإعمار".
محاسبة الجناة
ووفقا لجيسو نيا، زميل المجلس الأطلسي، فإنه "يجب أن تكون هناك جهود جديدة لمحاسبة الأسد من خلال مبادرات جريئة جديدة. بعد أكثر من عقد من الصراع، الذي أسفر عن مقتل نصف مليون شخص وإجبار 14 مليون سوري على الفرار من ديارهم، فإن استقبال الجامعة العربية الحار للأسد هو إهانة للعدالة والمساءلة".
وأردف أن "محاولات إعادة تأهيل قاتل جماعي ترسل رسالة قاتمة ليس فقط للضحايا والناجين السوريين، ولكن الضحايا والناجين من الجرائم الفظيعة في كل مكان من أوكرانيا إلى ميانمار إلى إيران".
وشدد نيا على ضرورة "إعادة تعبئة الجهود لمحاسبة نظام الأسد عبر مبادرات جديدة جريئة، ويمكن أن تشمل إنشاء صندوق عالمي أو إقليمي لتقديم تعويضات للضحايا والناجين من النزاع، وتوسيع التحقيقات الحالية في الجناة الروس المزعومين في غزو أوكرانيا لتشمل جرائم (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين (داعم لنظام الأسد) في سوريا".
كما دعا إلى "دعم جهود المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيقات في الجرائم ضد الإنسانية في الصراع السوري التي ارتكبها نظام الأسد وإيران والقوات الروسية، وإعادة تركيز الجهود لاستهداف الروابط التجارية مع نظام الأسد في إسبانيا وفرنسا وأماكن أخرى".
خطأ فادح
أما ميشيل دوكلوس، الباحث والسفير الفرنسي الأسبق في سوريا، فرأى أن "الحكومات العربية ترتكب خطأ فادحا، فلا يمكنهم توقع أن يفي الأسد بتوقعاتهم الرئيسية، فهم يبيضون وجه مجرم دون مكاسب على الإطلاق ولا آفاق للحد من النفوذ الإيراني في الشؤون السورية".
وزاد بأنه "على الدول الغربية ألا تدخل في منطق التطبيع غير المشروط مع الأسد، بل يجب عليهم التمسك بعدم رفع العقوبات، وتركيز طاقتهم على تحقيق الاستقرار في شمال شرقي سوريا لمواجهة التهديد الإرهابي بشكل أفضل، وإيجاد تسوية مع تركيا، والحصول على نوع من الاستقلال الذاتي لقوات سوريا الديمقراطية (أكراد تدعمهم الولايات المتحدة)".
وأردف: "ينبغي للقوى الغربية أن تناقش مع الدول العربية الرئيسية نوعا من الأخذ والعطاء، فمثلا يمكنهم مساعدة شركائهم العرب في التعامل مع القلق الرئيسي لهم وهو قطع إنتاج (وتهريب مخدر) الكبتاجون من جانب النظام السوري، وفي المقابل يطلبون من شركائهم الإقليميين دعمهم في تحقيق الاستقرار والاستقلال الذاتي في الشمال الشرقي".